Monday, September 30, 2019

حديث صدى المشرق ومحمد شريف كامل

الحل يكمن فى الثورة العربية الشاملة، والعمل على المستوى الدولى لإيقاظ الضمائر


حديث صدى المشرق  ومحمد شريف كامل
1 اكتوير 2019
العدد 492 صفحة 11

1-    استاذ محمد شريف كامل كيف تقيمون الحراك الاخير في مصر ضد الرئيس السيسي؟ هل هو ثورة؟ ام هو تحرك عفوي ضُخّم اعلاميا من قبل المعارضين للسيسي؟
اولا يجب أن نقر بأن ثورة 25 يناير 2011 لم تنتهى لأنها لم تحقق أهدافها في الخلاص من الديكتاتوريه والفساد وتحقيق الأمل فى حياة كريمة للجميع، من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، وإنها قد حاولت تحقيق الديمقراطية في الفترة من 11 فبراير 2011 وحتى 3 يوليو 2013 من خلال خمسة استحقاقات صوت فيها الشعب بحرية لأول مرة منذ زمن طويل فأقر خارطة طريق ودستور وأنتخب مجلس نواب ومجلس شورى ورئيس، رحمه الله.
أصدمت هذه التجربة بعدم نضوج سياسي من كل التوجهات السياسية ومما يٌسَمون بالنخب فكان الانقلاب العسكرى الذي أطاح بالتجربه كاملة ولطخ أسم مصر ودمر ثرواتها وبدد مواردها وثبت بالدليل القطعى تبعيته للصهيونيه العالميه.
ولم تتوقف عملية رفض ذلك النظام طوال الست سنوات الماضية والدليل على ذلك عملية تكميم الأفواه المستمرة ووجود 60 ألف معتقل من مختلف التوجهات السياسية والقتل المتعمد والقضاء المسيس والإعدامات الظالمة، وكل ذلك موثق عن طريق منظمات حقوقيه محلية ودوليه وكذلك منظمات الأمم المتحدة.
ولقد كانت فيديوهات وتسريبات المقاول محمد على دليل عملى من غير السياسيين على ذلك الفساد والتفريط والخيانه فجاءت تلك الفورة التى خرجت تجدد رفضها لذلك الحكم وتجدد الأمل في إسقاط النظام.   
وقد خرج الشعب بأعداد كبيرة يوم 20 سبتمبر ولحقتها مظاهرات محدوده فى الأيام التاليه وقوتها ليست في الأعداد، فلم تكن ملايين ولكنها أعداد المتظاهريين وتنوع مواقعها التى شملت أغلب مدن مصر كافية لارهاب النظام فيقوم الجمعة التالية 27 سبتمبر بإغلاق كل القاهرة شوارع ومحطات المترو، حتى أن القاهرة بدت مغلقة بالكامل، ولم يمنع ذلك ظهور أعداد كبيرة من المتظاهريين فى مدن الصعيد لأول مرة.

٢- ما هو افق هذا التحرك وهل هناك امل حقيقي بازاحة السيسي؟
كما هو معلوم للجميع أن ذلك التحرك جاء كرد فعل لفيديوهات وتسريبات المقاول محمد على فخرج الشعب فلم يكن تحرك يديره حزب ما ولا من يٌسمون أنفسهم بالنخب، ولذلك لم نجد قياده ولكن كان المطلب موحد بإسقاط السيسي وإسقاط النظام.
الأمل في اسقاط ذلك النظام قائم منذ إستيلائه على الحكم، ولكم عوامل نجاحه لم تولد بعد، فالحراك سيستمر يعلوا ويسكن حتى تتحقق تلك العوامل اللازمة لاسقاط النظام والتى تتلخص فى عوامل داخلية وأخرى أقليمية.
أولا من العوامل داخلية توحد قوى المصريين والتوقف عن التراشق حول الماضى فالليبراليبن والاسلاميين واليساريين والناصريين جميعهم قد أخطأ فى مراحل مختلفة من تاريخ مصر ومازالوا يرتكبون خطأ كبير بالتنابذ بالماضى وتزييف التاريخ والتخويين.
ومن الناحية الإقليمية مادامت قوى الشر العربى على قوتها وتحكمها فى الأمور ولم تٌسقط بعد قلاع أبناء سعود وأبناء زايد وتحالفهم مع الكيان الصهيوني فسيظل ذلك عائق أمام إسقاط منظومة السيسي الذى يعتمد عليه ثلاثية الامارات والسعوديه والصهيونيه فى تنفيذ مخططهم.
وعلى الجانب الدولي مازالت كثير من الدول تضع المنافع التجارية قبل القيم الأخلاقيه وحقوق الانسان وهذا ما يحتاج منا جهد كبير.
ولذلك فإننا نرى أن الحل يكمن فى الثورة العربية الشاملة، والعمل على المستوى الدولى لإيقاظ الضمائر.    

٣-ما هو مدى نجاعة التحركات التي تجري في الخارج وآخرها التي نُظّمت في عدد من المدن الكندية ومنها مونتريال؟
الثورة هى عمل تراكمى مستمر لا ينتصر بالعوامل الداخلية فقط ولذا استعرضنا التأثير الأقليمى والدولى على نجاحها، وكمصريين فى خارج مصر وكمدافعين عن حقوق الإنسان يجب علينا أن نمارس دورنا فى هذه الثورة، وأعتقد أنه أقل ما يجب أن نخرج للشارع فى فعاليات تهدف إلى إيصال الصورة الحقيقيه لشعوب العالم فى ظل الحصار الإعلامى المفروض على الداخل بغية أن تدرك الحكومات أيضا أن القضية المصرية التى تراجعت للوراء نظرا لتزايد المشاكل الأخرى فى العالم، تلك القضية مازالت حية ومازال شعب مصر يعانى من القهر والظلم والفساد.     

٤-هل ترون ان الجالية المصرية في الخارج متوحدة في وقوفها ضد السيسي؟
بلا شك مصريى الخارج ليسوا على موقف موحد فمنهم من لا يعير القضية المصرية أى إعتبار، ومصر بالنسبه لهم هى مكان لقضاء الأجازات والتواصل الإجتماعى، ومنهم من يؤيد السيسي إما لعدم إدراك حقيقة ما يقوم به أو لكراهية وخوف من أن يحكم الأسلاميين، ومنهم من يحمل القضية الوطنية على عاتقه ويعتبر أن وجوده خارج مصر وحرية حركته تفرض علية واجب أن يكون عون لمن هم فى الداخل، على الأقل بكشف الحقائق لحكومات وشعوب العالم.  
٥- هل كان هناك موقف للحكومة الكندية من الحراك الاخير في مصر؟
موقف الحكومة الكندية متضارب فهى توجه اللوم لإنتهاكات حقوق الانسان فى مصر من خلال المحافل الدولية وحسب، وللأسف لم يكن لها موقف من الأحداث الأخيرة لانها تفضل الوقوف على مسافة من الأحداث فلا تعرض مصالحها للخطر، خاصة وإنها فى فترة انتخابات ولا تريد أن تعادى أى طرف.  
٦- كيف هي العلاقات الكندية المصرية ؟وهل نجحتم في ايصال صوت المعارضة الى مواقع القرار في كندا؟ وهل كان هناك تجاوب او تفهم لما يعانيه المصريون؟
كما ذكرنا من قبل فمواقف الحكومة الكندية متضارب فهى توجه اللوم لإنتهاكات حقوق الانسان فى مصر من خلال المحافل الدولية فقط، ولا تواجه النظام المصرى بذلك، بل هى تقييم علاقة قوية بالنظام المصرى وقد حصلت على العديد من المنافع الإقتصادية، ففى بداية الانقلاب وقعت دولة الامارات عقد طويل الأمد مع كندا تضمن بند خاص ببيع سيارات مدرعه لمصر مسددة قيمتها من الامارات وهى ذات السيارات المستخدمه فى قمع المتظاهرين في مصر، وقد قمنا فى وقتها بلقاء إدارة هاربر وكان أهم شيء لديهم أنهم لا يدافعون عن حقوق الانسان إن كان ذلك الانسان من الاسلاميين.
وقد قامت مجموعة من أعضاء البرلمان الكندي فيما يسمى الصداقة الافريقية الكندية بزيارة مصر وكتابة تقرير أثبت أنهم لم يخرجوا من مكاتب الحكومة المصرية، وقد حوى ذلك التقرير جزء كبيرمن تقريرهم على إظهار أن المسيحيين المصريين يعيشون أسعد عصورهم تحت حكم السيسي، ولقد قمنا بالرد على هذا التقرير بتفاصيل لكل ما يدور على أرض مصر تحت حكم السيسي.
وحديثا وقعت شركة بومبرديه Bombardierعقد مع مصرلتوريد عربات المترو المزمع إنشاءه فيما يسمى العاصمة الادارية الجديدة، ونعتقد أننا امام فضيحة أخرى كفضيحة أس أن سيه لافلان SNC Lavlain والتى أعتمدت فى أغلب أعمالها مع الحكومات الديكتاتورية على الرشاوى، وقد قمنا بمخاطبة بومبرديه التى أقتصر ردها على أنها تعمل ضمن شركات دولية ولا تخالف القوانين، وستظهر الأيام مدى الحقيقة فى ذلك الأمر.
إن ما نسعى إليه منذ الانقلاب فى 2013 هو أن نحصل على جلسات إستماع فى البرلمان الكندى لإظهار حقيقة ما يحدث في مصر وسنستمر فى سعينا حتى يتحقق ذلك وحتى تنتصر الثورة فى مصر. 
     

* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، هو أحد المؤسسين وعضو مجلس الادارة لحركة حقوق المواطنين، هو أحد المؤسسين والأمين العام والمتحدث الرسمي السابق للمجلس الثوري المصري، و أحد مؤسسي الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، وحركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة، هو احد القيادات الطلابية المصرية  في السبعينات، عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. هو أحد مؤسسي الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا) قبل الثورة، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، كذلك أحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".
محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:

No comments:

Post a Comment