بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
9 إبريل 2013
لقد عمدت القوى التي تعتقد انها تملك الشارع
وترفض دوما الاحتكام للصندوق للاستقواء بأي شيء ضد البعض، والبعض هنا هو كل من هو
إسلامي.
فمنذ سقوط نظام الطاغية بدأت كل قوى سياسية
في حشد طاقتها للوصول للحكم، وهذا أمر طبيعي لا حرج فيه فهذه هي الديمقراطية، ومرت
القوى المسماة بالليبرالية بمرحلة الصدمة الشديدة لفشلها في اكتساب ثقة الجماهير
من خلال انتخابات نزيهة، الجماهير التي تصورا وهما أنهم يملكونها. ففشلوا في
انتخابات مجلس الشعب الأولى بعد الثورة.
وعندما جاءت الجولة الثانية لانتخابات
الرئاسة لاحت أولى مراحل الانتهازية السياسية بمحاولات الترويج لأفكار واهمه مضحكة
وسخافات لا محل لها من الديمقراطية، كتنازل الأول للثالث، أو الإعادة بين ثلاثة!
ونعلم تماماً أن نتاج ذلك كان عودة النظام المخلوع.
وبدلا من أن تتحرك تلك الأحزاب الكرتونية لبناء
قواعد جماهيرية، بدأت منذ اليوم الأول حملتها لإفشال الرئيس وإسقاطه وإعادة
الانتخاب، تارة عن طريق محكمة المخلوع الدستورية، وتارة عن طريق تهييج الشارع
بالإشاعات أو استعجال تحقيق الأحلام بمقاييس غير منطقيه، أو عن طريق المدعي العام
خليل المخلوع والإعلام الرخيص.
وعندما نجح في رد القيادات العسكرية لدورها
الطبيعي وعزل مدعي مبارك العام وأصدر قرارات تحييد المحكمة الدستورية، فلم يجد
هؤلاء مدعي الثورة غير الاستقواء بالخارج وبقايا نظام المخلوع وأمن الدولة بجانب
الإعلام الساقط الذي لا يعرف إلا الشائعات والأكاذيب.
لقد سقطوا جميعا عندما رفضوا الحوار ورفضوا
المشاركة في وضع الدستور والاستفتاء عليه، ورفضوا كل محاولات التوصل لحلول وسط أو
موائمات، وأصروا على أن يتنازل الرئيس عن كل شيئا وإلا فهو غير وطني، بل هو من
الثورة المضادة! ولا عجب من ذلك في زمن قلبت فيه كل الموازين.
إن هدفهم هو الحكم، ولا خطأ في ذلك إن جاء عن
طريق الصندوق، ألا ولأنهم يعلمون قدر عجزهم عن ذلك فهم يسعون دائما لتأخير كل
أشكال الاحتكام للصندوق بكل الوسائل قانونيه كانت أو بلطجة، إلا إنهم لم يتعلموا
من التاريخ، إن من يستقوى بالباطل يكوى به. ولأنهم لا يملكون التحكم في البلطجية الذين
اتحدوا مع بقايا نظام المخلوع لإطلاقهم، فقد أصبحت البلطجة عبئ عليهم كما هي عبئ
على كل مصر.
وانطلقوا بالشائعات والاكاذيب، ولم يرحموا
مصر التي يتغنون بها، ولم يعقلوا أنهم يستقوون بنظام المخلوع على رئيس منتخب،
رضينا عنه أو لم نرضى.
لا يختلف اثنان على ضرورة الحفاظ على حرية
الإعلام والمعارضة، إلا أن الأمثلة التي نراها تظهر سقوطهم المزرى. كمثال باسم
يوسف، ولا أنكر أنني استمتعت لفترات طويله بباسم يوسف، ولكن اللامعقول هو أن يحوله
البعض إلى بطل ويدعي البعض أنه يتعرض لقهر. أي قهر هذا؟
لا بد أن ندافع عن حق الجميع في حرية التعبير
وفي ذات الوقت يجب ألا نسقط كما سقط الكثير في خندق النفاق برفض حق أي مواطن في
مقاضاة الأخريين إذا شعر أنه قد أضير من الاخريين أينكان ذلك الأخر.
وفي ذات الوقت يجب ألا ننساق وراء من يسعوا لطمس
تاريخنا وضميرنا، لقد أحزنني بشده أن يصل الحال ببعض من يدعي الوطنية أن يستخدم
التاريخ والتراث العربي لتكريس الشائعات والقسمة العربية، وهم بذلك يستمرون في
مخططهم النابع من خلط واضح بين كراهيتهم للإخوان وسعيهم لتدمير مصر. وقد وقع هؤلاء
في مهزلة النفاق المضاد بمحاولة تشويه أنشودة الوطن الأكبر وضمها لهراء الأكاذيب.
ورغم عدم قناعتي بالدور الذي تلعبه قطر، إلا
أنني أوافق رئيس وزراء قطر في رده على تلك الخزعبلات
واليوم الورقة الأخيرة، أزمه طائفيه مفتعله،
ولكن كما سقطت محاولاتهم الرخيصة للإيقاع بين الجيش المصري والرئيس، ستفشل الاعيبهم
للإيقاع بين الأقباط والمسلمين.
إلا أنه وكما قال أردوغان في أخر زيارة لمصر:
"....إن وضع المعارضين في مصر لا يمثل شيء بما حدث في تركيا في بداية حكمي ..
تركيا كانت منبع للعلمانية علاوة على فساد القضاء والجيش والمعارضة والاعلام ..
لقد ظللت لمدة ثلاث سنوات ونصف من حكمي كل يوم حمامات دماء .. حتى جنرالات الجيش
حاولوا الانقلاب على السلطة في بداية حكمي ولم أستطع أن أحاكمهم وقتها .. وظللت
محتفظاً بملف جنرالات الجيش ولم أحاكمهم الا بعد 8 سنوات لان القضاء والجيش
والاعلام كانوا أول من يرميني في ظهري وقتها .. هي مسألة وقت .. والمرحلة تحتاج
لصبر وحكمة.
أما أنتم في مصر : المعارضة يخرجون فقط يوم الجمعة .. و عندكم بعض أزمات مصطنعة .. لماذا كل هذا القلق !! .. لا تقلقوا.. ولا تنظروا خلفكم .. هذه ثورة .. واقرأوا تاريخ ثورات العالم..."
أما أنتم في مصر : المعارضة يخرجون فقط يوم الجمعة .. و عندكم بعض أزمات مصطنعة .. لماذا كل هذا القلق !! .. لا تقلقوا.. ولا تنظروا خلفكم .. هذه ثورة .. واقرأوا تاريخ ثورات العالم..."
ألم يأن لتلك المهزلة الإعلامية أن تتوقف، هي
والمهزلة المسماة معارضه، وخليفة المخلوع المدعو شفيق؟
حاسبوا أنفسكم قبل أن يحاسبكم التاريخ.
محمد شريف كامل
* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional
engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional,
he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the
Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for Change in
Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal (AEM),
Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement “Échec à la
Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”, ex-president and
co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the board of trustee
in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community Center for Montreal
Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com
مقالاتي ذات العلاقة المباشرة:
1 إبريل 2013
مرسي والمعارضة
1 فبراير 2013
هم مجموعه من المخربين...!
27 يناير 2013
من هم القتلة؟
26 يناير 2013
ما بين الوطنية والانتهازية
January 25, 2013
Thought and
Reflection, 2 years after Egyptian Revolution
“When leftists support The Muslim Brotherhood”
14
ديسمبر 2012
مغالطات وأكاذيب تشاع عن الدستور
2 ديسمبر 2012
لنقرأ الدستور ثم نقرر
23 نوفمبر 2012
كلما أصاب غضبوا..... أهم أبناء مبارك؟
23 يوليو 2012
لقد رحل رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة
30 يونيو 2012
بداية رؤية الضوء
17 يونيو 2012
مبروك لمصر، ولكن المعركة طويلة
15 يونيو 2012
معا ننتخب منقذ مصر، صديق أمريكا وإسرائيل
14 يونيو 2012
نداء أخير إلى كل شرفاء مصر
4 يونيو 2012
الحكم على مبارك والجولة الثانية للانتخابات
25 مايو 2012
قراءه في نتيجة الانتخاب، من ينتصر؟.. الثورة أم عبيد مبارك؟
23
مايو 2012
اليوم.......... مصر تنتخب
26
ابريل 2012
لماذا سأنتخب أبو الفتوح؟
11 ابريل 2012
من يصلح رئيسا لمصر؟
9
ابريل 2012
رسالة مفتوحه لرئيس مصر: كرامة الإنسان المصري
2 ابريل 2012
رئيسا لمصر
24 يناير
2012
كل عام
ومصر
بخير
January 20th, 2012
A year of a great revolution
22
نوفمبر 2011
المراهقة السياسية
November 19th, 2011
In the name of the revolution they are killing
it
October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge
23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة
June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution
2
يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع
April 3rd,
2011
Palestine and the
Egyptian Revolution
March 4, 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد
February 13th,
2011
It is a Revolution that is changing the face
of the Middle East
23
يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطة
January 15, 2011
و... لتكن تونس والسودان عظة لمصر
January 8th, 2011
(Witten on December 10, 2010)
Is this Egypt that we knew?
غريبة إن حضرتك مقتنع إن هناك معارضة أصلاً ودائماً ما تغض الطرف عن المؤسسة الرئاسية والجماعة . الكل مسؤل يا سيدى ولكن من سعى إلى السلطة يتحمل المسؤلية أولاً.
ReplyDeleteجميع القوة المتواجده الان فى مصر ما هى الا مصالح شخصية ودولية وما لهم اى وطنية لمصلحه مصر وشعبها اتقوا الله
ReplyDelete