مصر إلى أين بعد أن تم اختطافها وثورتها وشعبها وخيارها الديمقراطي؟؟
هناك من المحللين من يرصد صراعا خفيا ما بين الفلول ومراكز القوى القديمة وما بين السيسي ومراكز القوى الجديدة على السلطة والنفوذ والهيمنة.
الإمارات بحسب محللين تدعم بشدة عودة نظام مبارك وهي تراهن على شفيق وأستثمرت المليارات من أجل ذلك، لعلها تترجم تلك الاستثمارات مشاريع اقتصادية ضخمة في مصر ما بعد مرسي وتعيد الاعتبار لصديقها مبارك ونظام حكمه وتساهم في تطويق الإسلاميين والإخوان العدو المشترك للطرفين. الإمارات تمتلك أذرع إعلامية طويلة وتقدم أوكسجين المساعدات لإقتصاد مصري يكاد يختنق ويترنح. الإمارات تخشى من نظام جديد يمثله السيسي يحاول أن يكشب شعبية جديدة ليس فقط على حساب الإخوان ولكن ربما على حساب الفلول حين يتمكن له الأمر وينتهي من معركته مع الإخوان. هنا كانت إشارة محمد بن راشد حول ترشح السيسي ومن خلال منبر إعلامي دولي رسالة تململ واضحة من تطورات الملف المصري بغير ما تشتهيه رياح الإمارات.
في الجانب الأخر يمتلك السيسي القوة الساحقة وهو يريد تفويض شعبي وعسكري ليس فقط في مواجهة شعبية الإخوان وتاريخهم ومصداقيتهم ولكن في معركته الثانية نحو التفرد بحكم مصر وربما التخلص من حلفائه المرحليين. الحديث عن المرحلة الصعبة وشد الأحزمة ربما تريد التمهيد لاحتمالية قطع المساعدات الاقتصادية الإماراتية وربما الخليجية في مرحلة قد تكون قريبة.
يمكن رصد التنافس من خلال رسائل إعلامية يتبادلها أتباع وأذناب الطرفين وكذلك من خلال تصريحات إماراتية مختلفة ومنع شخصيات من السفر والتضييق عليها مثل توفيق عكاشة. لا استبعد أن تقوم سلطات السيسي بحملة اغتيالات لشخصيات معادة جدا للإخوان ولكنها تنتمي لمعسكر الفلول والخيار الإماراتي واتهام الإخوان بتصفيتها تحقيقا لعدة أهداف في وقت واحد.
مصر قد تكون مقبلة على خريف دموي ولا يبدو لها من بصيص أمل من الخروج من مستنقع آسن ومن نفق مظام إلا في ثورة شعبية عارمة تعيد الأمور إلى نصابها وتنهي من حاولوا إنهاء دور الشعب وخياراته!
ياسر سعد الدين
No comments:
Post a Comment