الطريق الثالث ام الطابور الخامس
بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
28 نوفمبر 2016
ومازالنا نعاني مما أصابنا في مصر منذ 3 يوليو 2013،
نعاني مما أصابنا من تقسيم للشعب المصري، تقسيم سنعيش به وللاسف لفترة طويلة، وجرح
لن يلئم حتى يشعر الشعب بكاملة بضرورة تجرع الدواء المر، ألا وهو الحساب الذي
سيشمل ولا شك العفو والعقاب.
إلا ان ذلك الدواء لم يتم تحديده بعد، وهذا لا يتم إلا
في المرحلة الاخيرة من مراحل العلاج، مراحل بدايتها تشخيص المرض وتعريف طريق
العلاج وتحديد نوع الدواء.
وبالرغم من إننا قد تعرضنا لتشخيص المرض اكثر من مرة إلا
ان البعض مازال مصر على أن يعيدنا لنقطة البداية مرة أخرى، فيعيد السؤال، أليس من
الانسب أن نتحد على أي شيئ ويتراجع الاخوان للخلف ونزيح السيسي من الطريق؟ أليس
ذلك هو الحل الأمثل؟ أليس ذلك هو طريق التفكير المنطقي العملي البراجماتي؟
السؤال مغلوط ولا أعتقد أن هدفة هو الاجابة عليه بالمنطق،
لأن الجميع يعلم أن السيسي ليس هو المشكلة، وأن إزاحته ليست الحل، فلا يغيب عن أحد
أن إزاحة السيسي فقط ليست إلا تمكين الانقلاب من أهدافه، لأن الانقلاب ليس السيسي
واهدافه لم تكن إزاحة مرسي او الاسلاميين، فالسيسي ليس إلا مُنفذ، والخطة ليست موجهة
فقط للاسلاميين وحسب، بل الهدف هوسحق حق الشعوب في اختيار طريقها، ولذا نجد
التحالف الداعم له والذي لن يتخلى عنه هم أصحاب المصلحة الاولى في وأد كل الثورات.
من يتصور انه قادر على إسترجاع الحق المسلوب وبناء ديمقراطية
حقيقية في ظل هذه المنظومة، لم يدرك بعد معنى التقسيم الذي فرضه الانقلاب.
لقد سلك الانقلاب طريق تقسيم الشعب المصري إلى شعبين،
وانتشرت مقولة "إحنا شعب وأنتم شعب"، وترك للشعب المخدوع رسم خطوط
التقسيم على هواهم، فرسم البعض خط للتقسيم يفصل بين الاخوان والأخرون، ورسم البعض
الأخر ذلك الخط جغرافيا كما نرى مأساة سيناء والنوبة، وأخرين رسموه سياسيا بين إسلاميين
وعلمانيين، ولم يسلم الأمر من رسم الخط على الحدود الطائفية بكل ألوانها.
اعتقد أنه قد الأوان ليدرك كل من ساهم في رسم تلك الخطوط
أنهم ضحية الوهم الذي صنعوه بأنفسهم، وأن النظام لا يعرف إلا خط واحد رسمه هو، وهو
الخط الذي يمثل الفاصل الحقيقي، فاصل يفصله عن كل الشعب المصري بكل توجهاته
السياسية والدينية والجغرافية، فالانقلاب وحاشيته هو الشعب المتحكم المغتصب، ونحن
الشعب فاقد الحقوق الذي يجري خلف الاوهام.
إن ما يروج له البعض من أن الدواء ممكن أن يؤدي للعلاج
دون تشخيص صحيح للمرض هو طريق لتجرع السم وليس الدواء، وهو طريق لإستفحال المرض
وليس العلاج، ذلك لأن ما يحدث في مصر هو تخريب متعمد، وهو جريمة كاملة مع سبق
الاصرار والترصد تديرها المنظومه المتحكمة في الداخل والخارج، منظومة تمثل تحالف أصحاب
المصالح المحليين والاقليمين والدوليين، ولن ينصلح حال البلاد إلا بالقضاء على الذيول
المحليه لتلك المنظومة من الدولة العميقة وأصحاب رؤوس الاموال الطفيليين التي
تتغذى مصالحهم على دماء الشعب.
إن محاولة البعض
إستنساخ تجارب سابقة، وتصويرأن ما حدث ممكن أن يعاد، هو وهم أخر، فيوم 25 يناير
2011 لا يمكن أن يتكرر بذات الصورة، وحركة تمرد المخابرتيه لا يمكن أن تبعث من
جديد، وجبهة الإنقاذ التي سلمت مصر للانقلاب لا تستطيع ان تستردها منه، والجبهة
الوطنية التي حاولت التغير يوما في عصر مبارك ولم تنجح لا يمكن أن تكون قادرة على
التغير اليوم.
إن من
يفكر بهذا الاسلوب يصنع وهم حقيقي لا يختلف عن من يدعوا للمصالحة المجتمعية الان
ونحن نعيش مجتمع الظلم، إن ترتيب الامور المنطقية تجعل من تحقيق العدالة وأقرار الحق هما البداية المنطقية التي
يتلوها المصالحة المجتمعية، هذا هو المنطق الحقيقي والوحيد الذي
لن يتحقق في ظل هذه المنظومة.
ولذا فقد أخترنا نحن الثورة الشاملة التي تتحقق بتسليم
الحكم للشعب، وإخراج العسكرمن قصر الرئاسة إلى الأبد، وهذا لن يتحقق إلا بعودة
الشرعية التي هي صمام الأمان الوحيد لتحقيق الحلم وإبطال ذلك التدمير اليومي
المتعمد، بإبطال توقيع مغتصب السلطة وتطهير الدولة من الفساد الراسخ.
كلما تعرضنا لحقيقة الامر، وضرورة السير في الطريق
لأخره، تطل علينا النخب المختارة ذاتيا بدعواهم، أننا لا نتبع المنطق العقلي في
التفكيرونسير وراء العاطفة، وإننا لسنا براجماتين، وكأن المنطق ملك خاص لمجموعة مختارة، بل أنني اصبحت على يقين بأن مصطلح
"البراجماتية" أستحدث ليُضل أصحاب القضايا العادلة،
وأصبح كل باحث عن طريق ثالث يستخدمة ليُصمت كل من يعارضه.
إن محاولات البعض البحث عن الطريق الثالث، طريق وسط بين
اللصوص والشعب أصحاب الحقوق، هو الوهم الحق وهو البعد عن العقلانية، إن تصورهم ان إنقاذ
مصر في التخلص من السيسي وإستبداله بوجه مقنع بعد أن سقط قناع السيسي وعصابته، هو
تصورساذج حتى وان كان هو الاقرب للحدوث، لأنه الأسهل والأكثر قبولا لدى اصحاب
المصلحة الأولى في دمار الشرق العربي.
إن ذلك لن يمنع من يدركون الحقيقة من الإستمرار على طريق
الحق حتى تتحقق الثورة الشاملة كان ذلك في ظل السيسي أو في ظل الدوبلير "البديل
ذو القناع".
إن اصحاب الطريق الثالث ليسوا إلا طابورخامس، حتى وإن
صدقت نواياهم، فالطريق إلى الجحيم مهد بالنوايا الحسنة.
محمد شريف كامل
الامين
العام للمجلس الثوري المصري
* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل
مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، هو
أحد المؤسسين والأمين العام للمجلس الثوري المصري، أحد المؤسسين الائتلاف الكندي
المصري من أجل الديمقراطية، حركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة. عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع
عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب
مونتريال لمدة 4 سنوات. أسس في السابق
الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا)، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، وأحد
مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك -
كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة
والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها
اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين
المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد
من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية،
والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".
محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:
Tel: 1-514-863-9202, e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel,
blog: http://forafreeegypt.blogspot.com/,
مقالات وخواطر أخرى للكاتب:
24 يوليو 2016
البحث عن "شريفة وسما"
16 يوليو 2016
الدروس المستفادة من محاولة الانقلاب التركية
الفاشلة
11 يوليو 2016
عجل بني اسرائيل
24 يونيو 2016
الأمن القومي
30 مايو 2016
الفتنة
18 مايو 2016
السيسي رئيس لكيان اخر
10 مايو 2016
1000 يوم على ميلاد مصر
8 مايو 2016
تسفيه الأمور وفقدان الذاكرة
28 ابريل 2016
تيران وصنافير
أقوال منقوصة وتفسيرات مغلوط
23 ابريل 2016
قراءه في حديث الافك
13 ابريل 2016
ما وراء تيران وصنافير
March 25th, 2016
Is Brussels going to be the last?
19 مارس 2016
عزاء واجب لشعب مصر
24
فبراير2016
الثورة عمل مشروع
16 فبراير2016
شرعية من؟ ولمذا؟
6 فبراير2016
المجلس الثوري عقبة على طريق شرعنة الانقلاب
2 فبراير2016
ما بين دعشنة الثورة وإجهاضها
25 يناير 2016
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطه
الثورة، ومازلت القصة مستمرة
اعادة نشر مقال نشر في 23 يناير 2011
19 يناير 2016
18و19 يناير ضمير الشعب
25 ديسمبر 2015
ثورة أم حل أزمة وقتية
4 نوفمبر 2015
الديمقراطية حق!
1 نوفمبر 2015
سأصطف معك
30 أكتوبر 2015
موقف المجلس الثوري من الاصطفاف والأفكار المطروحة على الساحة
October 21st,
2015
Canadian lost
opportunity
September 6th,
2015
Alyan Kurdi, Whom
to Blame?
20 أغسطس 2015
باختصار: وثيقة حماية الثورة المصرية
26 يونيو 2015
أزمة الحكومات ووعي الشعوب
May 26th, 2015
Mr. Harper comes
from which plant!
11 مايو 2015
ازمة اليسار التائه
12 أكتوبر 2014
لن تكمم ثورة الطلاب
21 أكتوبر 2014
المتحدث باسم
المجلس الثوري لـ"عربي 21": الثورة هي الحل لإسقاط الانقلاب محمد كامل: رفض العسكر
بالثورة ورفض الإخوان بالصندوق
12 أكتوبر 2014
لن تكمم ثورة الطلاب
September 2nd, 2014
Who will Indict Sisi?
23 يوليو 2014
وسقطت مصر
July 06, 2014
Alastair
Campbell from the Iraqi Lie To the Destruction of Egypt
Introduction
by: Mohamed Kamel
June 30, 2014
My Ramadan Message
to all Human Beings
رسالة رمضان لكل الانسانية
June 21, 2014
Whose road is
ISIL (ISIS)?
14 يونيو 2014
حلم الجيش
العربي
25 مايو 2014
المسرحية الهزلية
20 ابريل 2014
29
يناير 2014
السيسي ليس ناصر
(مجدته أو رفضته)
10 يناير 2014
وثيقة الانقلاب الغير
شرعية: لا نقاطعها وحسب، بل نرفضها كليا
31 ديسمبر 2013
فرعون موسى
A joined op-ed
with Dena Kamel to the Globe and Mail
December 30,
2013
What constitution
you are speaking about…!
1 ديسمبر 2013
رسالة لمصري مونتريال(2)
29
نوفمبر 2013
رسالة لمصري مونتريال
27 أكتوبر 2013
سؤال وجواب بين ناصر والاخوان
14 سبتمبر 2013
أمن المنطق أن نؤيد
الانقلاب...!
26 يوليو 2013
هل شاء يونيو أن يكون
شهر الانتكاسات؟
30 يونيو
2013
عفواً مصر...فهذه هي
الثورة المضادة
25 يونيو 2013
استحضار
عمر سليمان رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة
3 يونيو 2013
خواطر في حب مصر!
9
إبريل 2013
بمن تستقوون على من؟
1 إبريل 2013
مرسي والمعارضة
1 فبراير 2013
هم مجموعه من
المخربين...!
27 يناير 2013
من هم القتلة؟
26 يناير 2013
ما بين الوطنية والانتهازية
January 25, 2013
Thought and Reflection, 2 years after Egyptian Revolution
“When leftists support
The Muslim Brotherhood”
14 ديسمبر 2012
مغالطات وأكاذيب تشاع عن الدستور
2 ديسمبر 2012
لنقرأ الدستور ثم نقرر
23 نوفمبر 2012
كلما أصاب غضبوا..... أهم أبناء مبارك؟
23 يوليو 2012
لقد رحل رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة
30 يونيو 2012
بداية رؤية الضوء
17 يونيو 2012
مبروك لمصر، ولكن المعركة طويلة
15 يونيو 2012
معا ننتخب منقذ مصر، صديق أمريكا وإسرائيل
14 يونيو 2012
نداء أخير إلى كل شرفاء مصر
4 يونيو 2012
الحكم على مبارك والجولة الثانية للانتخابات
25 مايو 2012
قراءه في نتيجة الانتخاب، من ينتصر؟.. الثورة أم عبيد مبارك؟
23 مايو 2012
اليوم.......... مصر تنتخب
26 ابريل 2012
لماذا سأنتخب أبو الفتوح؟
11 ابريل 2012
من يصلح رئيسا لمصر؟
9 ابريل 2012
رسالة مفتوحه لرئيس مصر: كرامة الإنسان المصري
2 ابريل 2012
رئيسا لمصر
24 يناير 2012
كل عام ومصر بخير
January 20th, 2012
A year of a great revolution
22 نوفمبر 2011
المراهقة السياسية
November 19th, 2011
In the name of the revolution they are
killing it
October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge
23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة
June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution
2 يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع
April 3rd,
2011
Palestine and the
Egyptian Revolution
March 4, 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد
February 13th,
2011
It is a Revolution that is changing the
face of the Middle East
23 يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطة
January 15, 2011
و... لتكن تونس والسودان عظة لمصر
January 8th, 2011
(Witten
on December 10, 2010)
Is this Egypt that we knew?
No comments:
Post a Comment