محمد شريف كامل
في حديث لجريدة صدى المشرق: الحزب الديمقراطي الجديد فرصه ضعيفة جدا في إمكانية تشكيل حكومة لذا
لا بديل عن التصويت الاستراتيجي
https://www.sadaalmashrek.ca/ar/Interviews/content/e6dd4783-cb83-410a-98e7-f9a923484900
-
ما هي اهمية المشاركة في التصويت في الانتخابات القادمة، سيما
ان الكثيرين يعتبرون ان هذه المشاركة لا تقدم ولا تؤخر وبالتالي لا داعي لنا
كجالية لكي نذهب الى صناديق الاقتراع خصوصا في المناطق التي لا يشكل فيها العرب
والمسلمون الا نسبة ضئيلة؟
للإجابة عن هذا
السؤال يجب أن نحدد ماهية مخرجات الانتخابات، نتيجة الانتخابات هي حكومة تدير شئون
حياتنا اليومية ومستقبل أولادنا، تدير حياتنا هنا على أرضنا في كندا وكذلك تؤثر
بشكل غير مباشر، بل أحياناً بشكل مباشر على قضايانا الأساسية الدولية مثل قضية فلسطين وقضايا حقوق الأنسان
والاقتتال في العالم.
بالإضافة
للحكومة، فالانتخابات تقدم أعضاء برلمان في حزب الحكومة وأحزاب المعارضة، وبلا شك
نحن نحتاجهم جميعا كل يوم، فتكون اهتماماتنا وقضايانا ومستقبل أبنائنا نصب أعينهم.
ومقولة البعض
بأن هناك بعض الدوائر أصواتنا لا تؤثر فيها هي مقولة مغلوطة، فيجب ألا ننسى نتيجة
الانتخابات الديمقراطية لا تحسم إلا مع احتساب أخر صوت لأن صوت واحد كفيل بتغير
نتيجة الانتخابات.
فلكل ذلك، ليس
من المقبول أن نتوارى خلف بعض الاستنتاجات والتوقعات وألا نقوم بدورنا، ولذا فإن المشاركة
في الانتخابات لها ضرورتها التي تجعلها واجب شخصي وجلوي ووطني بل وديني أيضا.
- ما هي معايير
الخيار الافضل للتصويت ؟ هل هي للحزب ام للمرشح؟ هل نقدم التصويت الاستراتيجي على
المبدئي او العكس؟
أعتقد أننا قبل
التصويت يجب أن نُقيم مواقف الحزب والمرشح أيضاً،
لأن أعضاء الحزب لهم تأثير حقيقي على سياسية الحزب
وقرارته، ومن الأمور الهامة ألا نغتر بالوعود البراقة، وأن نُقَيم ما قامت به
الأحزاب وتاريخها وليس ما تعد به.
وبلا شك يجب أن نقيم الموقف العام قبل أن نتخذ أي قرار حتى لا نصل إلى
نتيجة غير مرضية، ومن الضروري ان نضع أسس موضوعية للتقييم وألا يكون التقييم مبني
على قضية واحدة، ويجب أن ندرك أنه لا يوجد على وجه الأرض أي حزب قد نتفق معه أتفاق
كلي.
ولذا علينا أن نأخذ بقاعدة "أقل الضررين" وأن نختار من سيكون أقرب
لأفكارنا وأصلح للمجتمع ككل، ولنراجع اتجاهات التصويت في الانتخابات السابقة، والنتائج كلها متاحة على عديد من المواقع منها:
https://en.wikipedia.org/wiki/Results_of_the_2019_Canadian_federal_election_by_riding
- هل الاولوية للخطط الداخلية ام المواقف
الخارجية للاحزاب ؟
الأمر لا
ينفصل، فالمواقف المبدئية لا تتجزأ، ويجب أن نقيم الأحزاب والمرشحين وفقا لموافقهم
وليس أقوالهم، ومثال لذلك رئيسة حزب الخضر التي ادعت مساندتها لحقوق الانسان وبعد
انتخابها ظهرت حقيقة موقفها من التأييد المطلق للكيان الصهيوني، وكذلك أحزاب
اليمين مثل المحافظين الذي يدعي الدفاع عن الأديان ويؤجج مشاعر الكراهية ضد
الأقليات ويلتقي في ذلك مع مواقف حزب الشعب ولكن بفارق وحيد
أن حزب الشعب واضح في كراهيته للمهاجريين والأقليات.
فلا يجب أن نتناسى
أن حقوق الأنسان لا تتجزأ، ولذا فالأمور الداخلية والخارجية مرتبطة ارتباط كلي.
- الكثيرون في
الجالية مترددون في خياراتهم بين الاحزاب ولمن يجدر بهم اعطاءه صوتهم ... ماذا
تقولون لهؤلاء وهل يترك الخيار للناس ام يمكن تحديد الجهة التي ينبغي ان تذهب
اليها الاصوات؟
بلا شك الخيار
شخصي وهذه هي الديمقراطية، وما نقوم به نحن من خلال تلك الكلمات هو محاولة للتفكير
الجمعي وصولا لقناعات مشتركة وليس توجيه لأي شخص، وأنا أعتقد أن أنسب حال للمجتمع
الكندي والأقليات معا هو حكومات الأقلية، وليست الأغلبية التي تحول الديمقراطية
الى ديكتاتورية الحزب الحاكم لمدة أربعة سنوات.
وباستعراض
مواقف الأحزاب وتاريخها القريب والبعيد، وكذلك النظام الانتخابي المعمول به، نجد
أن أحزاب الوسط واليسار هي دائما الأقرب والأقل ضراراً، ولذا فحزبي الأحرار
والديمقراطي الجديد هما الأقرب، وتلاحظون أنني استبعدت حزب الخضر من الاختيار في
هذه الانتخابات لضرورة التخلص من رئيسة الحزب، وهذا لن يكون إلا بتراجع نسبة
التصويت للحزب في هذه الانتخابات، وكذلك حزب الكتلة الكيبكيه الذي فقد سبب وجوده
وأظهر حقيقة موقفة من الأقليات ومشاركته المباشرة في تعميق التفرقة العنصرية.
- هناك من يتخوف من وصول المحافظين لسدة
الحكم لذا يدعون الى التصويت لحزب الاحرار ما رايكم بعيدا عن تقييمكم لمواقف
الاخير؟
أعتقد أن ليس
هناك أدنى شك بأن وصول المحافظين للحكم، سيكون له تأثير سلبي على كل شيء، لأنه ليس
ما كان يعرف من قبل من المحافظين التقدمين فهو بلا شك امتداد لحركة اليمين العنصري
كترامب وأمثاله، لذا يجب أن نركز على كيفية إيقاف المد اليميني المتطرف ومنعه من
إغراق كندا، ولكن ذلك يجب ألا يكون استسلام كامل لحزب الأحرار، ولا تسليم كندا
لديكتاتورية حزب الأحرار الذي يعتقد أنه يمكنه أن يلعب على التوازنات ليبقى في
الحكم.
ولذا علينا أن نبدأ بتقييم كل دائرة انتخابية
على حدى، وأن نحدد لمن ندلي بأصواتنا دون الإخلال بالهدف والتوازن المطلوب
تحقيقه.
ولأن الحزب
الديمقراطي الجديد فرصه ضعيفة جدا في إمكانية تشكيل حكومة، فلا أجد بديلا هن
التصويت الاستراتيجي، وسأضرب مثال بنفسي، سأراجع نتائج الانتخابات السابقة في
دائرتي، وسأبني قراري وفقا للتالي:
- إذا كان نصيب
مرشح الأحرار أكثر من 50% من إجمالي الأصوات، أصوت للحزب الديمقراطي الجديد
- إذا كان موقف
مرشح الأحرار حرج، أصوت لحزب لأحرار
- إذا كان حزب
الأحرار ليس لديه أية فرصة، أصوت للحزب الديمقراطي الجديد
- برأيكم ما هو
دور النائب من أصول عربية وعليه ما هم تقييمكم لدور من انتخبوا منذ العام 2015؟
رغم قناعتي
بضرورة المشاركة والترشح، وأن وجود المرشحون من أصول عرقية أمر هام، إلا أن العبرة
ليست بالاسم ولا الصورة ولكن بالمواقف، فهناك من الأسماء العربية من أستخدم
الجالية ولم يقدم شيء للجالية أو للمجتمع الكندي ككل، ولكن هناك الكثير منهم كان
معبر حقيقي عن الجالية وقدم الكثير، ونعود مرة أخرى للتقييم ويجب أن يكون ذلك مبني
على الأسس التي تحدثنا عنها وليس على الوعود البراقة ولا الاسم ولا العرق.
- ما هو السبب في ندرة المرشحين من أصول
عربية في الانتخابات الفدرالية الحالية ؟
الترشح للانتخابات
يحتاج لكثير من الأمور، يبدأ بالعمل التطوعي داخل الأحزاب وعلى الأرض في الدوائر
الانتخابية، القدرة على حشد عدد كبير من المتطوعين خلفة وجمع التبرعات ثم عدم
الاقتصار على العمل داخل الجالية، معرفة كيفية التعامل داخل الأحزاب واختيار الحزب
الأقرب لأفكاره، ومعرفة كيفية التعامل مع نقاط الاختلاف بين مبادئ الشخص ومقررات
الحزب وكذلك كيفية بناء تحالفات داخل الحزب المنضم إليه، واختيار التوقيت المناسب
والدائرة المناسبة وعدم مناطحة قوى سياسية وجلويه هي قريبة منا، وهناك تقاطعات
كثيرة بين مطالبنا، وهناك العديد من الأمثلة الجيدة ومنها عضو البرلمان النائب عن
دائرة "بيرفوند-دولار" الأستاذ سمير زبيري الذي أحيي فيه صلابته واتباعه
لكل هذه الخطوات فكان ممثل حقيقي للشباب الكندي من أصول عرقية غير بيضاء.
- هل من كلمة
توجهونها للأحزاب الفدرالية والجالية والمرشحين ؟
الأحزاب
والمرشحين أقول يجب أن يدركوا أن لعبة الوعود الزائفة قد كشفت، وأن الأسماء
والأقوال بلا أعمال حقيقية لا قيمة لها، وإن لم تقف بجانب قضايانا فلا تستجدي
أصواتنا
وللجالية أقول صوتنا
أمانة وادلائنا به ضرورة إن لم نحسن العمل به سندفع ثمن غالي في حياتنا ومستقبل
أبنائنا، وسنحاسب عليها يوم الحساب.