وسقطت مصر
بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
23 يوليو 2014
تمر علينا ذكرى 23 يوليو للعام الثاني ومصر تحت حكم سفاح سعى هو وعصابته
لإسقاط مصر، ولقد سقطت مصر ولا عيب في سقوط يتبعه قيام، فهذا هو حال الأمم تسقط ثم
تقوم. وقد حاولت مصر كثيرا أن تقاوم السقوط. ففي العصر الحديث توالى السقوط وعاصر
جيلنا أشده بسقوط 1967 حين رأى العدو الداخلي والخارجي ضرورة إسقاط مصر، فمنذ هذه
اللحظة ومصر تتعثر خطواتها.
وبذل جهد شديد أنتج إعادة بناء القوات المسلحة العربية والذي حققه التماسك
الشعبي العربي الذي أنجب انتصار 1973، إلا أن كل ذلك استثمر لصالح العدو الأزلي بهزيمة
زيارة القدس المشؤومة ومعاهدة كامب دافيد من بعده.
وسقطت مصر في حكم عائلة مبارك الذي عشش على مصر 30 عاما، وعندما استيقظت
منة في ثورة يناير 2011 التي كسرت حاجز الخوف والخنوع أسقطها دعاة الليبرالية في
أيدي بقايا نظام مبارك والانقلاب الساقط الذي سحبها إلى قاع الانحطاط الذي لم تصل له
في أي يوم على مدى التاريخ، والذي ولأول مرة قسم الشعب المصري واسال الدم المصري
بيد تبدوا مصرية.
ولقد فضحت البربرية الاسرائيلية ذلك السقوط المشين والذي ولا شك من الأسباب
الرئيسية لإراقة الدماء في غزة، ولا مخرج من ذلك سوى وقوف أصحاب الحق صف واحد، يجب
ان لا نأخذ في الاعتبار العصابة الحاكمة في مصر ولا النظم الغربية ومؤيديهم، فهم جميعا
في خندق واحد.
وبينما نحن نترحم على شهداء الغدر، ضحايا السيسي في مصر وفلسطين، يجب أن
نتحرك إيجابيا لإسقاط النظام الحاكم في مصر، النظام وليس السفاح المتربع على عرشة
فقط.
نعم مصر سقطت في يد السفاح وشركاه في الداخل والخارج، ولكنها لم تمت. فذلك
السقوط سوف يتيح للمخلصين من كافة الاتجاهات السياسية أن يجمعوا جهودهم لتحقيق
الصحوة التي ستحتاج جهود وتضحيات جبارة. حيث يقع على عاتقهم إيقاظ المارد الذي
يريد له العديد موت أبدي، ولتحقيق ذلك يقع على عاتقهم:
- وضع وتنفيذ استراتيجيات مقاومة الانقلاب
- وضع وتنفيذ ميثاق عمل واليات للشفافية والمحاسبة لفترة ما قبل إسقاط
الانقلاب
- وضع وتنفيذ خطه عمل لإعادة أحياء الوعي الوطني
- وضع تصور لملامح المرحلة الانتقالية وأدوات العمل خلالها
- وضع استراتيجيات بناء الدولة وتطهير أجهزتها
وذلك لن يتحقق إلا من خلال عمل مشترك يتنزه أولا عن تصفيه حسابات الماضي
والصراع على السلطة المسلوبة، والطريق يبدأ من تشكيل جبهة إنقاذ وطني حقيقية من كل
القوي الوطنية الرافضة للانقلاب وبلا استبعاد لأي منها. تعمل من خلال استقلاليه
كاملة بعيده عن كل قوي السيطرة المحلية والدولية وبعيده عن كل الأيدولوجيات في
إطار ديمقراطي يمزج الداخل والخارج.
لقد كان من الأمثل أن تعلن حكومة منفي التي كان توقيتها الصائب يوم مجزره
رابعه، ولكنها فكرة تأخرت كثيرا. وكذلك لقد تخطينا مرحلة التحالفات التي تملأ
الداخل والخارج صخبا. وأصبحنا أمام خيار واحد ألا وهو مجلس وطني يأخذ على عاتقه
هذه المهمة التي تحتاج لجهود وتضحيات جبارة تبدأ من عمل جاد لإعادة أحياء الوعي
الوطني الذي كان المدخل لكل السقطات والخروج منه سيكون الطريق لصحوة حقيقية.
محمد شريف كامل
* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional
engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional,
he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the Egyptian
Canadian Coalition for Democracy (ECCD-CECD(,
Egyptian worldwide for Democracy and
Justice (EW4DJ), Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for
Change in Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal
(AEM), Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement
“Échec à la Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”,
ex-president and co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the
board of trustee in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community
Center for Montreal Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com and followed at @mskamel
No comments:
Post a Comment