السيسي
ليس ناصر
مجدته أو رفضته
بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
29 يناير 2014
يحاول الانقلاب
ومريدية أن يثبتوه على الأرض، وبالرغم من صعوبة ذلك إلا ان إستخدام القوة المفرطة
قد ينجح في إطالة عمره وكأنهم يمدونه بالطاقة المؤقتة.
إلا أن مشكلة
الانقلاب في مصر أنه نجح في تقسيم الشعب، بل انه يعمل جاهدا على مسح ذاكرته
القريبة والبعيدة، بتزييف التاريخ القريب، والدليل على ذلك ما يردده الاعلام
المزور ليل نهار. بداية من إسفاف الليبراليين المصرين بإدعائهم ممارسة الديمقراطية
في معارضتهم لمرسي، مرورا بسخافة تمرد، وإدعاء أن 30 يونيو ثورة، وأن الانقلاب ليس
بإنقلاب، وان دستور 2013 كتبة الشعب، وأن السيسي هو ناصر بل هو المسيح.
وللأسف الشديد فقد
أشترك قطاع من رافضي الانقلاب في ذات الخطأ منذ اللحظة الأولى للانقلاب، بتصوير ان
انقلاب 2013 مشابه لتصحيح 1954، والادعاء بأن السيسي هو ناصر.
إن هدفي ليس السجال
التاريخي، أو تقيم ناصر، فهذا ليس وقته، ولكن هدفي هو أن يفيق معسكر رفض الانقلاب
الذي أتشرف بالانتماء اليه وألا يقع في المصيدة المنصوبة له منذ 11 فبراير 2011
لقد ذكرت من قبل
الفارق الواضح ما بين الجيش المصري في 1954 و2013،
ففي مقالي "
هل شاء يونيو أن يكون شهر الانتكاسات؟" في 26 يوليو 2013
".....إن محاوله تشبيه 1954 بانقلاب 2013،
هي استكمال لخطايا تزييف الإرادة وقلب الحقائق التي دامت لأربعون عاما في مصر،
والحقيقة أن محمد نجيب هو عدلي منصور الذي نصبه الجيش وعزل الأول لأنه تصور أنه
الرئيس، ولن يسمح للشبيه بالوصول لذلك الوهم.
إن 1952
ثوره قادها الضباط الأحرار، و1954 لم تسمح باختطافها واعادتها لقيادتها الأصيلة،
أما 2011 فهي ثورة شعب أنتجت ميلاد اول ديمقراطية حقيقيه، واليوم في يونيو ينقض
عليها النظام القديم، الثورة المضادة، الذي يعيد ترتيب البيت لصالحه عن طريق
أمواله التي أختلسها من قوت الشعب وشريكهم في ذلك أعلامه الرخيص المزيف، وسيستمرون
جميعا في تزييف الحقائق، وسيشيعون أكاذيب من بينها أن 25 يناير لم تكن ثورة وان الثورة هي 30 يونيو، ولا عجب
فهذا نهج المؤامرة...."
وقد التقى ذلك التزييف بمحاولات الانقلابين
والانتهازيين أمثال حمدين صباحي ومجموعته تشبيه قائد الانقلاب الفاشي (السيسي)
بعبد الناصر، والتقى بالجرح القديم للتيار
الإسلامي الذي ولا شك قد عانى الكثير في الستينات، إلا انه من ظلم وجب عليه ألا
يظلم.
فنعم لم تعرف مصر في عهد ناصر
الديمقراطية ولكنها عرفت الوطنية والانحياز لعامة الشعب، ولأن ما بعد ناصر كان هدم
لكل المفاهيم الصحيحة، فانعدمت الديمقراطية والوطنية وطحن عامة الشعب، فكانت ثورة
يناير2011.
واليوم يحاول بعض الناصريين
واليساريين والليبراليين التخلص من القوى الوطنية الوحيدة المنظمة (الاخوان)
بتجسيد خلاف الاسلامين مع ناصر بتجميع كل أعداء التيار الاسلامي في صف الانقلاب،
ثم حشدهم خلف السيسي.
ولكن ما الذي يستفيده رافضي
الانقلاب من ذلك؟ الامر بالنسبة لبعضهم تصفية حساب مع ناصر وتشويهه بتمثيله
بالسيسي، ويقومون بذلك دون وعي بأن ذلك الانتقام سيضر الإسلام السياسي أكثر مما قد
يحقق لهم نشوة النصر.
أن ناصر ليس
السيسي، والجيش المصري رغم اهمال قيادته له في النصف الثاني من الستينات ظل على وطنيته
حتى بدأت عملية تدمريه في النصف الثاني من السبعينات فأصبح حارس لنظام غير وطني،
ففقد الوطنية وانتمائه للشعب، فلزم ان يسقط وسيسقط.
أن السيسي هو مزيج
من القذافي وهتلر، إلا أن الفارق بينهم أن القذافي وهتلر بدأوا بمشروع وطني، إلا
أن عبقرية السيسي جعلته يتفوق ويبدأ حيث انتهوا.
فإذا استمر رافضي
الانقلاب على ذات الخطأ، فسنخسر جميعا فرصة أخرى للتصالح مع الماضي الوطني، علما
بأن ذلك التصالح هو الطريق الوحيد لبناء المستقبل.
محمد شريف كامل
* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional
engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional,
he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the Egyptian
Canadian Coalition for Democracy (ECCD-CECD(,
Egyptian worldwide for Democracy and
Justice (EW4DJ), Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for
Change in Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal
(AEM), Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement
“Échec à la Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”,
ex-president and co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the
board of trustee in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community
Center for Montreal Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com and followed at @mskamel
مقالاتي ذات العلاقة المباشرة:
10 يناير 2014
وثيقة الانقلاب
الغير شرعية: لا نقاطعها وحسب، بل نرفضها كليا
31 ديسمبر 2013
فرعون موسى
A joined op-ed with Dena Kamel to the Globe and Mail
December 30, 2013
What constitution you are speaking about…!
1 ديسمبر 2013
رسالة لمصري مونتريال(2)
29
نوفمبر 2013
رسالة لمصري مونتريال
27 أكتوبر 2013
سؤال وجواب بين ناصر والاخوان
14 سبتمبر 2013
أمن المنطق أن
نؤيد الانقلاب...!
26 يوليو 2013
هل شاء يونيو أن
يكون شهر الانتكاسات؟
30
يونيو 2013
عفواً
مصر...فهذه هي الثورة المضادة
25 يونيو 2013
استحضار
عمر سليمان رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة
3 يونيو 2013
خواطر في حب مصر!
9
إبريل 2013
بمن تستقوون على من؟
1 إبريل
2013
مرسي والمعارضة
1 فبراير
2013
هم مجموعه
من
المخربين...!
27 يناير 2013
من هم القتلة؟
26 يناير 2013
ما بين الوطنية والانتهازية
January 25, 2013
Thought and
Reflection, 2 years after Egyptian Revolution
“When leftists support The Muslim Brotherhood”
14
ديسمبر 2012
مغالطات وأكاذيب تشاع عن الدستور
2 ديسمبر 2012
لنقرأ الدستور ثم نقرر
23 نوفمبر 2012
كلما أصاب غضبوا..... أهم أبناء مبارك؟
23 يوليو 2012
لقد رحل رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة
30 يونيو 2012
بداية رؤية الضوء
17 يونيو 2012
مبروك لمصر، ولكن المعركة طويلة
15 يونيو 2012
معا ننتخب منقذ مصر، صديق أمريكا وإسرائيل
14 يونيو 2012
نداء أخير إلى كل شرفاء مصر
4 يونيو 2012
الحكم على مبارك والجولة الثانية للانتخابات
25 مايو 2012
قراءه في نتيجة الانتخاب، من ينتصر؟.. الثورة أم عبيد مبارك؟
23
مايو 2012
اليوم.......... مصر تنتخب
26
ابريل 2012
لماذا سأنتخب أبو الفتوح؟
11 ابريل 2012
من يصلح رئيسا لمصر؟
9
ابريل 2012
رسالة مفتوحه لرئيس مصر: كرامة الإنسان المصري
2 ابريل 2012
رئيسا لمصر
24 يناير
2012
كل عام
ومصر
بخير
January 20th, 2012
A year of a great revolution
22
نوفمبر 2011
المراهقة السياسية
November 19th, 2011
In the name of the revolution they are killing
it
October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge
23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة
June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution
2
يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع
April 3rd,
2011
Palestine and the
Egyptian Revolution
March 4, 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد
February 13th,
2011
It is a Revolution that is changing the face
of the Middle East
23
يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطة
January 15, 2011
و... لتكن تونس والسودان عظة لمصر
January 8th, 2011
(Witten on December 10, 2010)
Is this Egypt that we knew?
No comments:
Post a Comment