هل يفهم أذيال
العرب..؟
بقلم: محمد شريف كامل
23 نوفمبر 2000
لا أدرى كيف يستطيع
كل إنسان منا أن يغمض عينييه كل ليلة لينام و يحلم !!... و بما يحلم ؟ و إخوان لنا
و أخوات لنا و أبناء لنا يموتون كل يوم تحت القصف البربرى للمحتل ، الذى أحتل
الأرض تحت سمع و بصر العالم و توسع تحت سمع و بصر العالم ، و يستوطن الأرض و يطرد
شعبها ، وكل يوم تتسع المأساه و يزداد حيز العجرفة الصهيونية و حجم الإستسلام
العربى ، لقد فاقت الأمور كل ما يمكن وصفه و كل ما يمكن أن يحتمله كائن حى !!!!
خلق الله له عقل و قلب و إحساس . و لكن فيما
يبدوا أن أغلبنا قد فقد تلك الحواس الأدمية بل ونزل عن درجة أدنى المخلوقات ، و
نحن نشاهد كل يوم صورا لأطفال لا يعرفون
إلا إنتظار الموت و أباء لا يأمنون على أبنائهم حتى وهم نيام لأن طائرات الصهيونية
تحلق فى أحلامهم .
إن من أستشهد من
أبنائنا رحمه الله و هو فى الجنة بإذن الله و من على قيد الحياة يحيا الفزع و
الرعب ، و فى خارج الأرض المحتلة نرى
الأطفال تتزين فى إستقبال شهر رمضان المكرم ، و أخرون يتزينون و يحلمون بهدايا
بابا نويل تحت شجرة الكريسماس . ألا يزيد كل هذا من مقدار الألم!؟ الألم المصحوب
بالإحساس بالعجز و الذى نجح العدو في زرعه داخلنا بخلخلة قوانا و إستقطاب البعض من
بيننا من ضعاف النفوس المسارعين بالسجود للشيطان ورغباته و للأسف منهم الكثير.
إن الموقف فى الول العربية يذداد سوء يوما عن
يوم من حيث الشكل و المضمون بالحكومات تنافق الولايات الصهيونية و الشعب لا يجد
قوة تحميه من حكوماته المتسلطة و لا من عدوه المباشر الصهيونية، و يذداد العجب من
تلك الحكومات ( حكومات الإذيال ) حيث تشاهد الصهاينة يقصفون و يقتلون العرب كل يوم
فى تحدى وسفور و العرب ليس لهم من قوة ولا سلاح تلك الحكومات التى تخشى من مجرد
تعليق العلاقات مع الصهاينة، و كرد فعل لذلك خرج أحد المتظاهرين فى الأرض المحتلة
وحرق العلم المصرى فى إحدى ثورات الغضب لشعبنا الأعزل و الذى تسبب هؤلاء الحكام فى
نكبته المستمرة ، و عند ذلك الحدث فقط تحرك اللإحساس و ثارت ثائرت الحكام فى مصر و
هددوا بوقف مساعدة الثورة لو لم تتخذ السلطة الفلسطينية موقف من ذلك المجرم الذى
حرق العلم و هى نفس الحكومة التى ترى أن تعليق العلاقات مع الحكومه الصهيونيه لن
يفيد بشئ -بالرغم من كل ما قامت و تقوم-وحرق العلم المصرى- رغم إعتزازي الشديد به-
يستدعي وقف مساعدة الثورة!!!!
و أخيرا أتخذت
الحكومه المصريه قرار رمزي محدود متأخر جدا بسحب السفير و هو ذات الموقف الرمزي
الذي أتخذته في أعقاب الإجتياح الصهيوني لبيروت ، و هذا أقصى ما قامت به في حينها
و الأن أيضا.
و يتزامن ذلك مع عوده كثيرا من الظواهر، و من
أشهرها التسابق و التساْئل بمن قدم أكثر للقضيه الفلسطينيه، و ياليتهم يدركون ماهيه
القضيه الفلسطينيه؟ الحق أنه لا يوجد من قدم أي شيء لفلسطين و لا للشعب الفلسطيني
، إن شعب فلسطين هو الضحيه، إن شعب فلسطين هو الذي دفع 52 عاما من شخصيته و تاريخه
دفاعا عنا جميعا، دفاعا عن كل الشعب العربي .
و يتزامن ذلك مع الحملة الجاهلة التى يشنها بعض الأدعياء
أوالأذيال حين يطالعونا فى وسط كل ذلك الغضب الشعبى بمحاولتهم المعتاده للتفرقة
بين الشعب الواحد من مسلمين و مسيحيين حتى أنهم يتطاولون على القدس عن جهل أو عن
قصد حين يرفضون مقولة القدس الشريف و يدعون أنها محاولة المسلمين للسيطرة على
القدس و ينسبون أقوال ليست فى محلها عن لسان بعض المثقفين العرب و الذي تعجبوا من
تزايد المطالبة بالقدس خشية منه أن تتحول مقولة القدس الشريف إلى بديل عن فلسطين و
لكن هؤلاء الأذيال حرفوا المقوله لتبدو وكأنها محاولة من المسلمون للسيطرة على
القدس و لم يبتعدوا كثيرا عن هؤلاء الصهاينة و أدعيائهم فى الولايات المتحدة و هم
من يسمون (المسيحيه الصهيونية) و للأسف
منهم بعض العرب ، و هم ممن يدعون أن تأييد الدولة الصهيونية أمر من عند الله ورد
بالكتاب المقدس، وقد عقب على ذلك البابا شنوده بطريرك الكرازه المرقصيه بمصر
حيث قال أن هؤلاء لا يعرفون دينهم.
وقد طالعنا فى نفس
الوقت بعض الموتورين من أدعياء الإنتماء للعرب عقب التفجيرات فى القدس و شمال تل
أبيب، طالعنا هؤلاء بأسفهم لهذا الحادث الإرهابى وهم لايعرفون ولا يدركون معنى ما
يقولون، و مثلهم مثل الصهيونيه يساوون بين المعتدي الغاصب و المقاومه، وماتزال
الحكومات العربية تنفق على هؤلاء الأدعياء
و تفتح لهم أبوابها و هم يعملون بالدول العربية و الخارج كأبواق للصهيونية.
إن تلك دعوة مباشرة
لنا جميعا لوقف التعمل مع تلك اللأقلام و تلك الأصوات، و علينا أن نقوم بعمليه فرز
دقيق لإختيار من يمثلنا و من يستحق أن يحصل علىأ صواتنا، لعلنا نكون على مستوى
المسئولية و نقوم بأقل ما يمكن لمساعدة أهلنا اللذين لم يعرفوا معنى الحياة منذ
إثنان و خمسون عاما، ولعل وقت النصر قد
حان .
لقد هزمنا حقا يوم تسارع الأقزام على الصلح مع الصهيونية
و تسليم المنطقة للولايات الصهيونية ، لقد هزمنا حقا يوم تسارع الأذيال إلى العم
سام ليدخلوا قواته للأراضى العربية ، و كما قال وزير حربهم (كوهين ) "إن
قواتنا هنا لتبقى و لن تخرج مهما حاول المخربون" -على حد حلمهم.
إن أمامنا من كل ذلك
حلا من إثنين و لا ثالث لهم، إما أن
نستسلم لتلك الهزيمة و نكون جزء من هؤلاء الإقزام و الإذيال ، أو نثور ، و لا أظن
شعبنا سوف يستسلم لأن من سيمته العزة و لن يقبل الذل مهما حاول حكامه إلباسه بذلك
الذى هو ليس منه.
و لذلك فالبديل له هو
الثورة على كل ما هو ظلم و كل ما هو قهر و على كل محتل يحاول قهرنا، و أنقل هنا عل
الكاتب الأمريكى ( شارلى رييس ) حيث قال فى ذكرى من مات مدافعا عن حقه و بلده و
أرضه مخاطبا الشعب الأمريكى :
" ........ عندما تغلق فمك خوفا فأنت ترفض
نعمة الله لك فى حرية الكلمة ....... وعندما تتنازل عن حقك فى الكلام بسبب الخوف
على و ظيفتك أو دخلك أووصفك بصفات غير مرغوب فيها ، قأنت تحتقر دماء من ماتوا
دفاعا عنك و تعتبر أن تضحياتهم لاتساوى شئ ، فالأجدر بك أن تذهب لتبصق على قبورهم
......... فعندما نستيقظ فى الصباح يجب أن تشكر الله على بقائنا أحياء وهذا يعنى
أنه مازال هناك شئ مفيد يجب أن نقدمه فنحن
أحرار و يجب أن نعيش وأن نملك الشجاعه على أن نعيش أحرار .
إن عجله الكراهية
الأمريكية تحاول معاملتنا على أننا قطعان من الغنم ، إنها تود أن نكره أنفسنا ،
نكره تاريخنا ، و رموزنا و ثقافتنا ، فهل نستسلم لهم ........ فلننهض من ركوعنا
لنقف شامخين ، فحياتنا مقدسة و حريتنا مقدسة ، تاريخنا و ثقافتنا و بلدنا ذات قيمه
غاليه، فلنعش أحرارا، إن أسوء ما يمكن أن
يحدث لأي إنسان هو أن يقتل، و لسوف نموت في جميع الأحوال ، فليس المهم كيف
نموت؟ و لكن المهم هو كيف
نعيش؟......"
لقد فهم شعبنا ذلك
منذ زمن بعيد ، فهل يفهمه الشعب الأمريكى ؟ و هل يفهمه أذيال العرب ؟