حديث حول شروط السيسي لما يسميه معارضة إرضاء للإدارة الأمريكية
شارك فيه محمد شريف كامل
نشرت مقتطفات منه في جريدتي
الجزيرة يوم 18 فبراير 2021
وعربي 21 يوم 17 فبراير 2021
ومجمل ما ذكره محمد شريف كامل
كلمة السيسي حول المعارضة وشروطها تحمل عدة رسائل هامة، أولاها أنه لا يفهم
معنى حرية الرأي والتعبير ولا معنى المعارضة، فحرية الرأي والمعارضة عي سمة حضارية
تعتبر حق أصيل للإنسان لا يحق لأي نظام أن يضع لها شروط، لأنها حق محمي بأسس حقوق
الإنسان، وضابطها الوحيد هو القوانين الغير مسيسة التي تنظم عمل المجتمعات غير
الديكتاتورية.
والرسالة الثانية التي تحملها كلمته هي أنه لن يسمح بأي شكل من أشكال
المعارضة حتى تلك المستأنسة، فهو الشخص الأوحد الذي يفهم في كل شيء وكل الشعب
وجميع فئات المجتمع وجميع السياسيين والمفكرين والنشطاء ليسوا إلا توابع له.
والرسالة الثالثة مجبر على الخوض في هذا الحديث، وقد تم توجيهه أو على
الأقل نصحه من القوى الداعمة له لأن يعدل ولو قليلا من أسلوبه الفوقي ولا ننسى أن قد
تم الإفراج عن صحفي الجزيرة الأستاذ محمود حسين بعد أربعة سنوات من الاعتقال، وهذا
دليل على أنه هناك بعض الضغوطات التي بدأت تمارس عليه.
ولكن علينا ألا نتوهم أن هذا الضغوطات سوف تسفر عن أي شيء إلا بعض الظواهر
التي يسيمها هو معارضة والتي قد يُسمح لها بالحديث في شئون لا قيمة ولا تأثير لها
على حياة المواطن ومستقبل الأمة، وقد يسمح ذلك له بأن يدعي أمام المجتمع الدولي
أنه أحدث بعض التقدم وأنه قد جلب لمصر مساحة من حرية الرأي ويسمح للغرب بالحفاظ
على صورته وكأنه حقق شيء، ويستمر السيسي في مساره المرسوم لتدمير مصر.