Monday, May 28, 2012

«الأسواني»: مقاطعة الانتخابات بقرار فردي «انسحاب ستدفع الثورة ثمنه»


http://www.almasryalyoum.com/node/875011


قال الكاتب والروائي علاء الأسواني إن مقاطعة الانتخابات الرئاسية بقرار فردي انسحاب ستدفع الثورة ثمنه، مطالبًا بالوحدة، والتعلم من أخطاء الماضي، مؤكدًا أن المقاطعة الشاملة تنجح بتنظيم وحشد لنزع شرعية الانتخابات.
وكتب «الأسواني» في تغريدات له على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، صباح الإثنين: «مقاطعة الانتخابات بقرار فردى انسحاب لن يفيد إلا الفلول، المقاطعة الشاملة تنجح بتنظيم وحملة وحشد فتنزع شرعية الانتخابات، قرارنا بعد النتيجة».
وأضاف «الأسواني» أن المقاطعة الفردية انسحاب ستدفع الثورة ثمنه، ويجب أن نتعلم من الأخطاء ولا ننقسم مرة أخرى، بعد إعلان النتيجة الرسمية غداً نتخذ قرارنا من جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية.
وأكد الأسواني أنه لا يوجد في ترشيح أحمد شفيق شيء واحد قانوني، وكله باطل، «مقدم ضده ٣٥ بلاغ فساد لم يحقق فيها، ينطبق عليه قانون العزل ولم يطبق، تصويت الأمن لصالحه».
وجدير بالذكر أن اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة تعلن، ظهر الإثنين، نتيجة الانتخابات الرئاسية، ونتيجة نظر الطعون المقدمة من قبل أربعة مرشحين وهم الفريق أحمد شفيق، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، حمدين صباحي، عمرو موسي.

شفيق - مبارك مثلى الاعلى لحد آخر يوم ف حياتى


شفيق - مبارك مثلى الاعلى لحد آخر يوم ف حياتى.

شفيق - الجمال والاحصنة راحوا التحرير عشان يرقصوا

شفيق يقول : - للأسف الثورة نجحت .

شفيق يهدد معارضيه- ومعاه تقارير عنهم من امن الدولة

شفيق - لو الشعب نزل التحرير هخلى الجيش يتصرف

شفيق - لن اطبق الشريعة ابداً لا دلوقتى ولا أَدام

شفيق : لا نقول على اليهود اعدائنا باى حال من الاحوال

عمرو موسى - اطالب شفيق ( وزير معركة الجمل ) بالتنازل .

شفيق اثناء الثورة - اكثر من 90 % من مطالب الثورة تحققت

شفيق ف الثورة يتبع سياسة فرق تسد بين الاخوان والشباب

شفيق ف الثورة - الاخوان بيحشدوا للميدان ولا جدوى لذلك

ارتباك شديد لشفيق عند اجابته على هذا السؤال؟؟؟

بعد التهرب كثيرا من السؤال - شفيق يعترف ويقول بدون قصد
شايفنكو ياللى عمالنالكو ثورة مصرية و خلتوهالنا سلطة ومهلبية
شفيق - مبارك مثلى الاعلى لحد آخر يوم ف حياتى.

شفيق - الجمال والاحصنة راحوا التحرير عشان يرقصوا

شفيق يقول : - للأسف الثورة نجحت .

شفيق يهدد معارضيه- ومعاه تقارير عنهم من امن الدولة

شفيق - لو الشعب نزل التحرير هخلى الجيش يتصرف

شفيق - لن اطبق الشريعة ابداً لا دلوقتى ولا أَدام

شفيق : لا نقول على اليهود اعدائنا باى حال من الاحوال

عمرو موسى - اطالب شفيق ( وزير معركة الجمل ) بالتنازل .

شفيق اثناء الثورة - اكثر من 90 % من مطالب الثورة تحققت

شفيق ف الثورة يتبع سياسة فرق تسد بين الاخوان والشباب

شفيق ف الثورة - الاخوان بيحشدوا للميدان ولا جدوى لذلك

ارتباك شديد لشفيق عند اجابته على هذا السؤال؟؟؟

بعد التهرب كثيرا من السؤال - شفيق يعترف ويقول بدون قصد

إنقاذ الثورة أم إستكمال الثورة؟



محمد شكر
٢٧ مايو ٢٠١٢

أعتقد أن دعم الدكتور محمد مرسى واجب الآن لإستكمال الثورة لكن ليس لإنقاذها.  فالثورة أمامها عقبات خطيرة سواء جاءت النتيجة بمرسى أو شفيق.  التحالف لدعم مرسى هو الخيار الأنسب (ثوريا) وأتمنى أن يكون فى الوقت متسع لبناء هذا التحالف فنحن نلعب فى الوقت الضائع.  والتحالف مؤقت على كل حال وسينتهى بإنتهاء شهر العسل بعد نجاح مرسى.

المشكلة أطرافها ثلاثة: الإخوان الذين يزنوا قيمة الأشخاص بميزان طاعة ولى الأمر، ولهذا لم يدعموا الدكتور أبو الفتوح (وهو من أقطاب الجماعة) وقد كان يمكن بهذا الدعم أن نتفادى المأزق الذى نغوص فيه الآن ويكون أبو الفتوح - الثورى الحق - رئيسا من أول جولة.  المشكلة أن الإخوان - فى إعتقادى وأرجو أن تثبت الأيام غير ذلك – لا يبتغون دولة دينية وإنما يبتغون دولة "إخوانية".

ثم يأتى الطرف الثانى وهم الفلول وأصحاب المصالح مع دولة مبارك وقد قيل فى هذا ما يكفى.

وأخيرا الطرف الثالث وهو الشعب الذى أعطى شفيق ملايين الأصوات.  قد لا ينظر الكثيرون إلى عموم الشعب بإعتبارهم جزء من المشكلة لكنه كذلك. الشعب إختار شفيق للمركز الثانى.  أنا لاأصدق الإتهامات بتزوير الأصوات لصالح شفيق لأن من المستحيل تزوير ملايين الأصوات دون أن تنفجر بذلك فضيحة مدوية موثقة.

مشكلة الشعب أن التجربة جديدة عليه ولهذا كان التصويت لدى جموع كثيرة مبنى على معايير إنتخابية هزيلة. هناك من صوت للدكتور مرسى لمجرد إنه "بتاع ربنا" أو لأن الإخوان دأبو على مساعدة المحتاجين، وهناك من إختلف مع الإخوان لأنهم لا يسعون لتطبيق الشريعة بالشكل الكاف وهناك من صوت لشفيق أو عمرو موسى كرها فى الإخوان والتيار الدينى عموما.  وبهذا أصبح معيار التصويت هو موقف المرشح والناخب من الدين وتوارى بذلك البرنامج والرؤية وأولويات التنمية البشرية بمصر التى تنفجر بسكانها.  وحتى الآن مع الإستعداد للجولة الثانية هناك من سيختار شفيق لمجرد أنه ضد الإخوان وسيفرق شملهم و"يعيد الأمن"!

هكذا إنتهى الأمر - للأسف - بهذا المعيارالإنتخابى الهزيل لجموع من المصريين.  أصبحنا أمام مفردات غريبة فى سياق الإنتخابات المصرية: إسلامى، ليبرالى، علمانى، شريعة، كفر، حقد، إرهاب، الإسلام هو الحل، الأقباط متحدون - هل يمكن بهذه اللغة أن نبنى مجتمعا فتيا ناهضا؟  أو نبنى حتى أى مجتمع؟  

فلندعم الكتور مرسى لكن لايجب أن نبالغ بالقول بأننا بذلك ننقذ الثورة.  إنقاذ الثورة يكون بالسير على طريق تحقيق أهدافها.  وأهم أهداف الثورة هى الحرية – التى تترجم هنا إلى بناء نظام ديموقراطى يتحقق فيه تداول السلطة بسلام.  فهل الإخوان مستعدون لتداول السلطة وتربية النشأ على حرية الإختيار وقبول التعددية (وهى قيم إسلامية بإمتياز) أم أن الأمر سيحتاج لمواجهة بهذا الشأن؟

الثورة مستمرة إن شاء الله حتى إذا فاز شفيق بالرئاسة.  الثورة مستمرة بالطليعة الثورية التى فجرت ثورة يناير. لكن أسلوب المواجهة الثورية هو مايجب التأنى فى دراسته لأن الشعب أصبح اليوم منقسما. مليونيات الميدان قد تصبح مجالا للمواجهة بين فصائل الشعب وليست مجالا لفرض إرادة شعبية.  مصر لم تعد شعبا واحدا يتكاتف حول هدف واحد لإزاحة طاغية.  مصر اليوم تضم فصائل متنافرة لاتستطيع العيش مع بعضها فى تناغم.  ما رال أمام المصريين الكثير مما سيتعلموه من تجربة الحرية التى يخوضونها لأول مرة فى تاريخهم.

من أكثر المفردات التى أصبحت جزءا من أدبيات الثورة هى "ثورة مصر" أو "ثورة شعب مصر". والحقيقة التى تجلت اليوم أنها لم تكن كذلك، فقد كانت ثورة طليعة محدودة من شعب مصر ربما فى حدود عشرين بالمئة من الشعب. باقى الشعب كان قابعا يتفرج على الثوار أثناء معركتهم فى إنتظار النتيجة لينحاز للغالب.

ألا يمكن أن يفسر هذا عدد الأصوات التى حصل عليها شفيق فى المرحلة الأولى للإنتخابات؟ أم أن هذا يمكن تفسيره بميل كثير من المصريين - الذين فعل بهم الإستبداد فعله - لأن يعيدوا بناء "العجل" الذى تعودوا أن يعبدوه (كما فعلوا مع نبى الله موسى عليه السلام)؟

لفظ آخر أصبح يجرى على لسان المصريين فى السنة الأخيرة هو "الإسلاميون" فى مقابل "الليبراليون" و"العلمانيون"، وكلها للأسف مفردات ملغومة لأن دلالاتها غير محددة. هل يندرج تحت "الإسلاميون" مسلمون ليسوا مقتنعين بجماعات الإسلام السياسى؟ وهل يندرج تحت "الليبراليون" كل من لايؤمن أو لايمارس الإسلام؟ وأين يقع الأقباط فى هذه التصنيفات؟ هل كلهم بالضرورة ليبراليين وعلمانيين؟

هذه المفردات شقت الصف المصرى، وطغت على الهوية المصرية الجامعة التى كانت فخر المصريين بعد الثورة وقبل التكالب على الغنيمة ، والتى عبرت عنها الجموع فى أجمل هتاف صدر عن شعب مصر "إرفع راسك فوق إنت مصرى". فهل لنا أن نعيد التفكير فى دلالات هذه المفردات ومخاطر إستخدامها ونتوقف عن ترديدها لكى ننقذ مصر؟

مصر لن ينقذها الإخوان ولا التيار الدينى.  مصر لن ينقذها الناصريون ولا التيار العلمانى.  مصر سينقذها المصريون جميعا، وبالتحديد الطليعة الثورية منهم.

الثورة مستمرة بطليعتها الثورية. الفرق الذى يميز أفراد هذه الطليعة (العشرون بالمئة) أنها لم تعش الثورة كحدث حصل فى يناير 2012 لكن الثورة عاشت فيهم العمر كله. هذه الطليعة وجدت "نفسها" فى الثورة وبعد الثورة، ولم تجد الثورة - كما وجدتها االباقون - مجرد حادثا مفرحا يستحق التهليل.

صدمة شفيق !


محمد سيف الدولة
رغم فرحة المصريين الكبيرة باول انتخابات رئاسية نزيهة (فيما نعلم) وفرحتهم بقرب نهاية المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة لرئيس منتخب ، .. نقول رغم كل ذلك الا ان صدمة كبيرة اصابتنا جميعا بعد اعلان النتائج وظهور حصول الفريق احمد شفيق ، آخر رئيس وزراء لمبارك ، على المركز الثانى بعد الدكتور محمد مرسى بـ 5.5 مليون صوت .
لم تكن هذه هى المفاجاة الوحيدة ، فلقد كانت هناك مفاجاة حصول حمدين صباحى على المركز الثالث بـ 4.6 مليون صوت ، ولكنها كانت مفاجأة سعيدة استقبلها الجميع بالترحاب والاستبشار بقدرة المصريين بعد الثورة على البناء والاضافة والتعدد والتنوع .
ولكن حكاية شفيق هى التى اصابت الغالبية بالصدمة ، لانهم لم يفهموا ما الذى حدث وادى الى تغير التوجهات التصويتية لقطاع من الناخبين على هذا الوجه ؟
ففى يناير الماضى قبل بضعة اشهر قليلة ، اجمع الشعب المصرى فى الانتخابات البرلمانية على مقاطعة مرشحى الفلول واسقاطهم جميعا فى تاكيد واضح على تمسكه بالثورة واصراره على اسقاط النظام القديم .
ثم هو نفس الشعب الذى خرج على بكرة ابيه فى ايام الثورة الاولى لاسقاط مبارك ونظامه : فوفقا لاقل التقارير تقديرا ، فان ما يقرب من 15 مليون مصرى قد شاركوا بانفسهم فى المظاهرات والاعتصامات الاولى على امتداد محافظات الجمهورية ، وهو ما يعنى ان غالبية الاسر المصرية كانت ممثلة ومشاركة فى الثورة بفرد واحد على الاقل .
ولذا كان من الغريب والمدهش والصادم فى نفس الوقت ان يفاجأ الناس بكل هذه الاعداد التى انتخبت شفيق ، وهو ما تسبب ((للوهلة الاولى)) فى اصابة الكثيرين بالاحباط والقلق الشديد على مستقبل الثورة ومصيرها .
الى هؤلاء الاخوة الكرام اوجه رسالة طمأنة ، وادعوهم الى قراءة هادئة و متأنية فى النتائج لنكتشف معا ان جملة الذين صوتوا لمرشحين من قوى الثورة ، من قوى ميدان التحرير فى ايامه الاولى ، قد بلغت 14 مليون تقريبا ، وهم جملة الذين صوتوا لمرسى وحمدين وابو الفتوح ، فى مقابل 8 مليون تقريبا  ، هم جملة الذين صوتوا لشفيق وموسى ، وهو ما يساوى 65% لصالح الثورة ، وهى نسبة مقبولة ومرضية ، مع العلم بان القوى المضادة لا تزال حاكمة و قوية وثرية ومسيطرة ولها قدرات عالية على الدعاية والاعلام و الحشد والتعبئة وشراء الاصوات .
اما بالنسبة الى الذين يخشون من سيطرة الاسلاميين على مصر، فان النتائج تخبرنا ان جملة المصريين الذين صوتوا للتيار الاسلامى هم 9.5 مليون ، وهم جملة اصوات مرسى ، وابو الفتوح ، فى مواجهة 12.5 مليون صوتوا لغيره ، وهم جملة الذين صوتوا لحمدين وموسى وشفيق مع "اختلاف الدوافع والمنطلقات" . و هو ما يستدعى منا طرح هذه الفزاعة جانبا والتوقف عن الاصطفاف والانقسام على اساس الهوية ، واعادة تشكيل قوانا وجبهاتنا وصفوفنا على اساس المواقف والاستراتيجيات الوطنية والثورية .
وبالتالى فانه فيما عدا صدمة صعود شفيق الى الاعادة ، والخروج المكروه لحمدين وابو الفتوح ، فان كل القراءات الاخرى للنتائج تؤدى الى اعادة السكينة ، وليس الاستكانة، الى قلوب كل القلقين والخائفين على مستقبل الثورة ، على ان نسعى جميعا على الفور الى التوحد والاتفاق على كل القضايا الخلافية المعلقة التى تسببت فى انقسامنا فى الشهور الماضية ، والاصطفاف وراء خطة عمل واحدة لاستكمال مهام الثورة بدءا من اسقاط شفيق فى انتخابات الاعادة ، والتوافق على اللجنة التاسيسية للدستور ثم على الدستور ذاته،  ثم الشروع فى تاسيس اول حكومة ثورية ائتلافية بعد استلام السلطة ، تترجم وحدة كل قوى الثورة ، تلك الوحدة التى لا غنى عنها للانتصار فى مرحلة الاعادة ، وما يليها من مراحل .
*****
26 مايو 2012

Sunday, May 27, 2012

فتنة الدعاية السوداء – فهمي هويدي


الأحد  27 مايو 2012

أخشى أن يلتبس الأمر على بعضنا، فيخطئون في توصيف ما جرى في مصر، الأمر الذي يوقعنا في محظور انتكاسة الثورة والتمهيد لإجهاضها.

ذلك أنني لم أفهم أن يقول قائل بأن خيارنا القادم هو بين الفاشية والديكتاتورية،
أو أن الصراع يدور بين الدولة المدنية والخلافة العثمانية.
كأنه لا فرق يذكر بين المتنافسين أو أن الفريق شفيق يمثل الدولة المدنية! والدكتور مرسي يمثل الدولة العثمانية.

لا أعرف إلى أي مدى يمكن أن يؤخذ هذا الكلام على محمل الجد، لكنه حين يصبح متداولا في بعض وسائل الإعلام فإنه يتعذر تجاهله. بصرف النظر عما فيه من تدليس أو خفة.

منذ اللحظات الأولى قلت إننا بصدد الاختيار بين استمرار الثورة أو الانحياز للثورة المضادة.
وحذرت من تغليب المرارات وتراكم الأحقاد التاريخية على المصلحة الوطنية، الأمر الذي يصرف الانتباه عن التناقض الرئيسي بين أنصار الثورة وخصومها، وينشغل بالتناقضات الفرعية أو التنافس المرحلي بين قوى الثورة، الأمر الذي يقدم هدية مجانية ثمينة إلى خصومها.

هذه الصورة بدت واضحة لدى بعض العناصر الوطنية التي عبرت عن رؤيتها بأكثر من صيغة.
فمنهم من قال إن الخلاف مع الدكتور محمد مرسي سياسي بالدرجة الأولى، أما الخلاف مع الفريق أحمد شفيق فهو جنائي أولا وأخيرا

وقال آخر إننا بصدد تمثل سياسي لموقعة «الجمل» التي حاول فيها بعض أنصار مبارك الانقضاض على الحشود المجتمعة في ميدان التحرير. وأحد المرشحين يمثل طابور الغزاة في حين يعد المرشح آخر جموع ميدان التحرير.

وسمعت أستاذة في علم النفس اعتبرت يد الأول ملوثة بدم الشهداء، أما يد الثاني فهي غير مطمئنة إليها. والأول يستحيل مصافحته لأن ما بينا وبينه ما لا يمكن عبوره أو نسيانه. أما الثاني فإننا نستطيع أن «نلاعبه» وأن نفرض عليه ما نريد، والأخير بحاجة إلينا لكي يتغلب على خصمه، بقدر ما أننا بحاجة إليه لأن منافسه خصم لنا أيضا.

في مقابل ذلك فهناك آخرون لا يزالون أسرى المرارات والمواقف المتطرفة الحدِّية، التي تقر على إقصاء الآخر وترفض الاعتراف بفكرة الموازنة بين المصالح والمفاسد. كما ترفض الاعتراف بمقتضيات الضرورات التي تبيح المحظورات.

وقد قلت لبعضهم إن نتائج فرز الأصوات وضعتنا بين طرفين أحدهما قد يقودنا إلى مستقبل غامض. وآخر يستدعي ماضيا بائسا.
والأول ينبغي أن تفكر قبل أن ترفضه في حين أن الثاني ترفضه دون أن تفكر.

وإذا كان الأول لا يمثل أفضل ما تمنيناه إلا أن الثاني يجسد أسوأ ما توقعناه.

وفي الوقت نفسه فإن الأول منسوب إلى النظام الجديد الذي نتطلع إلى بنائه أما الثاني فهو مجرد استنساخ للنظام القديم،
الأمر الذي يضع الأول على هامش الحلم الذي يراودنا أما الثاني فيستدعي الكابوس الذي دفعنا ثمنا باهظا للتخلص منه، وبالدم كتبنا شهادة التخارج من قبضته.

الميزة الوحيدة للتحدي الذي نواجهه في انتخابات الإعادة أن التناقض بين المرشحين واضح فيه بما لا يسمح بأي شك أو التباس.

وأقول «ميزة» لأن الإعادة لو تغيرت فيها الشخوص لأصبح الالتباس واردا. إلا أن ذلك الوضوح لم يكن كافيا من وجهة البعض لمراجعة المواقف وإعادة النظر في خريطة الاصطفاف السياسي. وهو أمر لابد أن يثير الدهشة والاستغراب الشديدين، لأن التحدي المطروح على الكافة بات يخير كل صاحب صوت بين أن ينحاز إلى الثورة أو إلى الثورة المضادة.

أدري أننا إزاء شريحة استثنائية في محيط الصف الوطني، تضم أولئك الذين هم على استعداد للاصطفاف إلى جانب الثورة المضادة، لمجرد رفضهم لمرشح الإخوان أو انتقادهم لمواقف الجماعة.

إلا أنني أخشى من خطابهم في أمرين.
الأول ما يبثونه من دعاية سوداء تتبنى عناوين ومفردات «الفزاعة» التي استخدمها النظام السابق. وهي التي تصب في وعاء تخويف المسلمين وترويع الأقباط.
وقد قرأت شيئا من ذلك القبيل أخيرا يتحدث عن «الإخوان الفاشيين» الذين ينسب إليهم ما يلي:
 تسريح فنانين وغلق بلاتوهات السينما وتشميع دار الأوبرا
ــ فرض الحجاب حتما
ــ تعليق الخطاب للخصوم وعدم التسامح حتى مع تعاطف بعضهم
ــ تصفية الصحفيين والمثقفين والمفكرين بالحبس والتشويه والتكفير
ــ مطاردة المخالفين لما يدعون أنه شرع الله في الشوارع والمقاهي.. إلخ.

هذه الدعاية السوداء التي ترددها منابر إعلامية أخرى بصياغات مغايرة تسمم الأجواء لا ريب.
وتستصحب معها حملة من الشائعات التي لا تشيع الخوف فقط، ولكنها تدفع إلى الإحباط أيضا.
وهذا الإحباط من شأنه أن يحدث تأثيرا سلبيا على الإقبال على التصويت في انتخابات الإعادة.
وهذا هو المحظور الثاني الذي أحذر من وقوعه.

إذ الملاحظ أنه بمضي الوقت يهدأ الحماس وتتراجع نسبة المصوتين في الانتخابات (كانت النسبة في انتخابات مجلس الشعب 54٪ وهي في الانتخابات الراهنة لم تتجاوز 50٪).

وأخشى إذا استمر الترويج للإحباط أن تقل أيضا نسبة المشاركين في الإعادة، في حين أن المطلوب هو استثارة الهمة واستنفار المجتمع للدفاع عن استمرار الثورة. لأنه إذا حدث العكس ففرصة فوز مرشح الثورة المضادة تصبح واردة.. لا قدر الله

الخطأ القاتل

   الشروق- 23.5.2012 
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=22052012&id=a538b1d5-bd03-4cfb-81e8-66cc0cfe2df5


أكبر خطأ أن يتصور أى أحد أن المنافسة فى الانتخابات الرئاسية التى تجرى اليوم هى بين الإسلاميين والعلمانيين. أو بين مشروعى الدولة المدنية والدينية، لأنها فى حقيقة الأمر بين الثورة وبين الثورة المضادة. أو بين الحلم والكابوس. وقد لا أبالغ إذا قلت إنها أيضا بين ميدانى التحرير وروكسى. وربما كان ذلك تعبيرا أدق لأن الذين احتشدوا فى ميدان التحرير فى 25 يناير هم شعب مصر بكل فئاته. أما الذين اجتمعوا لاحقا فى ميدان روكسى فهم الذين تعلقت أهواؤهم وربما مصالحهم وارتباطاتهم بالنظام القديم. ومن المفارقات أن يقع ميدان روكسى فى قلب «مصر الجديدة»، فى حين أن الذين تظاهروا فيه ينتمون بامتياز إلى مصر «القديمة» التى جثم على صدرها مبارك (وأعوانه) وأراد أن يظل ممسكا بخناقها حتى «آخر نفس»، كما ذكر صراحة، وسعى لأن يورثها لابنه من بعده إلى أجل لا يعلمه إلا الله.

لذلك فإن حلم مصر الجديدة كان ولايزال فى ميدان التحرير، وأى التباس أو خطأ فى قراءة المشهد والعنوان يغدو كارثيا. يفتح الباب لإجهاض الثورة والانقضاض عليها.

أدرى أن ثمة تناقضات بين التيارين الإسلامى والعلمانى، وأن التنافس والصراع بينهما لم يتوقفا طيلة الخمسة عشر شهرا الماضية. وكلنا شاهدنا بأعيننا التجاذب بين الفريقين، وكيف أنه اتخذ فى بعض الأحيان «صورا غير صحية تجرح هذا الطرف أو ذاك. إلا أننى أشدد على أن التناقض الرئيسى ــ الأكبر والأخطر ــ هو بين التيارين معا وبين نظام مبارك. وأنبِّه إلى أن كل التراشقات التى حدثت بين الإسلاميين والعلمانيين مرجعها سوء التقدير أو سوء الظن أو إساءة إدارة الخلاف، أما ما بين الطرفين وبين أركان النظام السابق وأعوانه فهو أعمق وأعقد بكثير. هو شىء أبعد من الظنون وسوء التقدير، وأقرب إلى الخصومة المتأصلة التى صنعتها مرارات ثلاثين عاما من الاستبداد والفساد.

من هذه الزاوية، فإن أية سوءات تنسب إلى الإسلاميين أو العلمانيين لا تكاد تقارن بجرائم النظام السابق وسجل جناياته على الوطن. لا أنكر أن التيار الإسلامى بوجه أخص أساء تقديم نفسه بعدما حاز الأغلبية فى الانتخابات التشريعية. كما أنه تعرض لحملة تشويه عاتية أسهمت فيها وسائل الإعلام التى مازالت متأثرة بخطاب الفزاعة الذى اعتمده النظام السابق. لكننى أذكر أن الجميع حديثو عهد بالممارسة الديمقراطية، التى حرمنا منها النظام السابق. إلا أننى أرجو ألا نتعامل مع ذلك التيار باعتباره كتلة صماء واحدة، ولكنه يضم جماعات من البشر تتباين أفكارهم ومواقفهم. وشأنهم شأن أى جماعة بشرية، فيهم العقلاء المعتدلون، وفيهم المتطرفون والحمقى.

وليس صحيحا أن الصراع فى مصر بات محصورا بين الدولتين الدينية والمدنية. فهذا اختزال مخل، بل خبيث ومشكوك فى براءته. حتى أزعم بأن الترويح لهذه الصيغة هو من قبيل التدليس والغش، ليس فقط لأن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية المتعارف عليها فى التجربة الأوروبية، ولكن أيضا لأن النماذج التى تستدعى فى هذا الصدد بعضها له خصوصيته المذهبية (ولاية الفقية مثلا عند الشيعة الاثنى عشرية) أو أنها مرتبطة بحالة من التخلف يستحيل استنساخها فى الحالة المصرية (دولة طالبان فى أفغانستان مثلا). ثم لا ننسى أن ثمة توافقا بين الجميع فى مصر ــ إسلاميين وعلمانيين ــ على الإبقاء على المادة الثانية من الدستور التى تنص على اعتبار مبادئ الشريعة الإسلامية مرجعا للقوانين، ووثيقة الأزهر التى أيدها مختلف الأطراف لا تدع مجالا لاستمرار ذلك الصراع المفتعل، من حيث إنها صححت المعادلة وانحازت إلى الدولة الديمقراطية الحديثة التى تحفظ للدين مكانته وتديرها المؤسسات المدنية فى مختلف المجالات.

إضافة إلى ما سبق لا يغيب عن البال أن الفشل فى التوافق المرجو بين الطرفين الإسلامى والعلمانى يتحمل الطرفان المسئولية الأكبر عنه لا ريب. لكن النظام السابق الذى تحكم فى البيئة السياسية فى مصر طيلة الثلاثين سنة الأخيرة يتحمل بدوره جانبا من تلك المسئولية. لأن سوء إدارته للمجتمع وإصراره على تغييب المشاركة والثقافة الديمقراطية أسهما فى تشويه العلاقات بين القوى السياسية. ولم يكن سرا أن له مصلحة فى جعل العلاقات فيما بينها تقوم على التقاطع والتنابذ وليس التوافق.

إن التحدى الذى يواجهه الناخب اليوم يتمثل فى إدراكه لجوهر التناقض المطروح فى اللحظة الراهنة، المتمثل فى الاختيار بين استمرار الثورة وبين النكوص عنها وإجهاضها. وفى ضرورة التصويت للثورة وليس لأى طرف آخر منسوب إلى النظام الذى رفضته ودفعت لأجل ذلك ثمنا غاليا من دماء الشهداء وعيون الأحياء. ذلك أننا لا نريد فى نهاية المطاف أن يرأس مصر مبارك مستنسخ أو معدل. لا نريد بالضرورة أن يكون الرئىس واحدا «مننا» كما تقول دعاية صديقنا حمدين صباحى، لأن الأهم ألا يكون واحدا «منهما»!

نتائج و ابعاد الجولة الاولى من انتخابات الرئاسية المصرية قراءة في



نتائج و ابعاد الجولة الاولى من انتخابات الرئاسية المصرية
 قراءة في
هاهم اهل الكنانة يصعقو العالم بمفجأة الثانية في اقل من عامين. الاولى، بثورة مجيدة اشعلت امال الشعوب المضطهدة بالامل و الحرية و ذالك باسقاط راس الدولة المصرية انذاك، حسني مبارك. و اليوم و بانقلاب درامتكى يعطو فيه نفس الامل و لكن هذه المرّة "للمباركيين"، نسبة لمبارك، بالعودة لراس الهرم لحكم مصر و للابد. و لامبالغة في هذا القول.

انتفاضة اهل مصر الاولى كانت نتيجة الظلم و القهر و الفساد و الفشل الذي اصاب البلاد لعقود طويلة في ظل حكم مبارك. و رسالتهم الصاعقة هذا اليوم بتأييد احد ابرز وجوه الفساد لنفس النظام الذى انتفضو عليه سابقا يعود لشرزمة و ضعف الوعي و الصراع على السلطة الذي اصاب القوى الثورية التى عانت الويلات في سجون الحاكم السابق للبلاد و صبرت صبرا جليلا حتى اتت الثورة و اخرجتها من المعانات القاسية هذه. هذه الجماعات و الاحزاب و التيارات من مختلف قوى الثورة الاسلامية و القومية و الليبرالية توّحدت وقت الصراع و راحت تتصارع فيما بينها بعد وهم النصر الذى لم يتحقق بعد. فى خضم هذا الصراع العبثى، لم تنتبه قوى الثورة على الاثار المدمّرة التى تتركها هذه التصرفات الخاطئة على نفس المواطن المصري البسيط الذي يتطوق للاستقرار و الشعور بالامن و السلام. هذا بلاضافة الى استغلال قوى الثورة المضادة الاعلامي و تخويف الناس من المستقبل المجهول على يد قوى التغيير الجديدة و ان يكن لم تختبر بعد. و لكن ما رأه الشعب حتى الان من هذه الفئات ليس مشجعا على الاطلاق.
من نافل القول ان اسهل شىء الان هو تبادل الاتهامات فيما بين الناشطين الثوريين على الشبكة العنكوبية و صفحات التواصل الاجتماعي و على أسطر الجرائد على من هو المسؤول عن ما وصلت الامور اليه الى هذه الحد. و لعلّه الاسهل و الاسهل ان تلعن المؤامرة الدولية على مصر التى تدعم فلول نظام مبارك بتفشيل الثورة. او ان الحشد الطائفي كان له دور في صعود رمز النظام السابق. قد تكون بعض هذه الاسباب ليست خاطئة و لكن الحقيقة المرّة ان سبب الاساسي للنكسة تتحمله جميع قوى الثورة دون استشناء. كان واضحا ان هناك ضعف في ابجديات العمل السياسي لدي كثير من الثوار. و كان هناك نوع من الاطمئنان الخادع و الساذج و كأن انتصار الثورة قد تحقق بسقوط مبارك. و الحقيقة ان عملية التغيير كانت في بدايتها فقط و الطريق مازالت شاقة و طويلة جدا. فاخذت هذه القوى تتفرق عن بعضها البعض و وصلت عملية الاستقطاب الحزبي و الفئوي الى اقصاه و كأن البلاد تعيش في ازدهار ورخاء و ديمقراطية عريقة لسنوات طويلة. نست او تناست هذه الجماعات ان المطلوب هو الوحدة و العمل على التغيير الحقيقى و الجذري لكى تنتصر الثورة بحق.
بالرغم من دق جرس ناقوس الخطر هذا الذي شارك في تحريكه ملايين من الاصوات الداعمة لرمز نظام مبارك الا ان هذا لا يعني بشكل من الاشكال فشل الثورة او العودة الحتمية لنظام بائس فقد صلاحتيه المفترضة من زمن طويل. لا بل عكس، لعلّ الله تعالى اعطى شعب مصر الصادق و الطيّب فرصة لكي تستفيق قواه الثورية و توّحد رؤيتها من جديد حول مشروع وطني نهضوى و تنتخب رئيسا جديدا متوافق عليه من كل الفئات الشريفة التى تريد انتصار عملية التغيير بصدق. و تقوم هذه القوى بخطوات تطمئن الشعب المصرى بجدّيتها بالوحدة حول مشروع مشترك. و لعلّها فرصة نادرة ان يكون هناك مرشّح واحد لكل ابناء الثورة مقابل مرّشح يمثل رموز كل ما هو معادي لمطالب الشعب المصري الذي انتفض فى 25 كانون الثاني/ينيو2011.
اذا تكلمنا ببعض التوضيح و قمنا بتحليل موضعي فاننا نرى ان القيام بمبادرة و طنية من قبل حركة الاخوان المسلمين، و هذا مانتوقعه في الايام القليلة القادمة، باتجاه القوى الفاعلة الاخرى الممثلة بالدكتور ابو الفتوح و الصباحي و شباب الثورة و الحركة السلفية و اخرين من القوى المدنية الشريفة تدعو فيه للمشاركة الفعلية في حكم البلاد في المرحلة القادمة سوف يؤدي الى حشد كبير حول مرشح الثورة الوحيد، د.محمد مرسى، المتبقي الى الجولة الثانية من انتخابات الاعادة للرئاسة المصرية. للدكتور مرسي مشروع نهضوي جيّد تستطيع قوى الثورة المساهمة فيه و العمل المشترك لانجاحه. يبقى التحدّي الاكبر باقناع الملايين من الشعب المصري التى لم تشارك في العملية الانتخابية في المرحلة الاولى بالتصويت لمرشح الثورة التوافقى هذه المرّة و ذلك في مرحلة الاعادة. 
انتصار الكامل لثورة مصر الاثر الجلل على الامة جمعاء و فشلها،لا سمح الله، سوف يؤدي باحباط قاسي و مدمّر يصيب جسدها بانكسار لعهود طويلة. نحن بانتظار و على موعد قريب بمفجأة الثالثة من قبل شعب مصر العظيم و هذه المرّة بانتصار قوى الثورة الموّحدة و انهزام كامل لمشروع الثورة المضادة و فشل عودة رؤوس نظام مبارك الى سدّة الحكم. و ليس هذا على اهل مصر بعزيز.
سامر مجذوب

نتائج الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية المصرية "كابوس" للجولة الثانية!


تعليق بصراحة وعلماشي: ما تزال الأمور غير مستتبة، لكن في نهاية المطاف لن يصح إلاَّ الصحيح، وهذا يتوقف على الشعب المصري ونظرته المستقبلية للقطر المصري، خاصة وأنَّه ينادي بالحريَّة والعدالة الاجتماعيَّة وحقوق الإنسان، وتحديد وضعه مع العدو المحتل...! SAYEGH, NICOLA

لندن – القدس: ترى صحيفة "ذي غارديان" البريطانية في تحقيق بعث به مراسلها إيان بلاك من القاهرة عما برز حتى الآن من نتائج لانتخابات الرئاسة المصرية التي جرت يومي الأربعاء والخميس الماضيين أن تلك النتائج التي تعني جولة انتخابية ثانية بين المرشح الإسلامي عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي والمرشح المستقل أحمد شفيق الذي ينظر إليه على أنه من "فلول" نظام مبارك تعتبر "كابوسًا" في نظر مصريين كثيرين. وهنا نص التحقيق:
"
يبدو أن أسابيع من التوتر والقلق تنتظر مصر بعد أول جولة انتخابية رئاسية أفرزت تنافسا بين مرشح تدعمه جماعة الإخوان المسلمين بما لها من قوة من جهة، ولواء سابق ينظر إليه على أنه من فلول نظام حسني مبارك المخلوع من جهة أخرى.
وهذا يعني، في إطار وصفه الكثيرون بأنه "سيناريو مرعب" لجولة أخرى يسودها الاستقطاب وربما تتسم بالعنف، بعد حصول محمد مرسي من حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين على حوالي 26 في المائة من الأصوات، بينما حصل أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك الذي حل ثانيا على حوالي 23 في المائة بعد فرز 90 في المائة من مجموع أصوات الناخبين.
أما عمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية، الذي حاول أن يجذب إليه ساحة الوسط، فقد خرج من السباق. وحتى مساء أمس الجمعة لم يكن هناك إلا فرصة ضئيلة لأن تتغير الصورة النهائية عندما تعلن نتائج أصوات القاهرة والجيزة.
وحسب ما أوردته التقارير فإن الإقبال وصل إلى حوالي 40 في المائة من الناخبين الذين يبلغ عددهم إلى 51 مليونا. أما النتائج الرسمية فإنها لم تعلن بعد، وإن كانت استطلاعات الخروج مع المعلومات التي تجمعت وما أعلن عنه المرشحون، تؤكد في ما يبدو إجراء جولة أخرى دراماتيكية يعتبر كثير من أنصار الثورة أنها ستؤدي إلى نتائج كارثية. وقال جورج إسحق، أحد مؤسسي حزب "كفاية" بنبرة أسى "يشعر المرء كأن الثورة لم تكن".ويضيف "أن الإخوان مستبدون ومتعصبون، بينما شفيق يحظى بتأييد مبارك. إنها نتيجة سيئة. والثورة ليست جزءا من هذا المفهوم".
ويتكهن محللون بسباق مكشوف عل مدى الأسابيع الثلاثة المقبلة يعمد خلالها الإخوان إلى تجنيد آلياتهم الجاهزة لضمان فوز مرسي، بينما يحتمل أن يقوم الجيش والشرطة بدعم شفيق، رغم حيادهما الرسمي. وقد سارع الإخوان أمس الجمعة إلى شن هجوم على شفيق باعتباره من "فلول" النظام السابق "يتسلق نحو السلطة على جثث شهداء الثورة".غير أن شفيق قال لأنصاره إن "العدل هو حكم القانون بالنسبة إلى الشعب المصري الكريم".
وقال هشام قاسم، وهو ناشر من أنصار موسى "إنها لكارثة. فشفيق سيحاول إعادة الحياة إلى نظام مبارك. كما أن ثقتي بالإخوان أدنى من الصفر".
بينما قال ليبراليون آخرون بسخرية قاتمة: "كل ما يحتاج إليه الوضع الآن هو إطلاق سراح مبارك وتعيينه نائبا للرئيس" حسب ما نشره احدهم على "تويتر". وقال آخر "هذه ليست الجمهورية الثانية. ولكنها تشويه ولد ميت".
وأجرت زنوبيا، وهي من المدونات البارزات، مقارنة بين نتائج الهزيمة المذلة لمصر والدول العربية، وبين إسرائيل في حرب العام 1967. وفي جو يتسم بالاحتقان، فإن هناك فرصة لنشوب اضطرابات خطيرة إذا حصل مبارك، كما يتكهن البعض، على البراءة من تهمة الفساد والقتل غير الشرعي الشهر القادم.
على أن التقديرات منقسمة على النتائج النهائية المحتملة في انتخابات الجولة الثانية يومي 16 و 17 حزيران (يونيو). فأقباط مصر المسيحيون سيؤيدون شفيق بسبب كراهيتهم الداخلية للإسلاميين. وسيفعل أنصار موسى الشيء ذاته. وقد يحصل مرسي على أصوات بعض الذين ساندوا حمدين صباحي، المرشح الناصري المستقل. ولكن ليس كلها. وتساءل أحد التقدميين الذي رفض أن يساند شفيق مهما كان الثمن "كم من الماء نحتاج إليه لغسل صوت يؤيد الإخوان؟".
وقد دعا هاني شكر الله الصحافي المخضرم في "الأهرام" إلى الوحدة. وكتب يقول: "بدلا من مناقشة احتمالات تأييد مرشح كريه أو غيره من المرشحين. دعونا نبدأ مهمة تنظيم بيت الثورة". فمرسي سيحصل أيضا على تأييد كثير من الذين صوتوا لصالح عبد المنعم أبو الفتوح، وهو المستقل الذي تخلى عن عضوية الإخوان الإسلامي، والذي جاء في استطلاعات الرأي الأخيرة متقدما أمام المتسابقين إلى جانب عمرو موسى. إلا أن هناك احتمالا كذلك بالتغيب على نطاق واسع.
وقال قاسم: "إذا وضعنا الأعداد مع بعضها فإننا نجد أن شفيق سيفوز". غير أن مراقبين آخرين حذروا من أن من الخطأ دوما التقليل من أهمية الإخوان مثلما فعل البعض بعد ما بدا من الدلائل في الأسابيع الأخيرة بأن نجم مرسي أخذ في الأفول
ويسيطر الإخوان بالفعل على مجلس الشعب المصري، حيث تصرف نوابه بطريقة سيئة. كما أنه يتهم بمحاولة ملء مقاعد الهيئة الموكل إليها إعداد الدستور والتراجع عن تعهدها بعدم التنافس على منصب الرئيس.وتعهد مرسي بتحقيق "نهضة" تنهي فساد عهد مبارك وبتحسين البنية التحتية المتهالكة في البلاد، إضافة إلى تطبيق درجة أوسع من الحكم بمقتضى الشريعة الإسلامية. وتشعر أقدم حركة إسلامية في العالم، بعد عقود عانت فيها من الكبت ولعبة القط والفار مع الحكومة المصرية، أن وقتها قد حان.
وقال عصام العريان من الإخوان: "أعتقد إننا على شفا عهد جديد. نحن نؤمن بالله، ونؤمن بالشعب، ونؤمن بحزبنا". ونجاحهم جزء من اتجاه إقليمي شهد انتعاش الأحزاب الإسلامية فيما أخذت أنظمة استبدادية في تونس وليبيا وأيضا في مصر تسقط في الربيع العربي.
أما إسرائيل فإنها تخشى أن يهدد الحكم الإسلامي في مصر اتفاقية السلام المبرمة في العام 1979، التي تعتبر محور السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. ويدعو مرسي إلى "إعادة النظر" فيها وليس شطبها. وتعهد شفيق بالإبقاء عليها. وعكس الأداء القوي لشفيق مشاعر قلق على نطاق واسع في ما يتعلق بالجريمة وعدم الاستقرار والحنين إلى الاستقرار وتحسين الاقتصاد والخدمات الاجتماعية.
وقال أحد النواب الليبراليين السابقين إن "الاستقطاب صفة رئيسية للمجتمع المصري. فقد حصل شفيق على أصوات أفضل مما حصل عليه موسى لأن مساره ركز على الأمن في حين تحدث موسى عن تطوير الاقتصاد. لأن الموضوع السابق هو القانون والنظام".