بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
1 إبريل 2013
تعيش مصر وأهلها حاله من عدم التوازن، وذلك منذ سقوط
النظام الغاشم يوم 11 فبراير2011 وحتى وقتنا هذا، ويجب أن نذكر أن المرور بهذه المرحلة
هو أمر طبيعي، بعد نظام سعى لتجفيف كل منابع القيادات الصالحة وتشويه كل الصور
والمفاهيم، وكان هذا هو خط الدفاع الأول عن النظام الفاسد وطريقا لإيقاع شباب الثورة
في المحذور. وللأسف وقعوا فيه هم وعقائمها حتى إننا أصبحنا نسمع نعيق البوم ممزوجا
بشعارات الثورة، لا يدعي عدم الشعور بنشازها إلا أصم أو مصموم.
ويتحدث البعض عن فشل مرسي، والبعض الأخر يعتبر ما نحن
عليه ليس بفشل بل هو مخططاً لإسقاط مصر ولأن الجبهات عديده، فقط تخبط العديد
مسحوقة أفكارهم بإعلام ساقط يقوم بدوره بكل قوه وجد في الدفاع عن مصالحه المرتبطة
بعودة النظام المخلوع.
والإعلام لا يقَاتل إلا بإعلام، وبالطبع الرئيس المنتخب
ومن ورائه الإخوان المسلمون هم لا يعرفون شيئا عن الإعلام ولاعن فن مخاطبة البشر،
فهم لم يتعلموا إلا الحديث لأنفسهم وفي خصوصياتهم، فكان من السهل أن يُقهروا أمام
الإعلام الساقط. وكما قال أحد معلقي النيويورك تايمز: "...لقد بلغ الإعلام
المصري في عصر مرسي حداً من الحرية فاقت كل إعلام العالم الغربي، ووصلت إلى حد الصفاقة
التي تعاقب عليها كل القوانين...".
ومن سخريات القدر أن تجد تلك الأصوات النشاز التي تجمع
من رفعوا يوما شعارات الثورة ومن عادوها دوما، يرددون كل المتناقضات، فمن طالب
دوما بدعم القضية الفلسطينية لا ينزعج من اعتلاء المنصة يد بيد مع من يهاجم مرسي
بحجه بيع سيناء للفلسطينيين وهو يعلم مدى كذب ذلك الادعاء، ولا ينزعج من ادعاء حلفائه
بأن مقاتلي حماس هم من هاجموا الجنود المصريين في سيناء وهو يعلم تماما استحالة أن
يقترب ذلك الادعاء من الحقيقة، ويدعون أنه يهدد الأمن القومي بتقاربه مع حماس وفي
ذات الوقت يتهمونه بمحاربة القضية الفلسطينية لإغلاقه الأنفاق.
وعلى الجانب الأخر نرى التشنج حين يزور مرسي إيران
والعويل لعودة العلاقات ولطم الخدود لعودة الطيران المباشر بين القاهرة وطهران في
ذات الوقت الذي يؤيد المعارضة السورية ولكنه يدعوا لحل الأزمة السورية بالحوار.
ولأن مشروع تنشيط القناة هو من المحذورات التي لن تقبل
العديد من القوى المحلية والأعداء تحقيقه، فتلاقت مصالح الصهيونية والإمارات لوقفه
بأي ثمن كان، والثمن دائما رخيص في أعينهم فهو دم المصريين ومستقبلهم.
والعجب أن الجميع يدرك أن ما يفعله مرسي هو عين الصواب،
فهو يسعى لدعم القضية الفلسطينية عن معتقد ويسعى لحماية الأمن القومي المصري من
خلال الأمن المرتبط بالدوائر الثلاثة، الأفريقية والعربية والإسلامية، وثلاثتها
بلا عنصرية وبلا طائفية.
وقد التقى السفه الإعلامي وفشل الإخوان مع الثقة المنعدمة،
وانعدام الثقة هو أمر طبيعي ونحن نمر بمرحلة انتقاليه لم تنتهي بعد، ومن المعلوم
أن المرحلة الانتقالية ستنتهي ببناء دعائم الدولة والتي لم تكتمل بعد، لإصرار
البعض على التلكؤ في انتخاب مجلس النواب لتعطيل عملية البناء مقدمين مصالحهم الشخصية
على مصلحة الوطن.
ورغم قناعتهم بفساد المدعي العام السابق والقضاء إلا
أنهم يحتمون بهم للهدم وليس للبناء، ولعل ظواهر العنف وابتداع حركات فوضوية مثل
البلاك بلوك وعلو أصوات موتوره مثل أبو حامد وعبد العظيم والجبالي... وغيرهم،
والعودة للحن الفاشل المتمثل في مقاطعة الانتخابات والنواح على حال الأمن والتنمية
والفقراء وكأن المخلوع كان حاميهم.
ويعلوا كل يوم نعيق البوم مزايدا بشعارات الثورة وكأنها
ملكا لهم، فتطهير الشرطة هو مطلب جماهيري ضروري، وهو أمر هام ولكن هل حاول هؤلاء الاهتداء
بتجارب الشعوب الأخرى والاستدلال بالوضع الحالي للشارع المصري، لو فعلوا ذلك
لأدركوا أن عبثهم بالشارع المصري هو السبب في تعثر الكثير من الأمور، ولعل هذا هو هدفهم.
أم هل هدفهم هو إحداث الفتنه والوقيعة، أم إفشال
التجربة، أم التباس الأمر فيُكره الإسلام والمسلمين، أليس هذا ما نعيشه في الغرب
ونعاني منه ونحاربه ثم نقبله على أرض مصر ولشعبها، وتضمن ذلك محاولة إحياء وهم اضطهاد
الأقليات، الأقباط تارة والنساء تارة وأهل النوبة تارة أخرى، ولا مانع من الخوض في
حقوق الشواذ، وكل مباح مادام الهدف إسقاط مصر مقابل دراهم الخليج.
وكما قال صديق تعليقا على إحدى المؤتمرات الخاوية
التي عقدت بالقاهرة مؤخرا: ".... مع الأسف أفرزت ثورة المصريين نوعا جديدا من
الدجل الأكاديمي الذي يمارسه حملة ألقاب الدكتوراه والأستاذية وصدمتي فيهم مريعة فأنا
دوما كنت أرى مدى فساد ما يسمى النخبة المصرية لكنى ما كنت أتصور أبدا مدى فساد من
كنا نعتبرهم بحكم ألقابهم أقرب إلى القداسة منهم إلى البشرية..."
إن المعارضة هي الأسهل دائما، ولكن الإقدام على تحمل المسئولية
في ذلك الوقت هو الأصعب والأعلى سعرا والأقرب للخسارة الشخصية
إن الزعامة ليست كلمات بل هي أفعال، ولذلك سقط عقائمها، البرادعي
وحمدين وخذلوا مريديهم، ومازالت أتمسك بادعائي أن مرسي الفاشل إعلاميا مازال يملك
مقومات النجاح، وأقيمها صدق النية.
محمد شريف كامل
* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer,
the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional
engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional,
he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the
Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for Change in
Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal (AEM),
Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement “Échec à la
Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”, ex-president and
co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the board of trustee
in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community Center for Montreal
Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com
مقالاتي ذات العلاقة المباشرة:
1 فبراير 2013
هم مجموعه من المخربين...!
27 يناير 2013
من هم القتلة؟
26 يناير 2013
ما بين الوطنية والانتهازية
January 25, 2013
Thought and
Reflection, 2 years after Egyptian Revolution
“When leftists support The Muslim Brotherhood”
14
ديسمبر 2012
مغالطات وأكاذيب تشاع عن الدستور
2 ديسمبر 2012
لنقرأ الدستور ثم نقرر
23 نوفمبر 2012
كلما أصاب غضبوا..... أهم أبناء مبارك؟
23 يوليو 2012
لقد رحل رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة
30 يونيو 2012
بداية رؤية الضوء
17 يونيو 2012
مبروك لمصر، ولكن المعركة طويلة
15 يونيو 2012
معا ننتخب منقذ مصر، صديق أمريكا وإسرائيل
14 يونيو 2012
نداء أخير إلى كل شرفاء مصر
4 يونيو 2012
الحكم على مبارك والجولة الثانية للانتخابات
25 مايو 2012
قراءه في نتيجة الانتخاب، من ينتصر؟.. الثورة أم عبيد مبارك؟
23
مايو 2012
اليوم.......... مصر تنتخب
26
ابريل 2012
لماذا سأنتخب أبو الفتوح؟
11 ابريل 2012
من يصلح رئيسا لمصر؟
9
ابريل 2012
رسالة مفتوحه لرئيس مصر: كرامة الإنسان المصري
2 ابريل 2012
رئيسا لمصر
24 يناير
2012
كل عام
ومصر
بخير
January 20th, 2012
A year of a great revolution
22
نوفمبر 2011
المراهقة السياسية
November 19th, 2011
In the name of the revolution they are killing
it
October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge
23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة
June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution
2
يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع
April 3rd,
2011
Palestine and the
Egyptian Revolution
March 4, 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد
February 13th,
2011
It is a Revolution that is changing the face
of the Middle East
23
يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطة
January 15, 2011
و... لتكن تونس والسودان عظة لمصر
January 8th, 2011
(Witten on December 10, 2010)
Is this Egypt that we knew?
No comments:
Post a Comment