بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
26 يوليو 2013
نحن نقترب من شبح الاقتتال الداخلي الذي يتشيع
له السذج ومراهقي السياسة المدفوعين بالغشاوة من أتباع نظام المفسد مبارك وعملاء السعودية
والمخابرات الأمريكية، نحن نقترب من ذلك الشبح الذي ظننا اننا بعيدين عنه، إلا
اننا نساق اليه.
والمؤسف ان ذلك يحدث بحشد من بعض ممن كانوا
يوما ما محسوبون على ثورة 25 يناير واليوم يسقطونها وينكرونها، ومن كانوا يوما ما محسوبون
على ثوره 23 يوليو واليوم يستغلونها ويسيئون لها ويشبهون الخائن قائد الانقلاب
بالزعيم الوطني عبد الناصر.
وعلى الجانب الأخر فإن محاوله تشبيه 1954 بانقلاب
2013، هي استكمال لخطايا تزييف الإرادة وقلب الحقائق التي دامت لأربعون عاما في
مصر، والحقيقة أن محمد نجيب هو عدلي منصور الذي نصبه الجيش وعزل الأول لأنه تصور
أنه الرئيس، ولن يسمح للشبيه بالوصول لذلك الوهم.
أن 1952 ثوره قادها الضباط الأحرار، و1954 لم
تسمح باختطافها واعادتها لقيادتها الأصيلة، أما 2011 فهي ثورة شعب أنتجت ميلاد اول
ديمقراطية حقيقيه، واليوم في يونيو ينقض عليها النظام القديم، الثورة المضادة،
الذي يعيد ترتيب البيت لصالحه عن طريق أمواله التي أختلسها من قوت الشعب وشريكهم
في ذلك أعلامه الرخيص المزيف، وسيستمرون جميعا في تزييف الحقائق، وسيشيعون أكاذيب من بينها
أن 25 يناير لم تكن ثورة وان الثورة هي 30 يونيو، ولا عجب فهذا نهج المؤامرة.
وكأن شهر يونيو شاء ان يكون شهر
الانكسارات، فجاءت مهزلة 30 يونيو 2013 لتذكرنا بنكسة الخامس من يونيو 1967
والتشابه الكبير بين نتاجاهما يظله الاختلاف في نشأتهما.
لن اتحدث عن ارقام وعن حقيقة كونه انقلاب
ام لا، ففي عصر انقلبت فيه المعايير وزيفت فيه الحقائق، صور مزوره لإيهام النفس
بأعداد مهولة لأيهام النفس بوجود ما أطلق عليه تفويض، وإذا قبلنا التفويض الأول
سيصبح من المستحيل رفض التفويض الثاني الذي سيثبت الديكتاتورية العسكرية.
وأصبح
مفهوم الانقلاب ومعناه مقلوب، فعزل رئيس منتخب، بعد عام من انتخابه وتعطيل دستور
اقر من الشعب وحل المجلس المنتخب وتعيين رئيس ووزراء لم يختارهم الشعب، بل وثار ضد
العديد منهم، كل ذلك ليس انقلاب...! والأسواء تبريره بمبررات نعلم جميعا كذبها،
ولكنها وافقت رغبات البعض.
ولذا أرى ان 30
يونيو 2013 هو المكمل ل 5 يونيو 1967 فكلاهما اجمع عليه أعداء مصر من
الخارج والداخل، بل أعداء المنطقة العربية وفلسطين!
وكما اتهم الموتورين عبد الناصر بالتبعية للنفوذ
الأمريكي، اتهم الواهمون محمد مرسي بالتبعية للنفوذ الأمريكي.
فكلا النكستين لهما سمة واحدة، فمن الداخل انعدمت
الشفافية، واتسمت الإدارة بسوء التقدير وسوء ترتيب الأولويات ومن الخارج الرغبة المشتركة
في إجهاض الثورة لخطورة نجاحها على جميع اعدائها، ولضرورة إيقاف أي احتمال
تنميه اقتصاديه وبشريه.
وكلا النكستين نتجا عن الثقة المفرطة التي
أدت للهزيمة التي تبعها فقدان الثقة، إلا أن1967 وجدت قياده وطنيه تساعد على استعادت
الثقة المفقودة، وليس الحال بنكسة 2013 !
وكلا النكستين اثرت سلبا على الانتماء
القومي وعلى المنطقة العربية، وساعدت على تقويه النفوذ الأمريكي. 1967 إلا أن
ايقظت الضمير ووحدت الشعوب في تحد واضح للعدو، وجاء ذلك من حضور الزعامة ووضوح
الرؤيا والقدرة على تحديد العدو، فهل تجد نكسة 2013 التي تفتقد للزعامة من الوطنين
ما يكفي لإيقاظها؟
1967 أجمعت أراده الامه على رفض الهزيمة،
وهذا لا يمكن ان يحدث في 2013 لان العديد لا يرى الهزيمة والبعض واهما أو مكابرا
يظنها انتصار!
وكما عدا النهار وسطعت شمسه عقب ظلمة 1967،
ستسطع علينا شمس مصر عن قريب حين يفيق الواهمون والمكابرون، لأن أخطاء مرسي لا
تساوي خطيئة الانقلاب والمؤامرة الدنيئة على الثورة!
فعفواً مصر، وألف عفو...فهذه هي الثورة المضادة
محمد شريف كامل
* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional
engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional,
he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the
Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for Change in
Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal (AEM),
Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement “Échec à la
Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”, ex-president and
co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the board of trustee
in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community Center for Montreal
Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com and followed at @mskamel
No comments:
Post a Comment