الضغط الصهيونى بين كريتيان
و بوشارد
بقلم: محمد شريف كامل
21 يناير 2001
ونشرت بـــ
-
جريدة صدى المشرق
مونتريال في 30 يناير 2001
-
جريدة المستقبل
مونتريال في 24 يناير 2001
لقد تعرض جون كريتيان
لضغط شديد فى الفترة الماضية و التى تلت التصويت ضد الصهيونية، ضد زيارة شارون
للحرم الشريف وإستخدام العنف المفرط ضد العرب الفلسطينيين، هذا القرار الذى لم
يعارضه فى العالم غير الحكومة الأمريكية كالعادة و لكن كريتيان رفض الضغط، و رغم
الحملة العشواء من الصهاينه فى كندا رفض كريتيان هذا الضغط الرامي لتغيير الموقف
الكندى.
و تزايدت الضغوط مع
الإنتخابات الفيدرالية، ورفض كريتيان، و أعلن أنه لن يسمح أن يسلم السياسة الكندية
رهينة فى أيدى بعض أصحاب المصالح الخاصة. وأعلن الصهاينه غضبهم على كريتيان و
هددوه وتوعدوه ، و حقق كريتيان نصرا محليا كبيرا رغم ذلك الغضب و الذى يثبت تراجع
السيطره الصهيونيه.
و حاولوا إظهار أنه
إستجاب لضغوطهم ، و لذا إستقال وزير الخارحية الكندى وهذه ليست الحقيقة، فإن
إستقالة (لويد أكسورثي) لم تكن لغير أسباب خاصة به معلنه منذ زمن بعيد. وإدعى الصهاينه أن كريتيان أرسل رسالة إعتذار
لهم، وهو لم يفعل ذلك بل أرسل لهم رسالة توضيح للموقف الكندى و لم تحوى أية
إعتذارات، ولكن هكذا إعتادت الصهيونيه أن تزييف الحقائق.
ثم حاولوا ذات
الدورمع وزيرالخارجيةالجديد (جون مانلي)، والذى رد برسالة إلى المجلس اليهودى
الكندى دارت حول موقف كندا من الصراع ووقوفها مع جميع قرارات الأمم المتحدة و
ضرورة عودة الأراضى المحتلة و عدم قانونية المستوطنات، و قد قال وزير خارجية كندا
فى نهاية رسالته "أنه لن يحدث أن تستجيب الحكومة الكندية للضغوط الصهيونيه
لتصبح صورة من أمريكا فى موقفها من أزمة الشرق الوسط ، ببساطة هذا لن يحدث".
و في محاوله يائسه
لإستعادت السيطره الصهيونيه جائت المعلومات المشوهه و التي سربت حول إستعداد كندا
لإستقبال اللاجئين الفلسطينيين بديلا عن عودتهم لأرضهم المسلوبه والقول بأن كندا
تقدمت بذلك العرض بضغط من الإداره الأمريكيه لدفع عمليه السلام، و ثار الفلسطينيون
في المخيمات، وهذا حقهم، وأنكرذلك وزير الخارجية الكندي(جون مانلي)، والحقيقه وراء
ذلك أن كندا ومنذ عشرات السنوات تستقبال اللاجئين الفلسطينيين بواقع أنهم لاجئون
وفقا لقانون الهجره الكندي ، وأن الحديث دار في الفتره الماضيه ليس إلا بالون
إختبار كان رد الفعل العربي مناسب في شدتده.
و قد تزامن ذلك مع
الحملة العشواء التى قادتها الصهيونيه فى كوبيك ضد ( ميشو) و هو من الإنفصاليين، و
الذى إعتقد أننى لا أتفق معه فى غالب مواقفه السياسية و لكن أوافقه عندما
قال"أنه قد فاض به من محاولات اليهود إعتبار إنهم الضحايا الوحيدين فى العالم
وأنه لا ضحايا غيرهم على الأرض قد تعرضوا لحملات إبادة، فالأرمن لم يتعرضوا لحملات
إبادة، ولا الفلسطينيين تعرضوا لحملات
إبادة........."
إني أوافق (ميشو)
فيما قاله، وهذا لا يمكن أن يعتبر بأى حال من الأحوال تحريض على الكراهية ضد أحد
العناصر و لكنه محاولة لوقف الحقد والكراهية الذى تمارسه الصهيونيه ضد كل الشعوب.
و لكن للأسف فى كوبيك
حكومة و معارضة فى غاية الضعف و السذاجة و لا يخد مان حقوق المواطنيين، و لأول مرة
فى تاريخ نظام ديمقراطي يصدر قرار من
المجلس التشريعى فى كوبيك يدين مواطن عادى قال رأيه، أينكان ذلك الرأى!!!!
اليست هذه عنصرية ،
إن هذا الرجل و أن إختلفت معه فى كثير من الأشياء ، إلا أنه قال رأيه و دون تجريح ،هذا
هو رأيه و رأى العديد من الكثيرين و لكنهم تحت الضغط والإرهاب الصهيونى لا
يستطيعون أن يتلفظوا بذلك الرأى.
ثم بدا التحدى بين ميشو بوشارد و رفضه أن
يسمح لميشو بأن يرشح نفسه في لإنتخاب
والجلوس فى المجلس التشريعى ، وأنتهى الأمر
ديمقراطيا بإنسحاب الإثنين حيث إستقال
بوشارد و تناذل ميشو عن ترشيح نفسه.
أن الواقعتان
للصهيونيه مع الحكومتان الكنديتان الفيدراليه والمحليه تثبتان شئ فى غاية البساطة
و هو أن السيطرة الصهيونية قد حان لها أن تنحصر وأن تحتجب ، فالعالم اليوم لم يعد
ملك لهم فالإعلام أصبح أقوى من الأمس لأنه لم يعد حكرا على قوة دون الأخرى و
شبكات الأ قمار الإتصاليه والكومبيوتر
جعلت من حلقات الإتصال أقوى وأشمل حيث تقدم كل الأراء، وهذاهو مايزعج الصهيونية
التى لا ترضى بغير السيطرة الكاملة على العالم، و لكنها مع فشلها حاولت الإيحاء
بأنها حصلت على ما تريد وأنها اجبرت كريتيان على الإعتذار، وهو لم ييعتذر و فاز فى
إنتخاباته، و أعضاء البرلمان اللذين هاجموا اللوبى الصهيونى و رغم توعد الصهيونية
لهم حققوا نصرا كبيرا فى الإنتخابات الفيدرالية.
و كذلك حاولوا الإيحاء بأن ميشو هو معاديا للسامية و إن كان بحكم فكره الإ
نفصالى فهو مضاد لكل الأقليات، و لكنه صاحب حق فى أن يقول رأيه.
نعم فكلنا قد فاض بنا من محاولات السيطرة
الصهيونيه والإيحاء بأنهم الضحية الوحيدة فى العالم وهم منذ عشرات السنين فى
فلسطين و كل أرض عربيةهم القتله والجلادون و يشهد على ذلك التاريخ وقرارات الأمم المتحده.