جونزالز فوق القانون
بقلم: محمد شريف كامل
16 إبريل 2000
ونشر في جريدة صدى المشرق مونتريال
الامرغاية فىالأهمية و
قد يتصور البعض أنه لا علاقة لنا به كجالية تسعى لتثبيت دورها فى المجتمع الذى
نعيش فيه ، و لكن حقا هذا أمر فى غاية الإرتباط بنا .
إن ( جونزالز) هو لقب العائلة لطفل من كوبا ،
الدولة التى وضعت تحت الحصار الأمريكى منذ أربعون عاما و رغم رفض الأمم المتحدة
لذلك الحصار الظالم الذى ليس له مبرر غير رفض الولايات المتحدة للنظام السياسى فى
كوبا و كأن الولايات المتحدة لها الحق فى تحديد من يحكم من و بأى د ستور. وقد
داومت الولايات المتحدة على تشجيع سكان كوبا على الهرب منها وتصويرها كأنها سجن
كبير و الإقامة على أرض الولايات المتحدة و إنشاء تجمع خاص بهم فى ميامى، و مع
مرور الوقت نمت تلك الجالية و أصبحت لها دور قوى فى الأثير على السياسة الأمريكية
و هو تأثير متبادل بين الحكومة الأمريكية و الجالية الكوبية ولكنها وصلت لمرحلة
أنها أصيحت فوق القانون و هو ما حدث فى الشهرين الماضيين .
فلقد قامت
مطلقة رجل من كوبا بإصطحاب طفلها- البالغ من العمر ست سنوات و الذى يتمتع بحضانة
مزدوجة بين الوالد و الوالدة - قامت بإصطحابه فى رحلة مغامرة غير محسوبة للخروج من
كوبا إلى الولايات المتحدة . و غرق القارب الذى إستقلوه و لم ينج منه غير الطفل (
جونزالز )، ووفقا للقانون الدولى و العرف
يكون الوحيد صاحب الحق فى حضانة الطفل هو الأب الوحيد على قيد الحياة . و حاولت الحكومة الأمريكية كعادته التدخل
الظاهري دون تدخل حقيقي حتى لا تنزعج الجالية الكوبية هناك خاصة و الإنتخابات على
الأبواب ، و دار صراع قاونى بين بعض اقارب الأم من أجل حضانة الطفل، هذا الصراع
الذى رفضته كل درجات التقاوضي و أمرت الحكومة بتسليم الطفل لوالده الذى حضر
للولايات المتحدة لإصطحابه عائدا به الى كوبا و حيث يرى نفسه سعيدا هناك ، و أعتبر
الحاضنين في أعين القانون مختطفين للطفل و
على أرض الولايات المتحدة ، و رفضت
الحكومة تنفيذ القانون.
لماذا هذا
الرفض؟ لأن الجالية قوية ، جالية قوتها
جعلتها فوق القانون ، حتى أنها تتحدى الحكومة فى أن تستطيع إستخدام القوة لتنفيذ
القانون و المنطق و العدل . و تسعى الأسرة المحتضنة لبث الكراهية فى ننفس الطفل ضد
والده و
كلنا نعرف كيف يمكن أن يتم التأثير بسهولة على طفل لم يتعدى الست سنوات .
هل تظنون
أن تلك القصة لا تهمنا ؟ على العكس فهى درس كبير لنا و لتهاوننا فى حقوقنا ، و نحن
لسنا من أنصار التمرض الهمجى و الغوغائية التى قام بإتباعها هؤلاء المختطفين و
لكننا من أنصار تطبيق القانون و لكننا لا نستطيع حتى تطبيق القانون و لا أبسط
مبادئ المساواه في حياتنا وحياه أطفالنا لأننا ضعفاء و لا نمثل أى قوة ضغط بشرى أو
إقتصادى ، فأصبح كل منافق و كاذب له الحق فى مهاجمة المسلمون دون أن نجد صوت يرد
عليه ، و تستقطبه الإذاعات المشبوهة و الجرائد التي تعمل وفق منهج منظم لتدنير
الإسلام و المسلمين .
و لن
نستطيع الرد عليهم ما لم يكن لنا تواجد يفرض الحقيقة و لا يفرض الإختطاف فلأمر لم
يعد قانون تنفذه
دولة بل
أصبح دولة تستجيب لضغوط و تنفذ ما يقبله قوى الضغط من ذلك القانون و هذا له بعدان
مؤثران :
أولهما
إننا إما نقوى و ندخل تلك الدائرة و إما ينتهى تواجدنا و نتلاشى. و على الجانب الأخر سوف يتحول المجتمع عما قريب
لصراع قوى محلية لا تستطلع الحكومة إلا أن تقف بجانب القوة بعد سقوط العدل كما حدث
دوليا حيث يقف العالم المستسلم بجانب القوة و يسقط حساب العدل.
لذلك
(جونزالز ) هو مثال لإختطاف العدالة و الحق فى مجتمع لا يعرف إلا قوة الضغط فلمن
يحسم الصراع الأبدى
للقوة ؟؟ أم
للعدل ؟؟ و هل نحن على إستعداد لتجهيز
أنفسنا لدور عادل فى مجتمع القوة ؟؟؟
No comments:
Post a Comment