لا أستطيع الادعاء أن كل دعاة الخروج للاحتجاج على الرئيس المصرى محمد مرسى وسياساته فى 30 يونيو المقبل فى مصر هم من دعاة الفوضى أو المتآمرين على مصر، بل هناك دائما أناس مخلصون دافعهم هو الوطنية وحب مصر والرغبة فى خروجها مما هى فيه لكن أصحاب الدعوات النبيلة عادة ما يختفى وراءهم أصحاب النوايا السيئة ودعاة التخريب والفوضى وهؤلاء يستخدمون كل دعوى نبيلة للاختفاء وراءها من أجل تحقيق أهدافهم الدنيئة.
والمخاوف هى من هؤلاء الذين يمهد لهم جيش جرار من الإعلاميين الذين يظهرون بلا خجل على شاشات الفضائيات وكأنهم حماة الثورة بعدما ظلوا يدافعون عن نظام مبارك إلى آخر يوم ثم ركبوا موجة الثورة وأصبح الشعب المسكين يقول فلان قال وفلانة قالت متناسين إن فلان وفلانة هؤلاء هم أرباب مبارك وأبناؤه وأن ولاءهم هو لمن يدفع لهم وليس لمصر وشعبها وأبنائها البسطاء كما يحاول هؤلاء أن يظهروا.
ومن الطبيعى أن يأتى هؤلاء فى برامجهم بأبواق اليسار والناصرية والعلمانية ممن يسمون خبراء أو محللين ليعزفوا معهم ويكملوا جوقة الإثارة والتحريض ضد مرسى رغم أن مرسى له أخطاؤه التى لا يمكن أن ينكرها أحد، ومن خلف هؤلاء يقف الداعمون بالأموال الباهظة التى يأتى بعضها من دول خارجية تكره مصر، وبعضها من فلول النظام السابق ولوبى الربا والفساد الذين امتلأت جيوبهم من المال الحرام ومال الشعب المنهوب طوال العقود الماضية.
يساند هؤلاء فلول الدولة العميقة والتنظيم السرى الطليعى الذى يحكم مصر منذ ما يزيد على أربعين عاما مع جيش جرار من البلطجية وأطفال الشوارع يزيدون عن مليون شخص يتقاضون رواتب يومية ولعل ما حدث يوم الجمعة الماضية أمام فندق سميراميس يعتبر بروفة وتدريبا مستمرا من هؤلاء لضرب الموسم السياحى لمصر.
ولا نستطيع أن نفصل ما حدث طوال الشهور الماضية، ومسلسل حمادة المسحول وغيره عن الترتيبات التى تجرى الآن من أجل تخريب مصر وليس من أجل الاعتراض على رئيس لم يكمل عاما فى مدته الرئاسية وسط إرث من الفساد لا حدود له، أما الأغلبية المدفوعة بالدس الإعلامى والتحريض فإنها لا تدرى عن الأهداف الحقيقية لهذه المنظومة التى تريد فى النهاية أن تدخل مصر فى مرحلة من الفوضى العميقة لتقضى على حاضرها ومستقبلها.
وكما أن أمريكا وإسرائيل وحلفادهما غير راضين إطلاقا عن الثورة المصرية أو أن يكون الإخوان المسلمون فى سدة الحكم، فإنهم يستخدمون كل قوتهم وخداعهم ورجالهم وخدمهم الذين زرعوهم فى المنطقة طوال العقود الماضية من أجل زعزعة أمن مصر واستقرارها هل سأل أحد منا نفسه ما هو الشهر الذى بقيت فيه مصر دون مظاهرات أو احتجاجات منذ أن تولى الرئيس مرسى السلطة.
وهل يمكن لأى دولة فى العالم مهما بلغت قدراتها وقوتها الاقتصادية أن يحدث بها تنمية أو استقرار فى ظل مظاهرات واحتجاجات لا تنقطع ليس لها هدف إلا الفوضى؟، إن الرئيس مرسى يتحمل قسطا كبيرا من المسئولية عما حدث وذلك من خلال سياساته الخاطئة التى أخرج فيها البلطجية من السجون من البداية ثم تهاون مع الذين اعتدوا على قصر الاتحادية، لكن مصر أهم من مرسى ويجب أن نعرف من يقف وراء الفوضى وصناعتها فى مصر.
No comments:
Post a Comment