متى تعود القدس ...؟
بقلم: محمد شريف كامل
23 يونيو 2001
ونشر بـــ
-
جريدة صدى المشرق مونتريال
-
جريدة المستقبل مونتريال
نتسأل جميعا هذا
التساؤل و نحاول الإجابة عليه، و لا نجد هذه الإجابة، و نحاول البحث عن الوسيلة
المناسبة لإستعادة القدس و لا نجد، و نلقى باللوم على العالم كله بريطانيا هى
المسؤلة عن إقامة الكيان الصهيونى ، و الولايات المتحدة هى التى تسانده، والعالم
كله يشاهد المأساه التى يعيشها الفلسطينيين ولا يتحرك.... و بعد أن ننتهى من إلقاء
اللوم على كل شئ ، لا نجد الطريق لإستعادة القدس...!
إن كل ذلك
حقيقه، و لكن الم ننسى شيئا هاما فى كل
ذلك...؟ ألم ننسى أو نتناسى أنفسنا...؟ فقبل ان نسأل كيف و متى تعود القدس ، يجب
ان نعرف كيف خسرنا القدس و متى و لماذا خسرناها...؟
إننا يجب أولا أن
نتعلم كيف نقرأ التاريخ ثم نقرأه و نتعلم منه، أن تاريخ الشعوب وتاريخ الإنسانية
هى سلسلة متتالية لا تنفصل إحداها عن الأخرى ، فهى موصولة و لا نستطيع أن تقفز فوق
أحداثها أو نغير أحد حلقاتها، أي أن كانت تلك الحلقة.
لقد خسرنا القدس يوم
قررنا أن نقرأ التاريخ على هوانا و نهمل منه مالا نحب و نكبر منه ما يوافق هوانا،
كانت القدس لنا يوم كنا أنفسنا، و كانت لنا يوم كان عمربن الخطاب- رضى الله عنه- إمامنا
و كانت القدس لنا يوم كان صلاح الدين الأيوبى زعيمنا.
إن عمر بن الخطاب لم يكن إسم بل رمز للعدل، فيوم
دخل عمر القدس ذهب للقاء بابا المسيحيين فى كنيستهم، و رفض أن يصلى بها و قال
"حتى لا يقول المسلمون من بعدي هنا صلى عمر، ويوم دخل عمر القدس وقع عهدا لغير المسلمين يضمن لهم
سلامتهم وأمنهم و كنائسهم وأديرتهم فلا تغلق أو تمنع بها صلاة وأن لا تمس صلبانهم
و لا رهبانهم ... يومها كان المسلمون أهل العهد وأهل الوعد وأهل العدل، فكانت لهم
الغلبة ورضى الجميع بحمايتهم والعيش فى ظل دولتهم و بعدها كان ما كان.
وعادت القدس لنا يوم
عدنا لأنفسنا، وعادت القدس لنا يوم كان صلاح الدين الأيوبى بيننا، صلاح الدين الذى
قاد الجيوش الإسلامية وكل العرب ( مسلمين و مسيحيين ) و حارب وأنتصر ودحرالصليبيين
الغربيين المتخفيين وراء الصليب زورا و بهتانا. فهزمهم و عادت لناالقدس .... و
بالرغم من أنهم غير أهل بلد و لكنهم غزاة مغتصبين رفضهم حتى أبناء دينهم من
المسيحين العرب، إلا أن صلاح الدين الأيوبى
بعد أن هزمهم عاهدهم على ضمان
الأمن و السلامة لإفواج و بعثات حجاجهم إلى بيت المقدس.
هكذا كانت القدس لنا وهكذا عادت لنا، وخسرنا
القدس يوم خسرنا أنفسنا، يوم جعلنا الحكم لمن كانت الخيانة أهم عنده من شعبه فذلك
باع لشعبه أسلحة فاسدة و باعهم لكاسه و قماره، و ذلك باع شعبه وإتفق مع الصهاينة
وأبلغهم بكل خططنا، وهذا ذهب لهم و وقع صك الإستسلام وإرتمى فى أحضانهم ... كل هذا
وشعوبهم لا حياة لمن تنادى، شعوبهم قد نامت و خمدت، حتى صور الأطفال الشهداء لم
تحركهم.
حين إنتصر خليفتنا
عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ، إنتصر بزعامته لأمة تتوافق مع تلك الزعامة و تستحقها، و حين إنتصر صلاح
الدين إنتصر بشعب امن بالقضية وحارب لها و حين خسرنا حروبنا لأننا لم نكن نملك إرادتنا
و كنا إداة لهؤلاء الخونة، ومازلنا نقبل قيادتهم ...!
لقد قال الكاتب
الكبير محمد حسنين هيكل عن الوضع العربى الحالى " لقد إيقظت الإنتفاضة
إسرائيل ولم توقظ العرب"
هو محق لقد قتل
أطفالنا و أمهاتنا وأخواتنا و نحن ناهو ونعبث و كأن هؤلاء مجرد دمى فى مسلسل رسوم
متحركة، لقد قتل من إطفالنا فى العراق والقدس أكثر من رجالنا الذين ماتوا فى
حروبنا الطويلة، و نحن مازلنا نلهو و نعبث و نركع و نستنجد بالجلاد القاتل
-الصهيونيه على أرض فلسطين والصهيونيه في
الولايات المتحده-
لذلك خسرنا القدس و
لذلك لا نستطيع إستعادته الأن ولا غدا، إلا إذا قرأنا التاريخ و فهمنا منه ما هى
رسالتنا و من إين نستمد قوه إرادتنا.
لقد خسرنا القدس يوم
خسرنا أنفسنا و سنستعيدها يوم نستعيد أنفسنا ، و يومها سوف نستعيد القدس و كل
فلسطين بإذن الله.