هم العدو!
بقلم:
محمد شريف كامل*
19 نوفمبر
2018
(المقال نشر تحت عنوان "هم الدولة!")
رغم كل ما حدث وما يحدث كل يوم يظل البعض يتباكى على نُظم القهر والفساد،
فهناك من يتصور أو يصور لنفسه ولنا ان بقاءً آل سعود في الحكم هو ضمان لبقاء
الوطن، وكأننا نستمع من جديد لمبارك والقذافي والأسد يرددون مقولتهم البلهاء
"أنا أو الفوضى"، أوذلك الفاشي السيسي وهو يوهم شعب مستسلم أنه أنقذ مصر
من أن تكون مثل ليبيا وسوريا، وهو وحلفاء الشر يدمرون ليبيا وسوريا ولن ننسى ما أصاب
اليمن على أيديهم.
ولا عجب أن تلك الأقوال هي ذاتها
التي يرددها سيدهم الجالس في القدس المحتلة وهو يقوم بجولته هو والسيسي
لإنقاذ ابن سلمان الذي إنقضت صلاحية ملكه قبل أن
تبدأ ولاية عهده لملك ليس له وجود، ففي المجتمعات
المتحضرة والنظم المحترمه، وبالرغم من عدم امكانية إثبات التهمة على رأس النظام،
يعتبر ذلك الرأس عفن ويبتر إن لم يستقل تطوعا، ولكن في دول كمثل ممالك وجمهوريات
الموز التي يتميز فيها النظام بالتناحة وعدم الاكتراث إلا بذات دنيئه فلا مانع من
استمراره في مسلسل القتل.
إن تاريخ آل سعود في الإجرام لا مثيل له، وللأسف لم ننتبه عن غفلة أو قصد لجرائمهم خلال قرابه ثلاثة مائة عام منذ الدولة الأولى وحتى الان، وكأننا لا نعيش جريمة حرب اليمن التي نظمها وعمل على إشعالها وداوم على قتل اطفالها نظام آل سعود من عبد الله إلى سلمان وابنه، وما هي إلا حلقة من حلقات نظام تأصل القتل في دمه.
هذا ليس إقلال من دور آل زايد والذي كان ومازال شريك في حرب اليمن ووئد
الربيع العربي حماية لمصالحهم الشخصية ومصالح الصهيونية العالمية. هم شركاء نازية
القرن الحادي والعشرين، والذي يتصدر اتباعها الحكم على الأرض العربيه والبيت
الأبيض والعديد من الدول الاوربيه، بل وزحفت لأمريكا الجنوبية من كولومبيا إلى البرازيل.
إن سوء أداء النظم الديمقراطية الوليدة في دول العالم الثالث يرجع لعوامل
عدة، على رأسها نقص الخبرة وتعمد تلك النازية الجديدة محاربتها وحصارها للحفاظ على
مصالح الاستعمار في صورته الجديدة، قد يغضب البعض من قصار النظر من استخدامي
لمصطلح النازية في هذا السياق، ولكني أدعوهم للعودة قليلا للوراء والربط بين ثلاثة
موجات عنصريه، الا وهي :
محاكم التفتيش في الأندلس "اسبانيا" والتي وجهت كراهيتها
وعنصريتها ضد اليهود والمسلمين وهي متوشحه بوشاح الدين، ثم جاء هتلر فوجه كراهيته
وعنصريته لكل ما هو من غير العرق الألماني وبالطبع كان اليهود على قمة من أصابه
الأذى لانهم كانوا أكبر جاليه غير مسيحية وغير المانيه –حسب توصيفه- وهو متمترس
بالدين والقومية، وتأتي الموجه الثالثة من ذلك الحقد والكراهية لتعيد للسطح ما لم
يحسم في الحربين الأولى والثانيه، ألا وهو العنصرية المتجددة في ثوب أنظمه على رأس
دول ديمقراطية المبادئ عنصريه الفكر والتطبيق.
فترامب وال سعود وال زايد واليوم جير بولسونارو في البرازيل وفيكتور أوربان في المجر، والقائمة تطول، لمن قفذوا لسدرة الحكم مستغلين معاناة الشعوب وباطلاق الأكاذيب البراقه، وهم ليسوا الا صورة جديده من هتلر بالوسيلة والهدف.
وعلى الجانب الآخر القاعدة وداعش وآل سعود وال زايد وال سيسي هم ذات الصورة على أرض العرب، وارجوا الا يحاول البعض الدفاع عن بعض صور ملوكهم، كفيصل وغيره فلا تنسوا ان عصر فيصل كان أكثرهم دمويه على يد وزير داخليته فهد، العصر الذي انتهى باغتيال فيصل شخصيا، والذي سبق وكان وزيرا للداخلية هو الآخر.
ان اشد ما يحزنني هو دفاع البعض عن تلك الأنظمه التي أثبتت عبر التاريخ وقوفها في صف أعداء العرب والإسلام، ثم ياتي بائس مغرر به ليطل علينا بأقاويل مثل حماية السنه من الشيعه، وما تقوم تلك الأنظمه إلا بإباده السنه والشيعة حماية للحركة الصهيونيه التي تحمي عروشهم، ولا دليل أكثر من تدمير اليمن وخزلان شعب سوريا بل وازلال سنة لبنان بادعاء حمايتهم.
ان رفع راية كتبت عليها الشهادتين ليست باي حال دليلا على حماية الاسلام والمسلمين وإلا لوجب علينا جميعا ولاء البيعة لآل داعش، ففي الرايه والأسلوب لافارق بينهم وبين ال سعود، إن تطابق علم أل سعود وعلم أل داعش هو ما يوجب علينا الوقوف في وجههما لتطهير الشهادتين من دنس تلك المنظومة التي تستخدم الدين لتبديد ثرواتنا وقتل آلامل فينا وتشويه الدين. فهم عار على شعوبنا وعلى ديننا الذي يستظلون برايته بهتانا وظلما.
ان النداءات الشبيهه بأقوال الطغاه، "أنا أو الفوضى" و"أنا أو الحرب الأهلية" و "نحن حماة الإسلام" أو "نحن حماة السنة" ما هي إلا اداة للترهيب من الثورة وحماية النظم المتسلطة بلا وجه حق.
إن الثورة وإن واكبها بعض الفوضى في
بدايتها، هي الطريق الوحيد لمستقبل أفضل للجميع، الثورة العربيه الشاملة التي يجب
ان يكون اهم أهدافها تنقية الخطاب الديني من تراث تلك الطغمه وتحرير إرادة الشعوب
ورفض ان نحكم باسم الدين، وهذا لن يتم إلا بصحوة عربيه شامله تنهي حكم أل صهيون واتباعهم من أل سعود وأل زايد وأل سيسي وكل لات
العرب.
إن الحجر على تلك الانظمة التي تبدد ثرواتنا البشرية والمادية وتستبيح
دمائنا وأعراضنا أصبح فرضا علينا جميعا، وإن العالم مطالب اليوم بالوقوف وقفة
موحدة ضد ذلك النظام المجرم الذي لا قيم له ولا حدود لإجرامه حيث تنقل من الاعتقال
للتجسس وحتى القتل العمد أصبح من أسس تعامله، وإن لم نفعل ذلك سنرى إجرامهم يمتد ليشمل
كل بقاع الأرض.
محمد
شريف كامل
* محمد شريف كامل مهندس
ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب
مستقل، هو أحد المؤسسين والأمين
العام والمتحدث الرسمي السابق للمجلس الثوري المصري، و أحد مؤسسي الائتلاف الكندي
المصري من أجل الديمقراطية، وحركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة،
هو احد القيادات الطلابية المصرية في
السبعينات، عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية
الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب
مونتريال لمدة 4 سنوات. أسس في السابق الجمعية الوطنية للتغيير في مصر
(كندا)، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، وأحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى
الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد
المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط
في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك –
كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي
مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا
المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس
مدونة "من أجل مصر حرة".
محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:
1-514-863-9202, e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel,
blog: http://forafreeegypt.blogspot.com/ https://www.facebook.com/APresidentForEgypt/,
https://www.youtube.com/channel/UCl3y4Hxgf05Xr0iDU68r8GQ
مقالات وخواطر أخرى للكاتب:
5 نوفمبر 2018
ضحايا المنيا في رقبة السيسي وتواضروس...
22 اكتوبر 2018
حديث محمد شريف كامل لـ "الشرق" حول تصفية خاشقجي
9 اكتوبر 2018
القومية والعصبية
September 27, 2018
My reading in the Quebec election
http://forfreeegypt.blogspot.com/2018/09/my-reading-in-quebec-election-by.html
19 سبتمبر 2018
حرب التحريك
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2018/09/22/473502.html
11 سبتمبر 2018
الكنيسة المصرية
4 سبتمبر 2018
طريق الاستقلال
2 سبتمبر 2018
حوار حول صمود شعب قطر والوضع العربي
جريدة الشرق القطرية
أجرى حوار — أحمد البيومي
27 أغسطس 2018
ممنوع... ممنوع
20 أغسطس 2018
صمود شعب قطر
الأحد، 19 أغسطس 2018 04:59 ص
استقالة الأمين العام للمجلس الثوري المصري.. هذه أسبابها
عربي21- طه العيسوي
15 اغسطس 2018
كاوبوي القرن الحادي والعشرين
31 يوليو 2018
الثورة المضادة (هل أنتصرت الثورة المضاده على الربيع العربي؟)
24 يوليو 2018
كن رجلا!
19
يوليو 2018
صفقة القرن!
Tues., July 3, 201
Canada should support the return of
democracy in Egypt
15
يونيو 2018
مصر في كأس العالم
10 يونيو 2018
جلسات غسيل المخ
3
ابريل 2018
الثورة أوالإنتحار
12 مارس 2018
رسالة الى الرئيس
March 3, 2018
When it comes to Egypt, the hypocrisy of the Canadian government
22
فبراير 2018
ابو الفتوح على
قائمة الاٍرهاب
25 يناير 2018
اللاهثون وراء السراب
8 يناير 2018
عبادة العجل
25 نوفمبر 2017
قراءة من الواقع
20 نوفمبر 2017
بلا تردد
16 أغسطس 2017
السقوط في مصيدة الانتخابات
8 أغسطس 2017
ليبرالي أنا!
14 يونيو 2017
النكسة الكبرى
22 مايو 2017
2018 مصيدة
8 ابريل 2017
قراءة في الملف السوري
22 مارس 2017
الأمة
(الأمة ومفهوم الوطن)
5 مارس 2017
الوطن
(الحرية والوطن..أيهما أولى؟)
27 فبراير 2017
سيناء
February 9, 2017
Waiting for the
concentration camps
February 2, 2017
A formal request to the
Attorney General
January 27, 2017
When two plus two equal
five!
27 يناير 2017
اثنان زائد اثنان لن يساوي خمسة
17 يناير 2017
سنوات الربيع
العربي
28 نوفمبر 2016
الطريق الثالث ام الطابور الخامس
24 يوليو 2016
البحث عن "شريفة وسما"
16 يوليو 2016
الدروس المستفادة من محاولة الانقلاب التركية
الفاشلة
11 يوليو 2016
عجل بني اسرائيل
24 يونيو 2016
الأمن القومي
30 مايو 2016
الفتنة
18 مايو 2016
السيسي رئيس لكيان اخر
10 مايو 2016
1000 يوم على ميلاد مصر
8 مايو 2016
تسفيه الأمور وفقدان الذاكرة
28 ابريل 2016
تيران وصنافير
أقوال منقوصة وتفسيرات مغلوط
23 ابريل 2016
قراءه في حديث الافك
13 ابريل 2016
ما وراء تيران وصنافير
March 25th, 2016
Is Brussels going to be the last?
19 مارس 2016
عزاء واجب لشعب مصر
24
فبراير2016
الثورة عمل مشروع
16
فبراير2016
شرعية من؟ ولمذا؟
6 فبراير2016
المجلس الثوري عقبة على طريق شرعنة الانقلاب
2 فبراير2016
ما بين دعشنة الثورة وإجهاضها
25 يناير 2016
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطه
الثورة، ومازلت القصة مستمرة
اعادة نشر مقال نشر في 23 يناير 2011
19 يناير 2016
18و19 يناير ضمير الشعب
25 ديسمبر 2015
ثورة أم حل أزمة وقتية
4 نوفمبر 2015
الديمقراطية حق!
1 نوفمبر 2015
سأصطف معك
30 أكتوبر 2015
موقف المجلس الثوري من الاصطفاف والأفكار
المطروحة على الساحة
October 21st, 2015
Canadian lost opportunity
September 6th, 2015
Alyan Kurdi, Whom to Blame?
20 أغسطس 2015
باختصار: وثيقة حماية الثورة المصرية
26 يونيو 2015
أزمة الحكومات ووعي الشعوب
May 26th, 2015
Mr. Harper comes from which plant!
11 مايو 2015
ازمة اليسار التائه
12 أكتوبر 2014
لن تكمم ثورة الطلاب
21 أكتوبر 2014
المتحدث باسم
المجلس الثوري لـ"عربي 21": الثورة هي الحل لإسقاط الانقلاب محمد كامل: رفض
العسكر بالثورة ورفض الإخوان بالصندوق
12 أكتوبر 2014
لن تكمم ثورة الطلاب
September 2nd, 2014
Who will Indict Sisi?
23 يوليو 2014
وسقطت مصر
July 06, 2014
Alastair Campbell from the Iraqi Lie To the Destruction of Egypt
Introduction by: Mohamed Kamel
June 30, 2014
My Ramadan Message to all Human Beings
رسالة رمضان لكل الانسانية
June 21, 2014
Whose road is ISIL (ISIS)?
14 يونيو 2014
حلم الجيش
العربي
25 مايو 2014
المسرحية الهزلية
20 ابريل 2014
29
يناير 2014
السيسي ليس ناصر (مجدته أو رفضته)
10 يناير 2014
وثيقة الانقلاب الغير شرعية: لا نقاطعها وحسب، بل نرفضها كليا
31 ديسمبر 2013
فرعون موسى
A joined op-ed with Dena Kamel to the Globe
and Mail
December 30, 2013
What constitution you are speaking about…!
1 ديسمبر 2013
رسالة لمصري مونتريال(2)
29
نوفمبر 2013
رسالة لمصري مونتريال
27 أكتوبر 2013
سؤال وجواب بين ناصر والاخوان
14 سبتمبر 2013
أمن المنطق أن نؤيد الانقلاب...!
26 يوليو 2013
هل شاء يونيو أن يكون شهر الانتكاسات؟
30
يونيو 2013
عفواً مصر...فهذه هي الثورة المضادة
25 يونيو 2013
استحضار عمر سليمان رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة
3 يونيو 2013
خواطر في حب مصر!
9
إبريل 2013
بمن تستقوون على من؟
1 إبريل 2013
مرسي والمعارضة
1 فبراير 2013
هم مجموعه من المخربين...!
27 يناير 2013
من هم القتلة؟
26 يناير 2013
ما بين الوطنية والانتهازية
January 25, 2013
Thought and Reflection, 2 years after
Egyptian Revolution
“When leftists support The Muslim Brotherhood”
14 ديسمبر 2012
مغالطات وأكاذيب تشاع عن الدستور
2 ديسمبر 2012
لنقرأ الدستور ثم نقرر
23 نوفمبر 2012
كلما أصاب غضبوا..... أهم أبناء مبارك؟
23 يوليو 2012
لقد رحل رجل المخابرات الأمريكية الأول في
المنطقة
30 يونيو 2012
بداية رؤية الضوء
17 يونيو 2012
مبروك لمصر، ولكن المعركة طويلة
15 يونيو 2012
معا ننتخب منقذ مصر، صديق أمريكا وإسرائيل
14 يونيو 2012
نداء أخير إلى كل شرفاء مصر
4 يونيو 2012
الحكم على مبارك والجولة الثانية للانتخابات
25 مايو 2012
قراءه في نتيجة الانتخاب، من ينتصر؟.. الثورة
أم عبيد مبارك؟
23 مايو 2012
اليوم.......... مصر تنتخب
26 ابريل 2012
لماذا سأنتخب أبو الفتوح؟
11 ابريل 2012
من يصلح رئيسا لمصر؟
9 ابريل 2012
رسالة مفتوحه لرئيس مصر: كرامة الإنسان
المصري
2 ابريل 2012
رئيسا لمصر
24 يناير 2012
كل عام ومصر بخير
January 20th, 2012
A year of a great revolution
22 نوفمبر 2011
المراهقة السياسية
November 19th, 2011
In the name of the revolution they are killing it
October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge
23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة
June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution
2 يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع
April 3rd, 2011
Palestine and the Egyptian Revolution
March 4, 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد
February 13th, 2011
It is a Revolution that is changing the face of the Middle East
23 يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطة
January 15, 2011
و... لتكن تونس والسودان عظة لمصر
January 8th, 2011
(Witten
on December 10, 2010)
Is this Egypt that we knew?
No comments:
Post a Comment