Saturday, May 26, 2001

نصر الشعوب وسلام السلاطين بقلم: محمد شريف كامل


نصر الشعوب وسلام السلاطين


بقلم: محمد شريف كامل
26 مايو 2001


رغم ان ما يدور فى أرضنا الجريحة يؤلم و يحزن كل إنسان يحمل داخله ضمير ، و رغم أنه لا مكان للتهليل و المباركة ، إلا أن المباركة  هنا واجب ،فهى الطريق الوحيد لإستعادة الحق العربى المسلوب و لذلك و رغم الحزن العميق يسعدنى أن أهنئ الشعب اللبنانى و الشعب العربى كله بذكرى إنتصارنا الأوحد على الصهيونية و ذكرى هروب المحتل و أعوانه فى ظلام الليل من خلال بواباتهم الأمنيه المزعومه.

إن ذكرى لكلمة الإوحد لا يقلل من الإنتصار العربى فى  1956أو البطولة العميقة للجندىالعربى فى 1973 ولا قوة الصمود الفلسطينى الشجاع التي لن تتوقف حتى النصر.

ولكن للأسف لم يتحول أى منها إلى إنتصار حقيقى - أنزل الذل و العار بالصهاينة مثل هذا الإنتصار الذى أجبرهم على الخروج من لبنان ، لتكون لبنان بشعبها هى مثل لا يحق لأى عربى أن يزايد عليه، لأن لبنان دفع ثمنا باهظا ، وأخرج الصهيونية دون معاهدة ولا إعتراف ولا سلام زائف - ورغم بقائه تحت التهديد اليومى للصهيونية - فلم يغازلها يوما كما فعل كثير من سلاطين العرب ، و أخرهم ذلك الذي "لم يخجل" وزير خارجية قطر الذى يدعو الجزار شارون و يتباهى بصداقته لشيمون بيريز، ويدعوهم للقائه و لزيارة قطر لحل مشكلة فلسطين.

حقا هم سلاطين أخر الزمان الذين زرعهم الإحتلال البريطانى، سلاطين أبار البترول الذين حماهم الإحتلال ومازال يحميهم، ولذلك فهم يدفعون الثمن الذى يطلب منهم وهم لا فرق بينهم عن باقي سلاطين العرب غيرالتبجح وإنعدام الخجل، فالأخرون يقبلون ذات الشئ وأقله الصمت على هؤلاء القتلى وذلك الحصار الدامى غير الإنسانى والمجازر التى لم يتعرض لها أى شعب فى العالم ويشاهده الجميع على شاشة التليفزيون وكأنه فيلم خرافى، ولكن كيف يلين لهم قلب العالم وقلوب من ربطهم بهم الدم كالحجر.

إن إنتصار لبنان امر لن ينساه الصهاينة، ولذلك فهم نشطاء الأن أكثر من قبل فى إثبات تفوقهم على الفلسطينين وفى محاولة إعادة العمل على الوقيعة بين الشعب اللبنانى وإثارة السفاهات التى ولا شك لولا حكمة الكثيرين من اللبنلنيين لعادت الحرب الأهلية ثانية وهو ما تسعى له الصهيونية ولذلك فإنه يجب علينا أن ندرك أن الإنتصار اللبنانى ليس هو الإنتصار الحاسم بعد وأن العدو سيحاول دوما تحويله لصالحه، ولذلك فالحرب طويلة والصراع إذلى فهو ولا شك و جميعنا يعرف هو صراع حضارات، وليس كما يقول السلاطين أنه "أخر الحروب".

 فهى حرب مستمرة و طويلة و حتى تزول تلك البذرة الشيطانية من قلب الأمة العربية - والإزاله ليست للبشرولكن للكيان و هو ما حققه من قبل شعب جنوب أفريقيا- و تعود وحدة الشعب، تلك الوحدة التى إنهارت منذ زمن بعييد على يد خلافات الأسر الحاكمة والتى دامت منذ عهد السلطان عبد الحميد الذى يحلو للبعض الأن الدفاع عنه وهو أول من سهل وتغاضى عن الهجرة الصهيونية لفلسطين وحتى سلاطين زماننا هذا الذين يتباهون بصداقتهم لها ويخشون حتى إنتقاض قتل الأطفال الأبرياء بعد 53 عاما من الشتات الفعلى.

إن ذكرى الإنتصار الرائع للشعب العربى فى لبنان هو مجد لكل عربى وكل مسلم هوالطريق الوحيد لعودة الكرامة العربية، كرامة خدشة بهؤلاء السلاطين المرتهنين بإشاره من الحاكم بأمره "الرئيس الأمريكى" أى رئيس أمريكى أيان كان، لأنه يوم أشار لهم بإصبعه كان الجميع يرسل الأسلحة والمتطوعين علنا  لمحاربة الغزوالسوفيتى لأفغانستان -التي دمرت-، وليل نهار يتابع ويشاهد مقتل الأطفال و يدعو إلى ما يسمونه ضبط النفس والحكمة لأن غضب الحاكم الأمريكى  مازال أقوى وأشد من غضب الشعوب.

 ولكن و لا شك إن غضب الشعب سوف يصل إلى قوة وعنفوان الإنتصار اللبنانى ليلتقى الإ ثنان في عيد أشمل و أعم وستكون يومئذ ذكرى إنتصار الشعب الفلسطيى واللبنانى هما تتويج إنتصار كافة الشعوب على قهر حكامها وسلاطينها، وحتى يحين ذلك اليوم فتحية من القلب للشعب العربى فى لبنان الذى وجب عليه وعلينا القتال ولعلنا لا ننسى أن من قتل كل نبي يقتل اليوم شعبنا بمعاونه السلاطين حكامنا.


Saturday, May 19, 2001

"ستوكويل داى" والصهيونية بقلم: محمد شريف كامل


"ستوكويل داى" والصهيونية


بقلم: محمد شريف كامل
19 مايو 2001


لا تمر سوى عدة أيام و نرى الكثير من السياسين بمختلف مستوياتهم يتسابقون على مد يديهم للصهيونية العالميه وممثليها على الساحة الكندية، كما هو الحال على عديد من الساحات العالميه. و قد تكررهذا فى الأيام السابقة- و كما يحدث فى كل عام- من تسابق على إلقاء الكلمات أمام ممثلى الصهيونية العالمية فى ذكرى ما يدعون و يسمونه إستقلال كيانهم، والعجيب هنا إستخدام الإستقلال فى حد ذاته ككلمة ، حيث يصورون للعالم أنهم كانوا كيان و أن هذا الكيان أحتل من إنجلترا وقد قاوموا ذلك اللإ حتلال حتى أعلنوا إستقلالهم.

وفىهذا العام وفى تلك المناسبة المؤلمة ذات الحقيقة المقلوبة، تطوع الوزير الأول لكوبيك السيد برنارد لاندرى بتشبيه معاناة اليهود لإقامة دولتهم بمعاناة سكان كوبيك لنيل إستقلالهم وهى ليست نغمة جديدة، و لكنها مقذذة أن تصدر عن الوزير الأول فى مقاطعتنا، فى الوقت الذى يموت كل يوم أطفالنا و أمهاتنا برصاص هؤلاء المحتلين ومن أموال يدفعونهاممثلي الصهيونية العالميه لتمويل إحتلال أراضينا و قتل وتشريد أهلنا.

و تسابق مع لاندرى زعيم المعارضه الفيدرالي، ذلك المفلس  ستوكويل داى والذى لا يحظى بالإحترام داخل أو خارج حزبه ، ذلك المدعى الذى وقف فى تجمع مماثل ليقول أن الفلسطينيين هم المسؤلون عن العنف لإصرارهم على الإرهاب  وأن واجبنا أن نؤيد إسرائيل فى كل ما تقوم به لتمسكههم بالأخلاق والقيم.

فهذا المدعو داي ليس سوى عنصرى جديد من رموز العنصرية الجديدة التى تمتد أثارها فى شمال أمريكا و تمتلئ قلوبها بالكراهية، والفارق بين داي ولاندرى أن الأخير سياسى يحاول الحصول على دعم من أصحاب النفوذ ويعلم أن اليهود هم أصحاب النفوذ، و لكن فى مخاطبته لود الصهيونية يحاول أن يكون متحفظا حتى لا يخرج عن كونه كما يدعون صاحب رأىووزير يجامل ناخبيه ، و أحيانا يعتبر ذلك ..... سياسيا أمر مقبول.

 أما ذلك المسمى داى فهو رمز واضح للعنصرية و الإنتهازية معا ، وقد داوم على ذلك القول المقذذ طوال حياته وهو ممن يتصورون أنهم بذلك يخدمون المسيحية وهو في ذلك ينهج ذات نهج المسيحية الصهيونية، وهو ممن يحتاجون إلىالتذكير بقول بشارالأسد فى إستقبال البابا بولس حيث ذكر العالم كله بإن هؤلاء هم قتلة الأنبياء و هم خونة المسيح عليه السلام.

إن داى والذى وصل إلى حد أن أعضاء حزبه تمردوا عليه ، يستحق أن يقدم للمحاكمة بتهم عديدة، على رأسهاالعنصرية وبث الكراهية فىالنفوس.

 ولكن كل ذلك ليس إلا تعبير واقعى عن عجزنا نحن العرب والمسلمون فى بناء الشخصية المؤثرة فى الرأى العام و تركنا الساحة مفتوحة لهؤلاء الصهاينة الذين حولوا العالم كله إلى أضحوكة ومسخه لا تزيد عن كونها دمى تحركها من وراء الستار، وهذا ليس عيبا فيهم فهم حركة عنصرية تم بنائها عبر التاريخ وفقا لمخططات وأساليب وأهداف واضحة ومحددة، ولكن العيب كل العيب فينا نحن وقد إستسلم البعض منا وأصبح لعبة فى أيدىالصهيونية وغالبيتنا تحول إلى كتلة صامتة ، قد تثور ولكن ثورتها محدودة ونفسها قصير. و لذلك فتأثيرها ضعيف و لا تعبأ لها دول العالم حتى لو ثارت، فهى ليست إلا ثورة غضب ما تنفض حتى تعود لما كانت عليه.

ولكن الحل ولا شك يكمن فى التنظيم و قدرتنا على توحيد جهودنا ووقف النفاق الداخلى والذى فاق الحدود، حيث كلامنا لا يطابق فعلنا و كلنا نردد ذات الكلام و كلنا لا يعمل حقا على توحيد الجهود الذى لا بديل له ولا عنه حتى نصل إلى وحدة حقيقية تحقق لنا قوة الضغط الإقتصادى التى سوف تجبر هؤلاء المنافقون على تغيير قبلتهم والحضور يوم 15 مايو من العام القادم لتأييد حقنا فى الكفاح المسلح لتحريرأراضينا ويومها سوف تتحرر الأرض بالقوة وليس بالنفاق، ويومها سوف لا يستطع أمثال داي أن يقول  أن الفلسطينيين هم المسؤلون عن العنف لإصرارهم على الإرهاب  وأن واجبنا أن نؤيد إسرائيل فى كل ما تقوم به لتمسكها في مواجهه الإرهاب بالأخلاق والقيم.