لا حياة لمن تنادى
بقلم: محمد شريف كامل
10 فبراير 2001
تتناقل وكالات
الأنباء أخبارا متعددة ما بين الحقيقة و الإشاعات و أحيانا نمر على الأخبار لا
نصدقها ، و لكننا تنتظر من المدعى عليه أن يرد على ذلك الخبر بالتأكيد أو النفى ،ولكن
لا يصل إلى سمعنا غير ما تردد ، و نرفض أن نصدقه ، و للأسف لا نجد مفر من أن نصدقه
، و ذلك ينطبق على العديد من الأخبار و لكنه ولا شك يتبلور في إحد الأخبار المؤلمه
لكل عربى ، ذلك الذي تناقلته وكالات الأنباء و نشر فى كل من ( لندن تايمز ) ، (
واشنطون بوست) ، (نيويورك تايمز ) ، ( مونتريال جازيت) فىيوم الخميس الأول من
فبراير ونصه يقول:
"رغم معارضة من جانبى
الحدود ، وافقت مصر على أن تبدأ تمويل إسرائيل بالغاز الطبيعى بدا من العام القادم
بعقد قيمته 3 مليار دولار أمريكى حتى عام
2012 . لقد كانت مصر مورد ثانوى للمواد البترولية لإسرائيل طوال عشرون عاما . وهذه
الإتفاقية يعتبرها السياسيون من الدولتان أمل جديد لإنعاش السلام فى المنطقة عن
طريق إرتباط مالى و أمني جديدان"
و هنا ينتهى الخبر و
يرتفع معه ضغط الدم و يشعر الإنسان بالإهانة ، الإهانة لأن هناك من يحسبون على عروبتنا
و قد هان عليهم دمائنا و شهدائنا و أصبحوا لا يشعرون بأى ألم يعانيه الشعب فى
ألرضنا المحتلة المغتصبة بالصهيونية ، و أرضنا المنصب عليها رموز الصهيونية ، و
أصبحت بلا شك عصا "العم سام" السحرية تملك أن تلغي كل ألام الشعوب فى
ثواني معدوده، و أصبحنا لا نبالى بما يدور من حولنا مادام بقائنا فى النعيم
السلطوي مرتهن برضاء العم سام و الكنيست الصهيونى و دوام ساستنا على العمل بوجهان
كاملان: وجه لإمتصاص غضب الجماهير ، و وجه أخر لتوظيف كل ذلك وإستغلاله لمصلحتهم
الشخصية و لصالح بقائهم فى الحكم ، وأعتقد أن الطريق الوحيد للقدس و تل أبيب لن
يمر غير من نضج مجتمعاتنا و تحملها مسؤليتها تجاه تلك الأذيال التى تجلس على منصة
الحكم و توجه و تؤتمر بغير إرادة شعبها .
وليس ببعيد ذلك الخبر
عن خبر أخر يبحث عن إجابة و مصدره جريدة قاهرية رسمية ، حيث يبحث الحكوميين فى
القاهرة عن مشترى لإدارة برج القاهرة ، الذى غيبت كل الأجيال الجديده عنه، حتى أن
وزارة السياحة المصرية إرضاءا لشركائها فى المنطقة "الكيان
الصهيونى" قد حزفت ذلك الرمز من
دعايتها السياحية، وهو البرج الذى ردت به الزعامة العربية فى الستينات على محولة
المخابرات المريكية شرائها و قام عبد الناصر حين ذاك بإعلان CIAقصته
للجماهير و قرر بناء أعلى مبنى فى الشرق الأوسط
بتلك الأموال ليكون شاهدا على سقوط قناع ال و تم بناء
برج القاهرة الذى كان و مازال أحد رموز صمود شعبنا أمام السيطرة الأمريكية ، حتى
جاء من يقبل الخضوع فكانت المأساه الحقيقية و التى مازالت و ستظل أثارها تطاردنا
لأجيال تالية ، حين أصبح قتل أطفالنا يمر دون حساب ، بل و نحن نمد أيدينا ونساعد
فى طمس الحقائق، فهو حقا عصر الإنهزام ز الإستسلام الذى مر بنا و بمعاناة شعبنا في لبنان
والعراق و ليبيا و السودان ، حتى أصبح من الصعب علينا أن نتذكر أرض من أراضينا- و
جميعها مقدسه- لم تدنس و ييمسها الهوان،
ونحن مازلنا نغازل المغتصبون الصهاينة و الحكام فى الولايات المتحدة الصهيونية
"الأمريكيه".
و يبقى الأمل و لا شك
ففى يقظة شاملة لكل شعوبنا مجتمعه تنسف الحدود الواهية و تحطم حواجز العداء
الداخلي وتعيد الصورة البيضاء لشعبنا و
أرضنا و هذا ما يخشاه العدو، ذلك العدو الذي رغم نفاق الحكام مازال و سيظل العدو.
و حين تكون الييقظة
العربية لن يجرؤ أى متخاذل على توقيع عقد بيع تاريخ شعبه متمثلا في حق العوده أو حتى
برج القاهره و لا على توقيع عقد بيع ثروات أرضنا لمن يدير بها ترسانة تصنيع أسلحة
الدمار و هدم منازل الشرفاء و بناء المستوطنات والتوسع على حساب شعبنا ورفض قرارات الأمم المتحدة ، و
نحن نشاهد شعبنا في العراق كل يوم يضرب
بالطائرات و نشاهد شعبنا في فلسطين تذداد كل يوم وأصبح هذا جزء من نسيج حياتنا
اليومى ، ولا حياة لمن تنادى .
رحم الله شعوبنا و
أراحهم من أذيال الصهيونية فى كل مكان .