القس فلوباتير جميل عزيز
السبت، 26 فبراير 2011
حاول النظام السابق وأتصور أنه نجح إلى حد بعيد طيلة ثلاثة عقود من الزمان فى التعامل مع الملف القبطى من خلال تصوير نفسه بكونه النظام المعتدل الذى يسعى للدفاع عن حقوقهم والتصدى لهمومهم الكثيرة من خلال قرارات يروج لها بعض أبواقه من الأقباط على نمط تحويل عيد الميلاد إلى عيد قومى وكذا تفويض المحافظين فى قرارات ترميم الكنائس.. وهنا تبوق الأبواق المعدة سلفاً بعدالة النظام وحياديته!! وكذا بث الرعب فى نفوس الأقباط مستخدماً فزاعة وبعبع الإخوان!! بل نجح فى تحييد دور الأقباط ومشاركتهم السياسية مستثمراً مكانة قداسة البابا شنودة فى قلوب القبط لتقوم الكنيسة بدور سياسى طالما أكدت على أنها لا تريد القيام به!!! وبأسلوب وطرق وسياسة فرق تسد! صدر الرسالة للأقباط حتى صدقوا أن النظام السابق يبذل كل ما فى وسعه من أجلهم فيجب أن يساندوه، فإما هو أو الفزاعة والبعبع!!! إلى أن حدثت كارثة كنيسة القديسين ومن قبلها كارثة نجع حمادى!!، الكارثتان التى ساهمت بشكل كبير فى توحيد المصريين فى صف واحد حتى ظهرت ثمار هذا التوحد فى ثورة 25 يناير العظيمة والتى حاول النظام السابق مستخدماً نفس الأساليب للتفرقة وكاد أن ينجح حتى يوم الأربعاء الحزين الذى كتب شهادة وفاة هذا النظام، ووحد المصريين مرة أخرى فى مواجهة خيول النظام وجماله وبدلاً من ميدانين للمظاهرات أصبح ميداناً واحداً وعلت حناجر المتظاهرين لإسقاط هذا النظام حتى نجح الشعب فى فرض كلمته الواحدة القوية!!!أما الآن فيحاول بعض المنتفعين ولو إعلامياً فى صنع فرقة من نوع جديد لا تخدم بأى حال من الأحوال الوطن فبعد محاولة تصدير مشهد الغيبيات من خلال دعاوى على نمط الزيت الذى يجب أن يدهنه بعض الخائفين من الأقباط على بيوتهم!!! وكذا الترويج لظهور مزعوم لفرس أخضر أثناء الأحداث وهو يتنافى مع فكر الكتاب المقدس فى رؤ 6 !!! إلى رفع درجة الإستعداد القبطى وعمل تكتات قبطية ثبت فشلها الذريع فى صنع أى تغيير أو تحسين لواقعهم!!! إلى الحديث عن مطالبات بتغيير كامل فى الدستور يتعامل أولاً مع المادة الثانية!!!.. الخ من الأمور التى تساهم إلى حد بعيد فى تقزيم دور الأقباط وسحب تفكيرهم لينطلق من خلال أرضية طائفية وليست وطنية على الإطلاق!!! ولعلهم يستخدمون نفس الطرق البالية التى استخدموها قبلاً وتخدمهم الظروف حين نرى أن رئيس لجنة تعديل الدستور هو المستشار طارق البشرى وأحد أعضائها من الإخوان ولا وجود لعضو قبطى فيها رغم أن هؤلاء أتوا من أجل مواد معينة فى الدستور تضمن إنتخابات حرة نزيهة!!! وكذا محاولة الإخوان القفز على الثورة والاستفادة من نجاحها.. وكلها أمور تدعو المصريين إلى الانتباه والاندماج والتوحد من جديد ولا يسمحون لأحد أن يسرق فرحتهم بما حققوه معاً من خلال ملحمة اتحاد رائعة وعظيمة أدرك من خلالها المصريون أن نجاحهم فى صنع مستقبل مشرق لهم جميعاً لا يأتى أبداً من خلال أساس طائفى بل من خلال أرضية وطنية مشتركة توحد بين أساليبهم بكونها وحدت قبلاً بين آمالهم!!!وكذا على الأقباط أن يخرجوا من القوقعة والشرنقة التى حبسوا فيها أنفسهم طيلة ثلاثة عقود ويندمجوا مع إخوتهم فى الوطن دون انتظار مشورة من أحد!! ودون تفويض أحد ليمثلهم ككتلة مؤثرة فى المجتمع!!! ويبذلون كل الجهد فى البحث والسعى ودراسة برامج مرشحيهم ليس على خلفية طائفية بل على أساس وطنى يبحثون فيه عن مصلحة وطنهم أولاً، ولا عزاء لأى من هؤلاء المنتفعين والذين يحاولون تزعم الأقباط وقيادتهم سياسياً!! فالتغيير الذى أحدثته ثورة 25 يناير العظيمة سينال بالطبع منهم وسيساهم فى صنع النضج المطلوب للشعب المصرى كافة هذا الشعب الذى أدرك الآن إمكانياته وقدراته أنه شعب حينما يريد يفعل وحينما يتوحد يؤثر ويثمر.