Monday, January 30, 2012

العسكر في الميزان – فهمي هويدي


29 يناير 2012


 تلقيت عدة تعليقات على ما كتبته أمس في هذا المكان حول رسائل الغضبة الثانية. التي تم استخلاصها في  المظاهرات الحاشدة التي خرجت إلى ميادين مصر وشوارعها الرئيسية في مناسبة مرور سنة على ثورة 25 يناير،



 لا جديد في التعليقات التي أيدت ما ذهبت إليه، باستثناء الأصداء التي زايدت على ما قلت، ودعت إلى موقف أكثر خشونة إزاء المجلس العسكري.

إذ دعا أصحاب هذه الآراء إلى ضرورة تخليهم عن السلطة فورا وإلى مساءلة ومحاسبة أعضائه عن الجرائم التي وقعت بحق المتظاهرين. وأدت إلى قتل بعضهم وإصابة المئات بإصابات بالغة وعاهات مستديمة.



قدرت بعض هذه الآراء ولم أقتنع بالبعض الآخر. إذ لم أفهم لمن تسلم السلطة في حين أننا قطعنا نصف الطريق تقريبا لبلوغ ذلك الهدف. كذلك لم أفهم كيف يمكن أن نحاسب أعضاء المجلس العسكري دون أن نتقصى حقائق ما جرى ونحدد المسئولين عنه.


ما آثار انتباهي هو التعليقات التي تحفظت على ما قلت، خصوصا أنني سمعتها وتلقيت بعضها من شخصيات مرموقة، لها مواقفها النزيهة والمقدرة في مجال العمل العام.


انصبت تلك التحفظات على نقطتين جوهريتين، قيل لي إن من المهم الانتباه إليها لإنصاف المجلس العسكري وتقييم موقفه بما يستحقه من موضوعية وتجرد، النقطتان هما:


إن المجلس لم يقم بانقلاب. بالتالي فإنه لم يسع إلى تولي السلطة في البلاد ولكنه تدخل لصالح الثورة في لحظة فارقة، لتجنيب مصر أحد احتمالينالفوضى العارمة، أو مذبحة تغرق البلاد في بحر من الدم،

ذلك أنه إذا سقط النظام في حين وقف الجيش محايدا وبعيدا، فإنه في غيبة تنظيم قائد أو رأس للثائرين، فإن مصر كان يمكن أن تتعرض لحالة من الفوضى تسقط فيها الدولة كلها وليس النظام وحده،



أما إذا لم يسقط النظام وأصر المتظاهرون على تحدِّيه، ومن ثم مواصلة الزحف إلى القصر الجمهوري لاقتحامه واحتلاله، فإنهم كانوا سيتعرضون في هذه الحالة إلى نيران الحرس الجمهوري المدجج بأحدث الأسلحة، الأمر الذي كان من شأنه أن يضاعف في أعداد القتلى عدة مرات، والله يعلم ما الذي كان يمكن أن يحدث بعد ذلك.


إزاء ذلك ــ يضيف أصحاب هذه الرأي ــ فإن مسئولية تولي السلطة وإدارة البلد ألقيت على المجلس العسكري، وفرضت عليه في حين أنه لم يسع إليها.


حين حدث ذلك، فإن القادة العسكريين تعاملوا مع الحدث كمهنيين لا كسياسيين، خصوصا أنهم جميعا ليست لهم أية خلفية سياسية، ناهيك عن أن ذلك كان محظورا طوال عهد الرئيس السابق على كل العسكريين، وفي القوات المسلحة بوجه أخص فإن أي ضابط تظهر عليه أية ميول سياسيه كان يحال إلى التقاعد على الفور،



ولم يكن يسمح للضابط بأن يتقلد المراتب العليا، ويتجاوز رتبة عقيد أو عميد إلا إذا كانت التقارير تجمع على أنه ليس له أية ميول سياسية، وأنه لا يعرف في الدنيا غير وظيفته وولائه للنظام القائم، وهو درس تعلمه الجميع بحيث إن أي ضابط له وجهة نظر في أي قضية عامة كان يكتمها ويخفيها عن أقرب المقربين إليه.



آية ذلك مثلا أننا عرفنا بعد الثورة أن كبار الضباط كانوا ضد توريث السلطة وكانت لهم تحفظاتهم على عدة سياسات (منها بيع القطاع العام مثلالكننا لم نسمع أن أحدا جهر برأيه حتى في محيطه الخاص، وإنما أخفى الجميع مشاعرهم تلك طول الوقت.


أصحاب هذا الرأي يقولون إن تصرف الضباط كمهنيين أوقعهم في الأخطاء التي حسبت عليهم، سواء ممارسة العنف ضد المتظاهرين أو رفض الاعتذار أو نقد الذات. إلى غير ذلك من الأساليب التي يستطيع السياسي من خلالها أن يصوب أخطاءه ويحتفظ برصيده لدى الناس. ولأن الآلة الإعلامية لا ترحم ــ هكذا قالوا ــ فإنه تم اصطياد الأخطاء والتهويل من شأنها جراء إسقاط الخلفية التي دفعت العسكر إلى ذلك السلوك. وذهب البعض في نهاية المطاف إلى تصنيف المجلس العسكرى ضمن الثورة المضادة والادعاء بأنهم جزء من النظام السابق وبعض أدواته.


لقد قلت من قبل إن المشهد المصري بعد سنة من الثورة يمكن أن يقرأ من أكثر من زاوية، وأن كأس الثورة بعضه فارغ ونصفه ملآن، بحيث يتعذر إجراء أي تغيير موضوعي إلا برؤية الكأس بشقيه.



وليس من مصلحة أحد أن يرى جانبا دون آخر، ولعل ما ذكرت يسهم في توفير فرصة أفضل لإجراء ذلك التقييم الموضوعي والمنصف.


في حضرة مجلس الشعب – فهمي هويدي


31 يناير 2012


من عجيب ما حلَّ بأرض مصر بعد هبَّة يناير الكبرى، ما شاع من أن الانتخابات ستجرى فيها بغير تلاعب أو تزوير.

وحين اختبرت المقولة فيما خص مجلس الشعب، فوجئ خلق كثير بأن الادعاء صحيح، اذ على غير المألوف منذ نصف قرن ونيف، فإن المجلس المذكور جاء حقاً ممثلاً للشعب، وهو ما تناقلته الألسن بين مصدّق ومكذّب.

(1)

رويت قبل عامين قصة حوار جرى بين بعض نواب البرلمان التركي كانوا قد زاروا القاهرة، والتقوا نظراء لهم من أعضاء مجلس الشعب المصري، وكان بين الأخيرين واحد من المعارضين تطرق أثناء الحوار الى الجهود التي تبذلها الحكومة لتزوير الانتخابات لإسقاط اناس بذواتهم وإنجاح آخرين.



حينذاك لم يستوعب النواب الأتراك القصة، وطلبوا من محدثهم المصري أن يشرح لهم حكاية التزوير هذه، وكيف تتم عملية التلاعب في الأصوات، واستغرق الأمر بعض الوقت لإقناع الأتراك بما استغربوا له من أن الحكومة والأجهزة الأمنية هي من يقرر الناجحين والراسبين في الانتخابات، وان تشكيل البرلمان يحدده القرار السياسي وليس أصوات الناخبين.


بسبب من ذلك فإن الحرية والنزاهة التي جرت بهما الانتخابات تجعلان منها حدثاً كبيراً ونقلة مهمة في التاريخ المصري الحديث،

اذ الى جانب كونه يعد أول مؤسسة مدنية ينتجها الشعب بعد الثورة، ومن ثم أول تجسيد للنظام الديموقراطي المنشود وأهم خطوة اتخذت لتسليم السلطة من المجلس العسكري الى الحكم المدني، فإن الحدث له سمات أخرى لها دلالتها هي:


ان المجلس كله تقريباً خرج من عباءة المعارضة. لا يغير من ذلك ما قيل من أن بضعة عشر شخصاً من فلول النظام السابق انتخبوا فيه، اذ لا قيمة لهذا العدد وسط نحو 500 نائب بالبرلمان، جميعهم من مجموعات سياسية معارضة.


انها المرة الأولى في التاريخ المصري المعاصر التي يجد فيها الإسلاميون باختلاف مدارسهم أنفسهم يعملون جنباً الى جنب في مؤسسة واحدة وتحت سقف واحد مع الليبراليين والعلمانيين باختلاف أطيافهم،

ومطلوب من الطرفين ان يشتركا معاً في حمل مسؤولية الرقابة والتشريع وانتخاب لجنة وضع الدستور،

والتحدي الذي يواجهه هؤلاء وهؤلاء هو كيف يمكن أن يكتشف كل طرف الآخر، وكيف يتغلبون على سوء الظن المتبادل بينهما، ويبحثان عن مشترك يمكنهما من النهوض بالمسؤولية التي اشتركا في حملها.


انها المرة الأولى في التاريخ المصري المعاصر أيضاً التي يحصد فيها الإسلاميون أغلبية تجاوزت %70 من عضوية المجلس النيابي، الأمر الذي يعد اختباراً لمقولاتهم ومشروعهم،

كما يمثل امتحاناً لقدرتهم على فهم الواقع، والتجاوب معه والاستجابة لمتطلباته، وكذلك قدرتهم على التفاعل مع القوى الوطنية الأخرى.

ونتيجة هذا الاختيار هي التي ستحدد ما اذا كانوا يشكلون اضافة حقيقية الى المجتمع أم أنهم عبء عليه.

وهل هم أمل يمكن المراهنة عليه أم همٌّ يتعين الخلاص منه.

(2)

لا مجال للحديث عن أداء المجلس، فنحن مازلنا بإزاء لحظات تحرير شهادة الميلاد بعد الاتفاق على اسم المولود والتعرف على جنسه.

وغاية ما نستطيعه الآن أن نتفرس في وجهه ونحاول ان نرصد ملامحه.



 أعني أننا لم نمد بصرنا الى أبعد من تركيب المجلس وتشكيل مجموعات عمله وما تناهى الينا من حوار بهذا الخصوص بين التيارات المختلفة. في هذا الصدد نلاحظ ما يلي:


ان 15 حزباً جرى تمثيلها في مجلس الشعب، 13 منها تأسست أو أجيزت بعد الثورة، وحزبان فقط ينتميان الى مرحلة ما قبل 25 يناير، أحدهما حزب الوفد الذي فاز بـ38 مقعداً وهي نسبة لا تتناسب مع تاريخه، وحزب التجمع الذي حصل على ثلاثة مقاعد فقط، على الرغم من مضى 35 سنة على تأسيسه.


ان تحالف الكتلة المصرية الذي ضم أحزاب المصريين الأحرار والديموقراطي الاجتماعي والتجمع حصل على مليونين و400 ألف صوت، واذا صح أن الأقباط بتشجيع من الكنيسة صوتوا لصالح الكتلة ولحزب المصرين الأحرار تحديداً، فإن حصولها على تلك النسبة المتواضعة من الأصوات يثير أكثر من تساؤل حول حجم الصوت القبطي ومن ثم حول العدد الحقيقي للأقباط في مصر، اذ المتواتر ان ما بين مليون ومليون ونصف المليون منهم صوتوا للحزب، وهو ما يشكك كثيراً في المبالغات المتداولة عن أعداد الأقباط، ويرجح كفة تقدير أعدادهم بما لا يجاوز ستة ملايين شخص.


ان الهوية الإسلامية صوت لصالحها أكثر من 18 مليون شخص باتوا يمثلون أكثر من %70 من أعضاء مجلس الشعب، على الرغم من أن المنتمين الى الأحزاب التي عبرت عن تلك الهوية كانوا الأكثر تعرضاً للاضطهاد والقمع في ظل النظام السابق.


ان الأحزاب المعبرة عن الهوية الإسلامية ليست بالتماسك الذي يبدو لأول وهلة، ولئن كانت قوية شكلاً إلا أننا لا نستطيع القول إنها قوة تصويتية واحدة.



فالإخوان حريصون على ان يحتفظوا بمسافة إزاء السلفيين، من ناحية لكي لا يحملوا بمواقف الآخرين التي لا يوافقون عليها، ومن ناحية ثانية لتجنب احتمال تقسيم البرلمان بين قوى دينية وأخرى مدنية.



والسلفيون أنفسهم ليسوا فكراً واحداً، اذ بينهم اتجاه يؤيد المشاركة الديموقراطية ومستعد للتفاعل مع أغلب قيمها، وبينهم اتجاه آخر لايزال يرفض الديموقراطية ويرى فيها ضلالاً ومدخلاً الى الكفر.



وحزب البناء والتنمية الذي أسسه أعضاء الجماعة الاسلامية وحصل على 15 مقعداً يرى أنه وسط بين الإخوان والسلفيين يسعى لفض الاشتباك بينهما،



أما حزب الوسط فهو حريص على أن يحتفظ بمسافة مع الإخوان، ويبدو مشتبكاً معهم في بعض الأحيان، ويحاول ان يصطف أكثر الى جانب الأحزاب الليبرالية.


من الملاحظات الجديرة بالانتباه في هذا السياق ان الإخوان موجودون في العمل السياسي منذ عدة عقود،

وان الجماعة الاسلامية التي انتهجت سبل العنف في المرحلة الساداتية وشاركت في اغتياله مارست نقداً ذاتياً لأفكارها في سلسلة كتب «المراجعات»، ثم انتقلت بعد ذلك الى العمل السياسي والسلمي من خلال حزب البناء والتنمية.



 أما السلفيون الذين كان موقفهم التقليدي ناقداً للديموقراطية ورافضاً لها، فانهم تحولوا فجأة الى العمل السياسي والى المشاركة الديموقراطية دون ان يراجعوا موقفهم الأصلي، فيما هو معلن على الأقل.

(3)

في ظل هذه الملابسات المعقدة بدا مصطلح «التوافق» وكأنه المفتاح السري الكفيل بتسيير دفة مجلس الشعب وتوفير فرص النجاح له في أدائه لمهمته.



ورغم أن ذلك مدخل صحيح إلا أنه يحتاج الى ضبط، ذلك أنه قد يبدو معطلاً ومتعذراً اذا كان يعني اشتراط اجماع كل الأحزاب الخمسة عشر الممثلة في المجلس، وقد يكون مدخلاً تلجأ اليه الأحزاب الصغيرة التي لا يتجاوز ممثلوها أصابع اليد الواحدة، لابتزاز القوى الممثلة لأغلبية الشعب واستخدام «الفيتو» ضدها.



وقد يكون مقبولاً ومفهوماً أيضاً اذا كان يعني استمرار التفاهم بين القوى الرئيسية «الحرية والعدالة والنور والوفد والكتلة مثلاً». وقد لا يكون هناك مفر من اللجوء الى التصويت العام في بعض الحالات لحسم الاختلاف في الرؤى والاجتهادات.


في رأي الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام أنه على الرغم من أهمية التوافق فإن التقسيمات النمطية التقليدية لن يكون لها حظ كبير في مجال عمل المجلس، ففكرة التحالفات لن تكون قائمة بالضرورة، ولا قسمة اليمين واليسار ولا الاصطفاف في معسكرين ديني ومدني.

إنما ستتغير المواقف بتغير الموضوع المثار، اذ قد يتفق البعض حول موضوع ثم يختلفون في موضوع اخر، وبشكل عام فإن فرصة التوافق حول ما هو سياسي واقتصادي أو معيشي قد تكون أفضل كثيراً من الاتفاق حول ما هو ثقافي مثلاً،

علماً بأن أحداً لا يستطيع ان يتكهن بحجم الخلافات التي يمكن ان تنشأ بين الفرقاء في مرحلة انتخاب لجنة الدستور أو أثناء إعداد الدستور.


لا مفر مع ذلك من الاعتراف بأن حداثة تجربة اشتراك الجميع في مجلس الشعب، ومن ثم «اضطرارهم» للعمل معا لم تخل من تأثر بالرواسب القديمة والحساسيات بين القوى السياسية المختلفة.



وقد ظهر ذلك أثناء تشكيل لجان المجلس، حيث اعتذر بعض ذوي الخبرة من الأحزاب الأخرى عن رئاسة بعض اللجان لعدم رغبتهم في التعاون مع الإخوان، على الرغم من ان منهم من تولى بعض مواقع المسؤولية في ظل النظام السابق، وتذرع آخرون بحجة التوافق لفرض شروطهم على الأغلبية.

(4)

في هذه الأجواء التي أنعشت أملنا في التقدم على طريق تأسيس النظام الديموقراطي الجديد، واستبشرنا خيراً بإجراء الانتخابات بحرية ونزاهة، فإننا لم نعدم أصواتاً امتعضت لما أسفرت عنه النتائج التي أظهرت فوز الأحزاب الاسلامية بنسبة عالية من الأصوات.



نعم عبر بعض ذوي النوايا الطيبة عن أملهم في ان تطور تلك الأحزاب من أفكارها ومواقفها بحيث تنجح مع الجماعة الوطنية في تضميد جراح الوطن والأخذ بيده لتجاوز أزمته، إلا أن الممتعضين ما برحوا يعبرون عن حزنهم وتشاؤمهم،

فقرأنا تشكيكاً في قدرة الفائزين على الإنجاز، وتخويفاً من احتمالات التضييق على الحريات العامة والخاصة. كما قرأنا غمزاً في دور الدين الذي استخدم لجذب الأصوات.



قرأنا أيضاً غمزاً من نوع آخر في وعي الناس وانتشار الأمية بينهم وردوا ذلك في انحيازهم الى الأحزاب الإسلامية.. إلخ.


كل هذه الانتقادات على قسوة بعضها مفهومة وليست مفاجئة، اذ يحفل بها الإعلام المصري منذ عقود، لكن ما كان جديداً وصادماً حقاً هو ما قرأناه في جريدة «الأهرام» «صباح يوم الثلاثاء الماضي 1/24»، للدكتور مراد وهبة.



ذلك أنه استحضر تاريخ الحزب النازي وما فعله باليهود في ثلاثينيات القرن الماضي، وخلص منه الى أن المشكلة لم تكن في هتلر وحملة الابادة «الهولوكوست» التي حدثت أثناء حكمه لألمانيا، ولكنها كانت أيضاً في الشعب الألماني ذاته الذي شاعت في أوساطه معاداة السامية، وظل مهجوساً بأن الشعب الآري هو الذي سيقود العالم ويصبح معلم البشرية.



 الى هنا والكلام عادي ويمكن اعتباره بمثابة قراءة يمكن الاتفاق أو الاختلاف معها، لكن الدكتور وهبة وظف هذه الخلفية للانقضاض على الإخوان والمطابقة بين كلام مرشدها الدكتور محمد بديع وبين الفلسفة الملهمة لهتلر والحزب النازي.



ولو أنه أراد هجاء الإخوان فقط لهان الأمر نسبيا، ولأصبح الرد على الكلام حقاً لهم. لكن المشكلة أنه حين اتهم الشعب الألماني بالنازية، فانه أسقط نفس المعيار على الشعب المصري، الأمر الذي فهم منه غمزاً في عقيدة الشعب المصري التي دفعته الى التصويت للاخوان والسلفيين، خصوصاً أنه تساءل عن التماثل بين الحزب النازي والإخوان.



وحين فعل ذلك فإن هجاءه للإخوان الذي هو حر فيه تحول الى ذم ليس فقط للشعب المصري ولكن الى تجريح لعقيدته.



سواء قصد الرجل ذلك أم لم يقصد، فإن كلامه أثار التباساً واستياء حدثني عنه كثيرون، وكان له أثره الغاضب في مقالة كتبها زميلنا الأستاذ أسامة غيث في جريدة «الأهرام» ذاتها عدد «1/28». 

إنه أمر محزن حقاً ان يحلم الجميع بتوافق واحتشاد لتحقيق الأمل في المستقبل، ثم يفاجئنا أحد الحانقين «بكرسي في الكلوب» يريد به أن يطفئ البهجة ويشيع الظلام في السرادق المنصوب.


Friday, January 27, 2012

الخارجية أضاءت مبناها بكلمات "ثورة مصر" و ليس "يسقط حكم العسكر"

 


أكاذيب الإعلام والتضليل


Wed, 25-01-2012


نفى مصدر دبلوماسي أن تكون الصورة التي تم نشرها على الفيسبوك وتويتر والتي تظهر مبنى وزارة الخارجية مضيئا بكلمات "يسقط حكم العسكر" صحيحة مؤكدا أنها صورة تم اصطناعها بالفوتوشوب ومشيرا اإلى أن إضاءة الخارجية تم إعدادها على مدى عدة أيام لتظهر كلمات "ثورة مصر" على المبنى بحيث يتم إغلاق الإضاءة في بعض الغرف وإنارة غرف أخرى.

و أضاف أن مسالة الإضاءة استغرق إعدادها أيام وأشرف عليها الإدارة الهندسية لتظهر ثورة مصر وأنه من المستحيل أن يكون قد تم كتابة يسقط حكم العسكر على المبنى المكون من 34 دورا و مؤكدا مرة أخرى أن الصورة المنشورة غير صحيحة وتم صناعتها ولم تحدث والمعروف أن العديد من الدبلوماسيين قد أيدوا الثورة كما أرسلوا من قبل عدة مطالب لوقف العنف كما أصدر محمد كامل عمرو وزير الخارجية قرارا بأن تقيم السفارات المصرية بالخارج و هم حوالي 150 سفارة احتفالات رسمية بثورة 25 يناير وكان المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية قد صرح بأن" فكرة إضاءة مبنى الوزارة بكلمة " ثورة يناير" جاءت بمبادرة من شباب الدبلوماسيين بوزارة الخارجية، ووافق عليها وزير الخارجية وأيدها وأصدر أوامره للإدارة الهندسية بالوزارة لتنفيذها وذلك بهدف تسجيل ذكره الثورة.

وأوضح رشدي أن ثورة 23 يوليو حررت مصر من الاستعمار، وحرب 6 أكتوبر سيناء من الاحتلال، وثورة 25 يناير فحررت الروح المصرية من الظلم والطغيان، مشيرا إلى أن 25 يناير هي اللحظة التي تحركت فيها الروح المصرية وانتفضت ضد الظلم والطغيان .

ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الي أن كثير من الدبلوماسيين في الوزارة شاركوا في 25 يناير،منوها الى ان إضاءة مبني الوزارة بـ " ثورة يناير " رسالة يوجهها الدبلوماسيون للشعب المصري بأنهم جزء لا يتجزأ من الثورة .


Tuesday, January 24, 2012

بيان مجلس الشعب فى الذكرى الأولى للثورة

        
من مجلس الشعب إلى جماهير شعب مصر فى ذكرى انطلاق الثورة المصرية المجيدة..

يعلن مجلس الشعب الذى تشكل وفق إرادة حرة للشعب المصرى فى الذكرى الأولى لانطلاق الثورة المصرية المجيدة، كأول لبنات البناء بعد نجاح الثورة فى إسقاط النظام الفاسد، أنه قد تسلم منذ يومه الأول السلطة التشريعية والرقابية كاملة؛ ليستكمل من خلالها مسيرة الثورة، ويحقق كامل أهدافها، وأن برلمان الثورة لن يقف أبداً بالشعب المصرى العظيم الذى أولاه ثقته وحمله المسئولية فى منتصف الطريق، إنما سيمضى قدماً حتى يحقق انتقالاً كاملاً للسلطة من المجلس العسكرى إلى سلطة مدنية منتخبة.. برلماناً وحكومة ورئيساً، بصلاحيات كاملة، ويحقق للشعب الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية التى نادى بها فى ثورته.

ويؤكد نواب الشعب اعتزازهم بشهداء وضحايا ومصابى الثورة أصحاب الفضل على الوطن كله، كما يؤكد نواب الشعب أنهم يضعون فى مقدمة أولوياتهم الحقوق الكاملة لأسر الشهداء والمصابين، بدءاً بمحاكمات ناجزة وعادلة تقتص لدماء الشهداء، وتحدد كافة الأطراف المتورطة فى جرائم القتل والعدوان.

ومن أجل هذا كان أول قرار يتخذه مجلس الشعب هو تشكيل لجنة برلمانية لتقصى الحقائق فى الأحداث التى وقعت منذ انطلاق الثورة، لكى تُعلَن الحقائقُ كاملة على الشعب المصرى، ويتخذ المجلس بشأنها قرارات حاسمة تلتزم الحكومة بتنفيذها.. هذا عهد قطعه نواب الشعب على أنفسهم، وهم يقسمون بالله العظيم أن يرعوا مصالح الشعب.

حرر البيان مساء أمس الثلاثاء، حيث وقع عليه الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب.




سنحتفل ونواصل


محمد سيف الدولة
هل هناك ما يدعونا الى الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للثورة ؟
طبعا هناك الكثير ، خذ عندك :
·       إسقاط مبارك والقبض عليه هو وأنجاله و حاشيته .
·       والقضاء على مشروع التوريث و التأبيد والتجديد
·        والقضاء نهائيا على هذا الجزء فى النظام الذى كان يجعل من رئيس الجمهورية كشيخ القبيلة يملك مقدراتها و مصائرها فى يده وحده ، وبمقدوره ان يبيعها فى أسواق الثلاثاء الأمريكية والاسرائيلية بدون أى مساءلة أو تعقيب .
·       ونجاحنا بدلا من ذلك فى الاختيار بين عدة مرشحين رئاسيين فى انتخابات حرة .
***
·       و اسقاط الحزب الوطني
·       والقضاء تماما على هذا الجزء فى النظام الذى كان يعطى السلطة والسيادة  لحزب واحد ووحيد موال لرئيس الجمهورية وليس لمصر ، تسانده كل أجهزة الدولة .
·       يحصد على الدوام أغلبية مقاعد المجالس التشريعية والمحلية بالتزوير ، وينفرد باصدار كل التشريعات والقوانين لصالح مبارك ونظامه .
·       ونجاحنا بدلا من ذلك فى تأسيس أحزاب متعددة تتنافس فى انتخابات نزيهة تحت إشراف قضائي كامل لأول مرة .
***
·       سقوط الخوف تماما من نفوس المصريين
·        والقضاء على جبروت أجهزة صناعة الخوف مثل جهاز أمن الدولة .
·       وانتزاع كثير من الحقوق مثل حق العمل السياسي وحق الاجتماع و التنظيم و التظاهر والإضراب والاعتصام
·       و حق تأسيس النقابات المستقلة وانتخاب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات
·       وعودة حق العمل السياسي الطلابى الى الجامعات
·        وحدوث نقلة نوعية كبيرة فى وعى الشعب المصري وشبابه .
·       تصاعد الشعور الشعبي بالعزة والكرامة الوطنية فى مواجهة أمريكا وإسرائيل ، كما ظهر فى مظاهرات السفارة الصهيونية
·       تحجيم مؤقت لنشاط النهب المنظم لثروات مصر من قبل رجال أعمال النظام بسبب خوفهم الحالى والمؤقت من الملاحقة الجنائية ، بعد انكشاف جرائمهم للرأى العام .
***
كل هذه النجاحات التى حققتها الثورة فى عامها الأول رغم كل التحديات والعقبات والمخاطر...
حققتها بدماء ونضال وأيادي الشهداء والمصابين والثوار ، يتوجب علينا أن نفخر بها و نثمنها ونهنئ أنفسنا عليها .
 فإن فى إنكارها أو تجاهلها ظلم بين لنا وطعن فينا وليس فى غيرنا
 بالإضافة الى انها تحمل رسالة تثبيط خاطئة و خطيرة : رسالة تقول أنه رغم كل هذه الجهود والتضحيات ، فان النتيجة صفر و لم يتغير شىء !
****
ولكن فى المقابل هل هذا يعنى ان الثورة قد استكملت انجاز أهدافها ؟
بالطبع لا وخذ عندك :
·       لا تزال الأعمدة الرئيسية لنظام مبارك قائمة وهى :
(1)التبعية للامريكان
(2)والخوف من اسرائيل
(3)واستمرار الالتزام بما يسمى بالاقتصاد الحر برعاية صندوق النقد الدولى ومجموعة الدائنين فى نادى باريس وحلفائهم من رجال الاعمال المصرين ، وما يترتب علي ذلك من استمرار تردى الظروف المعيشية والاقتصادية للغالبية العظمى من الشعب .
·       ظهور بعض المؤشرات على اتجاهات المجلس العسكري لعدم تسليم السلطة ((كاملة)) للمؤسسات المنتخبة ، مما يثير قدر كبير من الشكوك فى نواياه .
·       لا تزال قوات القتل المنظم التابعة للنظام حرة طليقة ، تعتدى على المتظاهرين و تسقط مزيد من الشهداء والمصابين فى كل مناسبة . شجعهم على ذلك افلاتهم حتى الان من المحاكمة والعقاب ، بل وتبرئة عدد منهم ، مع شيوع حالة انفلات أمنى عام تثير الشك والريبة  .
·       عدم محاكمة مبارك ورجاله على الجرائم الأخطر التى ارتكبوها مثل جرائم الأضرار بالأمن القومي لمصر والنهب والتفريط فى ثرواتها
·       تهريب كثير من الأموال المنهوبة، وهروب عدد من رجال الأعمال ، وركوب آخرين منهم للثورة .
·       سيطرة مزدوجة على الإعلام وتوجيهه من قبل الدولة و رجال الأعمال
·       تأثير كبير للأموال في مسار العملية السياسية
·       افتقاد عديد من الشباب و التيارات لقيادة موحدة
·        انقسام قوى الثورة على قضايا هامشية ، وشيوع روح الصراع والمنافسة مما أضعف كثيرا من فاعلية الضغط الشعبى المنظم الموحد ، وادى الى إنتاج برلمان لا يمثل كل التيارات السياسية.   
·       نشاط امريكى غربي كثيف على كافة الأصعدة لمحاولة احتواء الثورة ، يقابله غياب شبه كامل لأولوية الاستقلال والتحرر كهدف عن غالبية برامج وخطابات القوى السياسية ، مع شيوع حالة من التسابق على التواصل مع الغرب وطمأنته .
***
من أجل كل ذلك فلنلتقى جميعا فى كل ميادين التحرير يوم الأربعاء 25 يناير لسببين :
الأول هو أن نحتفل فى ((سلام)) بما تم انجازه حتى الآن مع تثبيته وتأكيده وتطويره .
والثاني هو أن نتعاهد على مواصلة النضال المشترك من اجل استكمال أهداف الثورة .
*****
القاهرة فى 21 يناير 2011