وتمخض ال.... فولد
فأرا !!!!
بقلم: محمد شريف كامل
29 أكتوبر 2000
ونشر في جريدة صدى المشرق مونتريال
لا أستطيع أن أقولها
كامله " تمخض الجبل فولد فأرا" ، لأنه ليس جمل . حقا هذا ما خرج به
مؤتمر رؤسائنا و ملوكناوأمرائنا العرب الشجعان ، لقد خرجوا علينا بقرارات يخجل
الإنسان حتى من أن يطالعها فما بالك بالدفاع عنها ... و هناك للأسف من يدافع عنها
.
و ثارت ثائرة العم
سام و النازية الجديدة ( الكيان الصهيونى ) ، ثارت ثائرتهم لأن رؤوس الأنظمة
العربية (أذيالهم) لم يدينوا شعوبهم
وأدانوا المستعمر الصهيونى !!!
تصوروا ياعرب أن بعد أكثر من مائة عام من مولد الحركة الصهيونية و بعد
ثلاثة و ثمانون عاما من وعد بلفور و بعد ثلاثة و خمسون عاما من تدمير شعب فلسطين و
سرقة أرضه و رفض كل قرارات العالم و الأمم المتحدة و بعد ثلاثة و ثلاثون عاما من
سقوط زهرة المدائن ( القدس ) و بعد ثلاثة
و ثلاثون عاما من سقوط كنيسة القيامة و
المسجد الأقصى رهينه فى أيدى الصهيونية ، و بعد خمسة و عشرون عاما من إقتحام بيروت
و بعد كل شهدائنا و جرحانا والأمهات الأرامل و الثكلى........... بعد كل ذلك هؤلاء
الأذيال أدانوا الكيان الصهيونى!!!!!!
لقد خرجت قرارات
مؤتمرمن يسمون بالقاده العرب بقرارات شديده قويه يندي لها الجبين..... و على سبيل
المثال:
- لقد إدانوا زيارة إريل شارون
للحرم الشريف!!! ( أليس هذا شارون الداعى
لإبادة كل العرب و تشريد هم ؟ أليس هو المنظم و المدبر و المنفذ لمذبحة صابرا و شاتيلا
!!!! لآ عجب و قد وضعوا أيديهم فى أيدى مناحم بيجن من قبل "زعيم
الهاجاناه" .
- لقد إدانوا إستخدام العنف
الذائد ضد أبنائنا و إخواننا
الثائرين!!!!!! و هل يستخدم المستعمر غير العنف ؟ و هل ينتظر هؤلاء الأذيال
من المستعمر ان يرحب بالمقاومة و يسجد لها شكرا .
- لقد طالبوا العالم بلجنة تحقيق
دولية !!!!! أى لجنة تحقيق؟ اليس ثلاثة من هؤلاء المؤتمرين قبلو قبلها بأيام مهزلة
شرم الشيخ !!!! حيث قبلوا تهدئة الأمور و لجنة تحقيق برئاسة المخابرات الأمريكية
للإشراف على التحقيق و الأمن فى الأراضى المحتلة .
- لقد طالبوا بإخلاء المنطقة من
الأسلحة النووية !!!!!! أليس هذا متاخرا ثلاثون عاما على الأقل ، حيث بدأت تجارب
الصهيونية النووية و لم تتحرك شعرة فى
رؤوش هؤلاء الأذيال حين قامت الطائرات الصهيونية بضرب المفاعل النووى العراقى ، و
هم على علم بذلك !!!! و غالبهم وقع معاهدة
عدم إنتشار الأسلحة النووية وقبلوا التفتيش،
و الصهيونية عدوهم المفترض رفض و مازال يرفض توقيعها حتى يومنا هذا .
- لقد طالبوا بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة من أجرم
فى حق الفلسطينيين !!!! محاكمة من أجرم !!!! و هل هناك من الصهاينة من لم يجرم فى
حق شعب فلسطين ؟ بداية من التخيطط و التنفيذ ، إنها جريمة مكتملة ، عقابها فى اغلب
بلاد العالم الإعدام ، إنها قتل مع سبق الإصرار والترصد و لكن بلا محكمة و لا
محلفين و لا قوة أمن فقد تم شراء الجميع .
- لقد هددوا الصهيونية بإحياء
المقاطعة العربية !!!!!! إن من أسقط السلاح من يده لا يستطع إحيائه
، إن كنتم حقا تسعون للسلام!!! فلماذا إعطاء العدو كل ما رغب فيه قبل أن
يتحقق السلام و العدل؟؟؟؟ وهل تظنون أنكم تستطيعون إحياء المقاطعة و أنظمتكم
الحاكمة تتمتع بالحصانة من العدو الأكبر ( الولايات الصهيونية ).
- لقد هددوا الكيان الصهيونى بتعليق العلاقات معه
!!!!!! و قد قامت بعض الدول بذلك مثل المغرب ، عمان ، قطر ، تونس و لم تستطع كلا
من مصر و الأردن خشية غضب العم سام .
هذا هو موقف رؤوس
العرب بعد إستشهاد مائة و أربعون و جرح أكثر من ثلاثة أللاف ، يهددون بموقف
شديد!!!! أي موقف شديد هذا؟؟
يوم أشار العم سام و أعطى الضوء الأخضر ، فتح
الجميع مخازنهم لطرد الغزو السوفيتى من افغانستان و فتحوا باب التطوع للشباب و
الجهاد و اليوم حكام الأردن يمنعون مسيرة للمسجد القصى . وإيهود باراك أن يشكر
مبارك على إعتدال موقفه !!!!! ألم يحن الوقت
للخلاص من هذا الظلام ؟؟؟
هؤلاء الرؤوس هم
المنصبيين على شعوبنا ، العابثين بماضينا ، والمشوهين لتاريخنا ، واللاهين بحاضرنا
و المدمرين لمستقبلنا ، والمنتفعين على حساب شعوبنا.
لقد سقطت كل الأقنعة
و لكن الأمل قائم فى شعوبنا حيث يأتى من داخله الغضب و يسطع لينير طريقنا لنسترد
حقوقنا يوم نملك القوة لتحقيق ذلك .
لو أن تلك القرارات
صدرت عن منظم الوحدة الأفريقية لحزنا أيضا على ضعف البشر أمام جبروت القوة ، ولو
أنها صدرت من مؤتمر الإتحاد الأوروبى
لكانت تلك القرارات تمثل فخر لكل عربى ، و بإستثناء البعض حقا كان هذا موقف الإتحاد الأوروبى.
هذه كلمات على لسان (كيان خالد السيفى )
التلميذة الفلسطينية إبنة السادسة عشر و التى تعيش فى بيت لحم و تدرس فى مخيم
دهيشه الذى تديره الأمم المتحدة و قد نشر ذلك الإحساس المرهف فى مجلة التايم
المريكية الإصدار الكندى المجلد 156 العدد
18 الصادر فى 13 أكتوبر 2000 ،أهديها لأى
مسئول عربى مازال يحمل ضمير، لعلهم
يفقهون، حيث تقول(كيان خالد السيفى ):
" لقد أشرقت شمس يوم جديد ، شمس ذات
أشعة ذهبية تتمايل لها الأغصان و صوت الريح يداعب فى سحر رائع أوراق الشجر ، لقد
إستيقظت فى السادسة صباحا لأستقبل يوم جديد هادئ ليس كباقى الأيام العاصفة و لكن
أعلم انه لن يكون كذلك ، وأعلم انه سوف تحل بنا ذات الأخبار الحزينة ، لقد حملت
حقيبيتي لأذهب لمدرستي ، الحق أنه ليس لدى الرغبة فى الدراسة فأنا أتوقع الموت فى
كل لحظة برصاص من جندى إسرائيلى .
قبل أن اغادر منزلى طفت بين
أرجائه لتفحص كل ركن فيه حيث أنام وحيث ألعب وحيث أستذكر فقد تكون هذه هي أخر مرة
اراه ... إنه إحساس مريع .
لقد تجولت مع زملائي فى الطريق للمدرسة نناقش
قضيتنا، كل شئ لم يتغير الفصول ،
التلاميذ، المدرسين ،الكتب و بدانا يومنا بنشيد العودة لفلسطين . و دق جرس الحصة الأولى و دخلت مدرسة العلوم ولم
أستطع متابعتها فخيالى مليئ بصور شهدائنا و جرحانا و طاف بخاطرى الطفل ذو الثلاثة
عشر عاما الذى سقط شهيدا ، كيف حال أمه، أليست هذه مأساه جديده تضاف للمأساه التي
نعيشها.
أنا فخورة بهذا الطفل إنه من أبناء حينا ، لقد قتل فى طريق عودته من المدرسة للمنزل ، ما فائدة ما تعلم فى
المدرسة ؟ لقد قتلوه !!!!!
أكان يعلم أنه لم ينم
فى حاجة لتجهيز واجبه المدرسى لأنه سوف يقتل ؟ إنها رصاصة غادرة أطلقت من سلاح
جندى قاتل ، لقد تأملت معلمتي فانا أحد تلاميذها المتفوقين ، و لكم العلم لم
يعد يستهوينى لأن الدراسة لم تعد ذات قيمة قى حياتنا.
بعد أن إنتهينا من
دروسنا ذهبنا لزيارة أسرةأحدى الشهداء و فى طريقنا كنا نهتف : "إرتاح يا شهيد
فى قبرك سوف نواصل الكفاح بعدك ، بالروح بالدم نفديك يا شهيد و بالروح بالدم نفديك
يا فلسطين".
لقد قتل ذلك الشهيد
برصاصة شديدة الإنفجار مزقت صدره و رصاصة أخرى مزقت ذراعه ، لقد كان فى مقتبل
شبابه كلن عمره 18 عاما، و عندما وصلنا
هناك كانت أمه تفترش الأرض و دموعها تغرقها ، قبلت وجهها و يدها فهي أم شهيد
..."
و كما عبرت إبنتنا
(كيان خالد السيفى ) أرسل بإسمنا جميعا قبله لجبين وأيدي كل أم و كل طفل يدافع عن
شرفنا و كرامتنا.....