أحمد
البيومي
10 أغسطس 2020
التصرفات السعودية تفقد الرياض الثقة والمصداقية عربياً
وإسلامياً
السعودية ترغب فى إخضاع كل المنطقة لمشروعها التدميري
قال الدكتور محمد شريف كامل، الخبير الحقوقي في كندا وعضو اتحاد
الحقوق والحريات بكيبيك، إن الاخبار التي نشرتها فورين بوليسي بأن ملك السعودية
طلب من ترامب الموافقة على غزو قطر، تبرهن على سوف تصرفات السلطات في السعودية،
فرعونة الرياض أمر غير جديد، وكذلك عداوتهم لدولة قطر ليس بجديد، وهنا يجب ألا
ننسى محاولة الغزو السابقة فى 1996 من ذات الدول الثلاثة، السعودية والامارات
والبحرين، ولكن الجديد والمفاجئ كان فى علانية العداء حين تم إعلان فرض الحصار على
دولة قطر فى 2017.
وأضاف كامل في تصريحات للشرق أنه كان من الواضح أن الهدف هو
الإستيلاء على قطر إما بالإخضاع من خلال الحصار أو الغزو. بالإضافة إلى إنفضاح أمر
السلطات السعودية فى أنها تستأذن الرئيس ترامب فى كل خطواتها، وهو بذلك يكون قد
منع مشروع غزو قطر ولكنه قبل بباقي جرائم الرياض الاخرى.
وأوضح أن السعودية ترغب فى إخضاع كل المنطقة لمشروعها التدميرى ولم
تترك أى دولة خارج ذلك النطاق وعلى سبيل المثال وليس الحصر، تدمير اليمن وإفشال
الثورة السورية وتعقيد الموقف السياسى في لبنان، بالإضافة لموقفها المعروف من
التجربة الديمقراطية فى مصر وإشعال الحرب الليبية، فالهدف واحد الاستيلاء على
الإرادة السياسية للجميع، وبالنسبة لقطر يضاف إلى ذلك الاستيلاء على ثرواتها.
وقال الخبير الحقوقي المقيم في كندا إنه منذ 1995 انتهجت قطر طريق
الإستقلال السياسى وتوجيه الثروة لصالح الشعب، بالإضافة للعب دور هام على الساحة
السياسية الدولية وأكبر مثال لذلك نجاحها فى تمهيد الطريق والتوصل لإتفاق بين
طالبان والولايات المتحدة وحكومة أفغانستان، ورفضها للانقلاب الذى وقع فى مصر
2013، والإنقلاب الفاشل فى تركيا فى 2016 والذى لا يخف على أحد دور الإمارات
والسعودية فيه، وكل ذلك لا يروق للسلطات السعودية التى لا ترضى إلا بخضوع الجميع
لمشروعها التسلطى، بالإضافة لشعورها بالحرج من توجيه الثروة لصالح مجموع الشعب مما
جعل المملكة تظهر كمقصر فى حق الشعب السعودي ومبدد لثرواته.
الوقوف ضد الشعوب
وحول تداعيات هذه الأخبار على صورة السعودية في منطقة الخليج
والعالم العربي والإسلامي، نبه كامل إلى أن هذه الأخبار تضاف لسجل المملكة في
الوقوف ضد الأحلام العربية والإسلامية، ومنها وقوفها ضد كل مشروعات نهضة مصر فى
الخمسينات والستينات، والتعاون مع إسرائيل لضرب ثورة اليمن فى 1962 ثم فى 2011،
والتحريض على حرب 1967 والانقلاب على ثورة مصر 2013، والقائمة ممتدة، ومثل هذه الأخبار بالإضافة للجرائم الاخرى فى حق
الشعب السعودي وحتى ضد أفراد بارزين في السعودية، كل ذلك يفقد الرياض ما تبقى من
مصداقيتهم كل يوم وتتزايد معها فقدانها الثقة فيهم مما يزيد أيضا من عزلتهم
وهزيمتها الداخلية فى أعين الشعب السعودى وسقوطها كدولة ذات كلمة تُحترم على
الساحة الدولية.
وفيما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان في السعودية، قال كامل إن جرائم
النظام السعودي فى حق الشعب السعودى فاقت كل الأوصاف، ولا يجب أن نتناسى كم من
السعوديين يعانون فى سجون بن سلمان، وكم من المطاردين، بالإضافة لأن النظام
القضائى السعودى مسيس ويحركه رغبات بن سلمان التى فى غالبها غير محقه وغير أدميه،
ولا يجب أن ننسى أن إغتيال خاشقجي تم بتخطيط وتنفيذ السلطات، وأن أعداد المحتجزين
فى السجون السعودية من السعوديين وغير السعوديين بلا سند قانونى تتزايد، ومن بينهم
نساء تعرضوا للتعذيب وغيره من سوء المعاملة، ومنهم لجين الهذلول وسمر بدوي
والكثيرين غيرهم، ولا ننسى من توفوا داخل السجن مثل الشيخ فهد القاضي والدكتور
صالح الضميري والدكتور أحمد العماري والصحفي تركي الجاسر والدكتور عبدالله الحامد
وكثيرون أخرون، ومن لم يمت بالقتل المباشر فقد قتل بالإهمال الطبى، بالاضافة إلى
تدهور حالة الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة التى تزداد سوء كل يوم.
جريمة لم تكتمل
وحول قضية سعد الجبري المتواجد في كندا، قال الخبير الحقوقي إن
قضية الدكتور سعد الجبري هى نسخة طبق الأصل من جريمة إغتيال خاشقجى، ولكنها نسخة
لم تكتمل حتى الآن، فالدموية أساس عمل سلطات الرياض، حيث لا قيمة عندهم للإنسان.
وظهر الآن على الملأ قضية الجبرى التى ترسم صورة للمراحل الأولى لجريمة إغتيال
خاشقجى، وتلقى الضوء على دور ما لبعض من الإدارة الأمريكية، وستروي لنا الأيام
القادمة تفاصيل كثيرة عن تلك القضية وقد يضاف لها آخرين.
وأضاف بأن سعد الجبري وعمر عبد العزيز مطاردان ويعيشان فى منفاهم
الإختيارى بكندا، ومن الضرورى تذكر أن محاولة استدراج الجبري تمت بعد إغتيال
خاشوقجى بأقل من أسبوعين وأنه بعد ذلك قد غادر الولايات المتحدة إلى كندا وهذا
يعنى أنه شعر بأنه سيكون فى أمان أكثر فى كندا. وحسب المعلومات فإن الحكومة
الكندية على علم، وكما ذكرت بعض الأنباء أن الحكومة الكندية منعت دخول ما قد يكون
فريق إغتيال سعودى قدم لكندا لتصفية هدف ما على أرضها.
وأشار على أن العلاقات الكندية السعودية متوترة منذ عامان حين
شاركت كندا فى الحملة الدولية لمطالبة السعودية بالإفراج عن السعوديين والسعوديات
من المعارضين المحتجزين بالسجون السعودية بلا سند قانونى، وردا على ذلك قامت
السعودية فى أغسطس 2018 بسحب سفيرها من كندا وتعليق جميع العلاقات السياسية
والاقتصادية، وإن كانت كندا لا تساند المعارضة السعودية فإنها لا تتردد فى منح
المعارضين حق اللجوء والحماية، ولا شك فإن ذلك سيزيد من توتر العلاقات، خاصة أن
كندا من الدول المؤيدة لتحقيق دولى فى جريمة اغتيال خاشقجى ولم تتوقف حتى الآن عن
إدانة الانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان.
No comments:
Post a Comment